رئيسيشبـاك

الفنان السهيلي.. من الرصيف إلى العالمية

شباب هاوس..
من طفل قابع على الرصيف لديه ميزان يقف عليه المارة لمعرفة أوزانهم، إلى وجه لامع في فن التمثيل على المستويين المحلي والدولي، وما بين المرحلتين قصة نجاح وطموح تختصر حياة واحد من الشباب اليمنيين الذين واصلوا دربهم بمجهود ذاتي بحت.
إنه الممثل عبدالجبار السهيلي، الذي لم يكتفِ بإثبات ذاته في اليمن فحسب، بل استمرت نجاحاته في مجال التمثيل أينما ذهب، وما زالت الإنجازات ترافق هجرته في السويد.

يتحدث السهيلي لمنصة “شباب هاوس” عن دخوله مجال التمثيل، وعن تجربته الأولى في مجال التمثيل، والتي مر عليها حتى الآن ما يقارب 22 عامًا، حيث كان عمره حينها تسعة أعوام فقط، من خلال حدث يصفه بأنه كان غريبًا نوعًا ما، يقول: “كان لديّ ميزان، وأشتغل فيه على الرصيف، وفجأة شفت أحد الممثلين، يدعى محمد علي قاسم، وقمت بملاحقته حوالي نصف ساعة، كي يحدثني عن الطريقة للظهور في التلفزيون، في تفكير طفولي آنذاك، فقال لي: اذهب إلى المركز الثقافي في العاصمة صنعاء”.


الطفل السهيلي انتظر إلى ما قبل رمضان بعدة أشهر، ثم ذهب إلى المركز الثقافي، بحسب نصيحة الممثل محمد علي قاسم، حيث يكون موسم إعداد التمثيليات والمسلسلات على أشده، خلافًا لباقي أشهر السنة التي تشهد ركودًا كبيرًا، وذلك لأن الأعمال اليمنية عمومًا تطغى عليها الموسمية، وتحديدًا في رمضان.
يتابع السهيلي: “ذات صباح توجهتُ نحو المركز الثقافي، وجدت هناك جاري، وكان مساعد مخرج، سألني: ماذا تريد؟ قلت له أريد التمثيل”.
يضيف بأن ذلك الشخص عبّر عن استغرابه في البداية، وقال له بأن الوقت تأخر، وكل الأعمال الرمضانية تم إنجازها حينها، لكنه استدرك بأن هناك مسرحية ما زال يجرى تمثيلها، وأن بوسعه المشاركة فيها، فكانت تلك المسرحية هي الخطوة الأولى للسهيلي في مجال التمثيل لينطلق بعدها للمشاركة في عدة أعمال مشهورة، مثل: كشكوش، وكيني ميني، وغيرهما.


وبعد الكثير من المشاركات في اليمن، في مسرحيات ومسلسلات ومهرجانات، ابتدأ عبدالجبار نجوميته في مسلسل “روضة العلوم”، والذي يصف تجربته فيه بالمختلفة.
بعد مشوار فني طويل في اليمن غادر السهيلي إلى السويد محملاً بسيرة ذاتية مليئة بالتجارب، ساعدته بأن يستمر في مجاله هناك، حيث خاض في السويد تجارب فنية عديدة، وهناك شارك في عمل فني، بعنوان “مخيم تحت الشمس”، من إنتاج الممثل الحائز على أوسكار، كيفن سبيسي، بمشاركة 35 ممثلا من 11 دولة.
كما شارك في عمل “روميو وجوليت”، والذي يصفه عبدالجبار بالأضخم، بالإضافة إلى مسرحية “هيروشيما مونامور”، والعديد من الأعمال الأخرى.
وعن أفضل إنجاز في مسيرته بمجال التمثيل، يقول السهيلي: “رغم الكثير من الإنجازات، لكني أعتقد بأن أقوى إنجاز لي لم يأتِ بعد”.


يرى عبدالجبار أن أكثر ما ساعده في مجال التمثيل في المهجر هو إتقانه للغة الإنجليزية.
ويقول: “كنت مدركًا أهمية اللغة الإنجليزية، فدرستها في اليمن بالموازاة مع تخصصي كعلاقات عامة في جامعة صنعاء، لكن الحقيقة لم أكن أعرف بأنها ستفيدني بهذا الشكل”.. مشيرًا إلى أنه لو لا اللغة لما كان له أن يحقق شيئًا في السويد.
وعن الحراك السينمائي في اليمن، يقول عبدالجبار إن هناك خطوات حثيثة نحو ذلك، ولو أنها بطيئة جدًّا، إلا أنه سعيد بها، لكنه يستدرك بأنه “لا يمكن تسمية ذلك حراكًا سينمائيًّا بالمعنى الحقيقي، لأنه محدود جدًّا”.
ولرقيّ العمل التمثيلي في اليمن يقترح السهيلي تدريب طواقم التمثيل بكافة التخصصات، بالإضافة إلى تطوير الإنتاج، ودفع الأموال، والاستثمار في هذا الجانب.


السهيلي في حديثه لـ”شباب هاوس” يرى أن هناك الكثير من التحديات أمام الشباب العاملين بهذا المجال في اليمن، ناصحًا إياهم بعدم التوقف، وتطوير أنفسهم بشكل مستمر.
كما ينصح الشباب بالبحث عن فرص عمل في السوق العالمية، وعدم الانتظار للسوق المحلية – بحسب قوله – لأنها لا تُقدَّر المواهب الموجودة لديهم.
وعن طموحه وما يصبو إليه في المستقبل، يقول بأنه يرغب في مواصلة دراسته العليا في مجال التمثيل المسرحي، في بريطانيا أو كندا، بغرض أن يكون له رصيد فني عريض على الصعيدين المحلي والدولي.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى