دهليزرئيسي

الشباب والسلام في اليمن.. مهمة البحث عن الآخر

شباب هاوس-استطلاع

يحتفل العالم في الـ 12 من أغسطس باليوم الدولي للشباب، وفي هذا اليوم يتطلع الشباب اليمنيون لاسترعاء انتباه المجتمع الدولي لقضاياه وهمومه التي تسببتها الحرب.

رغم التشظّي الذي تعيشه البلاد وواقعها المرير، إلا أنّ للشباب طموحات نبتت في خلجاتهم، لتُصبح هي الأمل الوحيد لغدٍ مشرق، والنور الذي يزيح الرداء الأسود عن البلاد التي ستزهر بهم وبأدوارهم في البناء والتنمية بمختلف المجالات.

موقع “شباب هاوس” يجري استطلاعًا ميدانيًّا مع نخبة من الشباب اليمنيين، للاطلاع على أهم تطلعاتهم وطموحاتهم، والأدوار التي يقدمونها، وأصواتهم التي يودون إيصالها للعالم.

 

مواكبة التطور العالمي..

يتحدث أحمد الأشول، وهو ناشط يمني يقيم حاليًّا في بريطانيا، عن تطلعه في هذا اليوم الشبابي لأنْ يواكب الشباب اليمني موجة التطور العالمي والانخراط في شتى المشاركات والفعاليات الإقليمية والدولية بمختلف المحافل، بما يعكس صورة إيجابية لتواجدهم على أفضل مستوى.

موضحًا أن الشاب اليمني يواجه الكثير من العوائق والأحداث التي تحول بينه وبين مستقبل مشرق له ولبلاده، فأنْ تكون شابًّا يمنيًّا يريد أن يحقق أحلامه كأيّ شاب في العالم، يُعد ضربًا من الخيال، وما نتطلع إليه أن يصبح الشاب اليمني كغيره من شباب العالم في الحقوق والإمكانات والحياة الطبيعية.

ويشير إلى طموحه في المستقبل بأنه يسعى لاستغلال خلفيته العسكرية والأمنية في إنشاء مركز أمني وعسكري مهتم بشأن اليمن والمنطقة، يقدم دراسات للمجتمع الدولي، قائمة على الموضوعية والواقعية، بعيدًا عن استغلال أيّ مواقف أو توجهات.

ويعتقد أنّ مستقبل الشباب يرتبط بالوضع اليمني بشكل مباشر، ومن الصعب إقناع أيّ شاب مغترب بالعودة إلى بلاده التي لن يجد فيها وظيفة أو فرصًا، حتى إنْ قرر أحدهم تأسيس مشروعه الخاص في اليمن، سيواجه الكثير من المصاعب والعقبات بسبب تدهور الوضع وغياب الدولة.

ويؤكد الأشول أنّ للشباب اليمنيين المغتربين عدة أدوار، أبرزها السعي بشكل مستمر لنقل حجم معاناة اليمنيين، وما يحدث في اليمن بشكل شامل، بما يساهم بتعريف حجم المآسي التي يواجهونها بسبب الحرب.

مشيرًا إلى ضرورة توحيد جهود الشباب لاستمرار الحملات التوعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام، لمواجهة التجهيل ومحاولة تغييب الناس في الداخل ورفض أيّ نوع من أنواع المظاهر الطائفية والمناطقية والمذهبية، منوهًا بأنه لا مانع من الاختلاف السياسي؛ كونه أمرًا بديهيًّا وحالة صحية في أيّ دولة من دول العالم.

كما يدعو الشباب بأنْ يحاولوا الحفاظ على أنفسهم من أيّ تشوهات سياسية أو مجتمعية، وحماية أنفسهم من الحرب للخروج بأقل الخسائر، كما يشدد على ضرورة سعيهم وراء أيّ فرص محلية ودولية، وانخراطهم في الأعمال المؤسسية التطوعية للتطوير من مهاراتهم، وألّا ينتظروا انتهاء الحرب حتى تنفد أعمارهم ومخططاتهم، حسب وصفه.

أدوار قيادية للشباب..

من جانبها، تتطلع “سارة العريقي” لتوفير فرص وصول الشاب اليمني إلى الأدوار القيادية، وأن يمتلك الشباب صوتًا مسموعًا في السياسة والاقتصاد ليتمكنوا من السعي نحو التغيير والمطالبة بالسلام والأمن والوصول بالبلاد إلى بر الأمان.

وتقول لـ “شباب هاوس”، يطمح كل شاب يمني في وصول بلاده إلى بر الأمان من خلال الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتطوير التعليم وإتاحة الفرص المتساوية للجميع، وأنْ يكون هناك دور للشباب اليمنيين في بناء السلام والأمن، وحل النزاع، والعمل على إرساء مبادئ السِّلم المجتمعي.

وتضيف: “على كل شاب يمني انتزاع حقوقه، والعمل على صقل شخصيته الفكرية والأدبية المستقلة، والتركيز على إنجازاته الشخصية، والعمل على تحقيق توازنٍ نفسي وإتقان مهاراته الذاتية، موضحة أن مهمة الشباب الرئيسية – الآن – تتركز بشكل أولي على التخلص من الأزمة الفكرية والدينية الراهنة في البلاد، والحصول على شخصية مستقلة قادرة على مواجهة العالم الخارجي بكل قوة وثبات.

 

خدمة المجتمع والرقيّ به..

بدوره يقول “عبدالله الجرادي”، وهو من الشباب الناشطين في مدينة مأرب، ويعملُ مصورًا: “أتطلع لرؤية هدف الشباب اليمني في خدمة مجتمعاتهم والرقيّ بها، كما أتمنى أن يأتي اليوم الذي يستمع فيه الجميع لصوت الشباب اليمني والعربي التواق لعالم أفضل، مُواكبٍ للحداثة والتطور، ولديه القدرة على الارتقاء بحالنا كشعوب عربية”.

ويضيف: “أطمح أن يكون لي أثر حقيقي في المجتمع من خلال مهنتي كصانع أفلام، والتي من خلالها أسعى كل يوم لأنْ أكتشف شيئًا جديدًا يجعلني متمكنًا من إيصال رسائل حقيقية وصادقة تُعبر عن الكثير”.

وبتفاؤل كبير يوجه الجرادي رسالته للشباب اليمني: “على الشباب أن يؤمنوا إيمانًا مطلقًا بأن المستقبل أمامنا، وما زال كل يوم هو بداية جديدة لنا لنحقق ما لم نستطع تحقيقه في السابق، والتعليم الذاتي هو كنزنا الأكبر الآن في هذا الوضع الذي نمر به جميعًا، ويجب على كل واحد منا أن يبدأ بالمتاح، وسيحقق أشياء كثيرة لم يتوقعها”.

مستقبل مجهول..

أما “عفراء قحطان”، أخصائية نفسية، تعتقد أن مستقبل الشباب اليمني لا يمكن قياسه بمعزل عن مستقبل الوضع في اليمن بشكل عام، وتحديدًا الوضع السياسي، ما يزال الأمر مبهمًا، ولا يوجد أيّ مبشرات لاستقرار قريب – للأسف.

وتوضح: “مستقبل الشباب لا يحمل آمالًا عالية، ولا يمتلك الشباب خيارات واضحة سوى القليل منها، متمثلة بالمبادرات والمحاولات الفردية، والتي قد تكون الحل الوحيد أمام الشباب اليمني”.

وترى قحطان أنّ التعليم هو الفرصة الوحيدة للنجاة من آثار الحرب، فهي تنصح الشباب اليمني باستمرارية التعليم وتطوير مهاراتهم وأنفسهم في هذا الوقت بكل الطرق المتاحة، مشيرة إلى أنّ التعليم عبر الانترنت سيوفر في المستقبل فرصًا كثيرة لمن تابع واستمر في تطويره الذاتي.

ولا تختلف عنها المدرِّبة جهاد بابريك، التي ترى أنّ الوضع مليء بالعقبات والتقلبات، وكل هذا نتاج للحرب المستمرة طوال سبع سنوات، والتي تكبر أزماتها ومشاكلها كل يوم أكثر من سابقه.

تقول بابريك لـ “شباب هاوس”، إنّ الحرب أثّرت في الشباب بكل جوانب حياتهم، وهذه التغيرات وعدم وجود الإمكانيات والفرص ولّدت في نفوس الكثير من الشباب يأسًا كبيرًا، وشعورًا بقلّة الحيلة.

وتضيف: الحرب والأزمات في اليمن ستنتهي يومًا ما، ولكن قبل أن تنتهي علينا كشباب إنهاء حروبنا الخاصة وتجاوُز أزماتنا الشخصية، حتى إنْ بدت صغيرة قبل أنْ تتفاقم مع مرور الوقت.. مؤكدة أنّ الشباب مرحلة ذهبية لا تُعوض.

الشباب يحتفلون بيومهم العالمي في الجبهات..

نايف النجم، وهو رئيس تنفيذي لمؤسسة نماء وعطاء للتنمية، يقول لـ “شباب هاوس”: “في هذه اللحظة الشباب اليمني يحتفلون بيومهم في الجبهات وفي المستشفيات، ويصارعون للبحث عن لقمة العيش.. للأسف حتى الآن أنا وكثير من الشباب ننظر للمستقبل بضبابية، اليمن يذهب إلى جحيم لا يمكن العيش فيه، هذا ونحن أكثر الشباب تفاؤلاً”.

وأوضح النجم: “الأطراف السياسية لم تفتح مجالًا للحياة أبدًا، وهذا يُبدد أحلام الشباب.. وأمام ذلك يجب على الشباب مقاومة الخطاب المتطرف وخطاب الدعوة للحرب، كما يجب عليهم الدعوة إلى البناء والتغيير وإيقاف كل سُبل استمرار الحرب.
ويرى أن أكبر عائق يواجه الشباب (الأمان كأول تحدٍّ، ثم الوعي والتعليم، وأيضًا الحماس المؤدي إلى الانضمام للجماعات المتحاربة”.

ويردف قائلاً: “أنا شخصيًّا في هذا الوقت وهذه اللحظة أشوف بلد آمن أهاجر له، بعدها الواحد يستعيد طموح ما قبل الحرب”.

في بلد مزقته الحروب وأفسدته النزاعات السياسية، يصبح التفكير في الغد كابوسًا يؤرق الشباب المقْبل على حياة معتمة لا يرى فيها موضع قدم يخطو عليه نحو بناء مستقبل ليس له معالم أو ملامح، ولكنهم بالرغم من هذا، يتمسكون بأملهم التواق لمستقبل آمن ومشرق.

 

 

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. الواقع المؤلم الذي تنهي فيه نصف عمرك من اجل ان تتعلم وتكافح لتدرس في ضل الفساد الاداري والحروب الداميه والواقع الآليم الذي نعيشه ولاتستطيع الحصول علئ ابسط الحقوق كا وظيفة براتب يكفل لك الحياه الكريمه والعيش المطمئن كاانسان في موطن خلقت وتربية وترعرعت فيه “

  2. اليوم الشباب اليمني ينعي ذاته فقد انستة هذي الحرب حتى اسماء ايامة لم يعد في هذا الوطن مجال لان يبدع الشباب مثلا انا خريج السنة الماضي هندسة نفط ومعادن ومازلت حبيس الفراش #هنيئا-للاجيال السابقة ماعاشوا فلم نحظى بذالك

  3. أن ما يعيشيه الشباب في مجتمعنا اليمني في ظل احداث الحرب الدائرة بين الاطراف المتحاربة تسببت في ضياع احلام الشباب وتطلعاتهم للمستقبل وزيادة في البطاقة برغم أن الشباب هم العمود الفقري لنهوض البلاد والاقتصاد وبناء الدولة ومما نلاحظ أن دور الشباب وطموحاتهم في في ظل الحرب تمكنو من تجاوز الصعوبات والمعوقات التي امامهم الى انه يجب الاخدر بعين الاعتبار ان تقوم الامم المتحدة بدورها الايجابي في فتح ملف الشباب وما يعانون وحل مشكلاتهم وتفعيل دورهم الايجابي ومن خلال عملي كمحامي ومستشار قانوني وجدت اكثر القضايا في المحاكم من الشباب تترواح اعمارهم ٢٥/٢٧ في ظل انتشار للجريمة والفوضى وسقوط البلاد الى مستنقع الفوضى يطر الشباب أن يتوجهون الى طريق سلبي في ظل الفراغ الدي يعيشون فيه الى أن هناك معاهد التدريب قامت بجدب الشباب للتوعية وهدا شي ايجابي يبعد الشباب عن الطريق السلبي ونتمنى من جميع المنظمات الدولية الاهتمام بشباب ومعالجة قضيتهم المحورية
    كاتب المقال/ المحامي بدر الأميري

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى