شباب هاوس..
(لا تحلُم أن تصنع شيئًا وفكّر بحجمك كطالب) عبارة لم يستوعبها “إبراهيم سيلان” وهو يتلقاها من مسؤول مشاريع الطلاب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية عام 2008م، عند عرضه له فكرة اختراع.
عبارة تسللت كإحباط أصاب إبراهيم، إلا أنها لم تلبث حتى تتحول دافعًا لتحقيق حلمه، وتمكَّن بفكرته تلك من نيل لقب المخترع عام 2013، بحصوله على براءة اختراع من جامعة الـ”UTM” في ماليزيا، وتقومُ بشرائها في العام 2014م، شركة سيمنس الألمانية، كواحدة من ضمن 40 فكرة اختراع حول العالم.
اختراع سيلان عبارة عن ساعة أو قلادة تُلبس باليد وترسل موجات فوق صوتية دقيقة إلى الدم لقياس التغييرات الفسيولوجية في الجسم، وتشخص حالة المريض وتقيس نسبة الضغط والسكر في الدم، وترسل تنبيهات عند بلوغ ضغط الدم لمراحل خطيرة، لتكون بمثابة إنذار لعمل تدخلات عاجلة لتجنيب المريض الإصابة بجلطة.
هذا الاختراع حصل على العديد من الإرشادات الدولية، بعدما وجد حاضنة للعقول المبتكرة عند التحاق سيلان في العام 2011 بجامعة (UTM) في ماليزيا لتحضير الماجستير في كلية الهندسة، قسم الاتصالات، وعرض فكرته على مسؤول مشاريع الاختراعات فيها.
يقول إبراهيم سيلان (34 عامًا) لـ “شباب هاوس”، عندما أقدمت على هذه الخطوة لم أتوقع ردة الفعل المحفزة من مسؤول مشاريع الاختراعات في الجامعة الماليزية، وتحمسه كثيرًا للفكرة، فأعاد لي الأمل ومنحني طاقة إيجابية لمواصلة العمل على الاختراع، وأتذكر قوله لي: “هذه الفكرة ستحصد براءة اختراع”.
حصل إبراهيم على شهادة الدكتواره في العام 2015 من كلية الهندسة بالجامعة التكنولوجية الماليزية في ماليزيا، ويشغل حاليًّا منصب عميد كلية الهندسة في الجامعة الأردنية في اليمن، كأصغر عميد كلية في صنعاء، ومن خلال موقعه العلمي الحالي استطاع سيلان أن يدعم الكثير من مشاريع التخرج للطلاب الدارسين في الكلية، وتحويلها الى اختراعات حقيقية، وأشرف على أكثر من 40 مشروع تخرُّج سجلت بعضها براءات اختراع، كما أنه استطاع توفير أكثر من عشرين منحة دراسية للطلاب المتميزين لتحضير درجة الماجستير خارج اليمن.
وبحسب إبراهيم، أنّ تجربة اختراعه غيرت حياته وتفكيره بالكامل، وأصبح بعدها يُشجع أي فكرة مشروع جديدة ويحاول إعطاءها الدعم الكامل للاستمرار بتطويرها. كما أنه في أول يوم لتسجيل المشاريع يقدّم لطلبته محاضرة عن مدى أهمية الابتكار وإمكانية أيّ طالب على تنفيذ المشاريع وتسجيل براءة الاختراع وتغيير حياته.
يعتبر سيلان عضوًا في لجان تحكيم لعدة مجلات علمية محكمة محليًّا ودوليًّا، ولديه مشاركات في مؤتمرات علمية خاصة بالطاقة الكهرومغناطيسية في كلٍّ من ماليزيا، الصين، السويد، بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.
شكرآ شباب هاوس لاهتمامكم بسرد قصص نجاح شبابنا اليمني في الداخل والخارج وهذا ما سيدعم تحفيز وتشجيع والطلاق المهارات المكدسة في دهاليز عقول شبابنا.
تمنياتي لكم بالنجاح