دهليزرئيسي

أُطلِقت في تعز وانتقلت إلى صنعاء..
“على طريقك” مبادرة نبيلة تستهدف الطلاب

شباب هاوس.. رأفت الوافي


من باب التراحم والتكافل وتقدير الظروف الصعبة، التي يمر بها المواطن اليمنيالمغلوب على أمره، في كل شؤون حياته، جراء الحرب المستمرة منذ ما يقارب من سبعة أعوام، أطلق مجموعة من الشباب في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)،الأسبوع الماضي، مبادرة خيرية أطلقوا عليها “على طريقك”، والتي تهدف إلىمساعدة الطلاب في الوصول إلى المدارس والجامعات من خلال توصيلهم عبر سيارات ومركبات خاصة.

هذه المبادرة التي لقيت تفاعلاً كبيرًا من الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي ،تأتي بسبب ارتفاع تكاليف المواصلات التي ألقت بثقلها على طلبة الجامعات والمدارس، خصوصًا مع تدهور العملة الوطنية، وارتفاع أسعار السلعوالخدمات.

حملة “على طريقك”
حملة “على طريقك”، تأتي بعد مبادرة تبنّاها الإعلامي نائف الوافي على صفحته في فيسبوك، انطلقت في تعز، وانتقلت إلى العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى.
حملة #على_طريقك مبادرة نبيلة تستهدف طلاب العلم، من خلال توصيلهم منوإلى الجامعات والمدارس، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها اليمنيون.
لم تتوقف هذه المبادرة، التي أُطلقت من تعز، بل انتقلت إلى صنعاء عبر الزميل شوقي نعمان، وامتدت إلى محافظات أخرى، وسط تفاعل كبير، وإشادات واسعة.


جنودها في الميدان هم أصحاب السيارات وسائقو الباصات.
وفي حديثه لـ”شباب هاوس” يقول نائف الوافي: “بالنسبة للدوافع التي جعلتنا نطلق حملة “على طريقك” هي دوافع شخصية ضمن إطار الأسرة والعائلة،وهي مستوحاة من المعاناة التي يتحملها الآباء تجاه أبنائهم من تكاليف نقلومواصلات من أجل التعليم”.
ويشير نائف إلى أن لديه طفلين يدرسان في المرحلة الابتدائية يبلغ تكلفةمواصلاتهم 240 ألفًا سنويًّا، أي ما يعادل 200$ أمريكي في ظل الحربوانقطاع المرتبات.
ويضيف قائلاً: “فما بالك بطالب الجامعة الذي يحتاج إلى مصاريف تنقلوملازم وأشياء أخرى في ظل تدهور الأوضاع المعيشية”.
دوافع كثيرة ساهمت في تبنّي حملة “على طريقك”، أهمها الأعباء التي يتحملها طلاب الجامعات مع تدهور الريال اليمني وارتفاع تكاليفالمواصلات.
يقول الوافي: إن انهيار العملة من أهم الأسباب التي ساهمت في تبنّيالحملة، خاصة أن معظم المواطنين دون مرتبات، فيما لا يتجاوز راتب الشخصالذي يتقاضى مرتب 70 ألف ريال، إي أقل من 100$ “.. منوهًا إلى أن الأسرةالتي لديها 4 إلى 6 طلاب تحتاج لميزانية لتستطيع دفع نفقات المواصلات.

تفاعل غير متوقع
حملة #على طريقك حصلت على ترحيب واسع وتفاعل غير متوقع بعد أن شارك فيها الكثير من أصاحب السيارات الخاصة، وبعض باصات النقل العامة،والكثير من الذين استشعروا المسؤولية.
أكرم الحميري أحد المتفاعلين مع حملة “على طريقك”، يقول لـ”شباب هاوس”:”إنه بعد إعلان المبادرة شاركنا فيها من أجل أن تتحول إلى ثقافة مجتمعيةبسبب الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تمر به البلاد، واستشعارًا للمسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه إخواننا الطلاب الذي لا يمتلكون الدخل الكافي لكي يستمروا في التعليم”.
ويضيف الحميري: “حبينا نشارك في هذه المبادرة بسياراتنا الخاصة من أجلأن يعم الإخاء والتكافل الاجتماعي وحب الخير للجميع، حتى ينعم هذا الوطنبالتماسك والتقارب والحب بعد أن مزقت الحرب النسيج الاجتماعي بين أطيافوشرائح المجتمع”.

لم تقتصر حملة “على طريقك” على مالكي السيارات الخاصة فقط، بل تحولتإلى مالكي مركبات النقل العام (الأجرة).
أنس العامري سائق باص أجرة تفاعل مع الحملة، مؤكدًا لـ”شباب هاوس” أنهيقوم بنقل طلاب الجامعات دون مقابل.
ويضيف العامري: “كمساعدة ودعم للطلاب أقوم بتوصيلهم مجانًا، خصوصًا هذه الفترة، حيث إن معظم الطلبة لا يستطيعون دفع نفقات المواصلات في ظلارتفاع المشتقات النفطية؛ لذا يجب علينا مساعدتهم.

نجاح الحملة
من جانبه قال عبدالسلام الشريحي، في منشور له على حائطه في فيسبوك:إن طلاب الجامعة أكثر ناس يحتاج نوقف معهم، مش بس لأن المستقبل مرهونبهم، لكن لأن الآلاف منهم مش لاقين حق ملزمة ولا مصروف، وكمان يدرسواويشتغلوا عشان يعيلوا أسرهم المحتاجة”.
وأكد الشريحي أن الوقوف مع الطلاب هو وقوف مع الحاضر والمستقبل، داعيًا إلى مساعدتهم.
بدورها قالت الإعلامية في قناة السعيدة مايا العبسي في منشور لها على فيسبوك: إن فكرة ومبادرة “على طريقك”، التي أطلقها زميلنا الإعلامي الرائع نائف الوافي في تعز، والتي تهدف لتوصيل طلبة الجامعة على طريق مالكي السيارات والباصات، تعد فكرة مميزة، ولاقت تفاعلاً كبيرًا، وتطورت بشكل جميل”.
وعبّرت العبسي عن أملها في أن تعمم المبادرة على بقية المحافظات اليمنية،وهو ما سيكون له أثر أكبر وأجمل، حسب قولها.
في السياق يقول الطالب أحمد الشيخ لـ”شباب هاوس” إن الحملة رائعة واستُفيد منها كثيرًا، خاصة في ظل ارتفاع أجرة الراكب التي لا يقدر على توفيرها.
ويضيف الشيخ: الحملة ممتازة وجاءت في وقتها المناسب، ونريد أن تصبح هذه الحملة قيمًا مجتمعية مستمرة، وأن يكون طالب العلم له مكانته الخاصة، وجميع فئات المجتمع متعاونة معه.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى