رئيسيشبـاك

“بعين واحدة وثّقوا الدهشة”.. عشاق العدسة يروون تجاربهم في يومهم العالمي

شباب هاوس -استطلاع/ عمران مصباح

كان اختراع الكاميرا مع بداية العصر الحديث أول تعبير عن عالم جديد وُجد على إثره هذا التطور التكنولوجي، الذي وصل إلى أقصى مداه.. ولأن التصوير أصبح جزءًا مهمًّا في حياة الإنسان، فقد خُصص الـ19 من أغسطس/ آب، يومًا عالميًّا للتصوير، بسبب ازدياد عدد المصورين في شتى بقاع العالم، والذين قدموا فنًّا بصريًّا مدهشًا يكاد يضاهي الفن التشكيلي.

من خلال هذا الاستطلاع، حاولنا في “شباب هاوس” أخذ مجموعة آراء لعدد من المصورين اليمنيين حول تجربتهم في هذا المجال الحيوي…

اليوم العالمي للتصوير

علي السنيدار، مصور يمني، يصف لـ”شباب هاوس” هذا اليوم العالمي بـ”يوم مميز”، وفرصة لمشاركة ما لديه من صور وذكريات.

المصورة إيمي فيلم توافق السنيدار الرأي، وتقول: “إنه احتفاء عالمي بنا.. يوم يعني لها الكثير لأنه يخص كل مصور في العالم”.

فيما يرى البراء منصور أن اليوم العالمي بالنسبة له هو اليوم الذي يلتقط فيه صورة معبرة وجميلة.

 

 

 

 

 

ويضيف البراء لـ”شباب هاوس”: “صحيح أن هذا اليوم يخصني، وأحتفي به مع زملاء المهنة بالنشر، لكن اليوم العالمي عندي هو حين أستطيع التقاط صورة معبرة وجميلة”.

أما جهاد محمد، فتعتبر أن هذا اليوم هو تقدير وشكر من العالم للمصور، الذي استطاع نقل رسائل لا يمكن نقلها إلا عبر الكاميرا فقط.

الاحترافية

عن دخوله مجال التصوير يتحدث البراء منصور لـ”شباب هاوس” قائلاً: “بدأت التصوير بالهاتف قبل عشرة أعوام، وكنت أنشر تلك الصور بتلقائية على مواقع التواصل”.

ويضيف: “لم أفكر على الإطلاق أن يصبح التصوير مهنتي، لكن بدأت تصلني طلبات، فاقتنيت كاميرا، وعملت في التصوير، ليصبح هو كل شغفي، وعملي الوحيد الذي أصُب فيه جهدي واهتمامي”.

أما إيمي فيلم فتقول: “أهوى التصوير منذ طفولتي، وعندما كنت أشاهد الصور أركز على الألوان، الخلفيات، الإضاءة، الوضوح، وما إلى ذلك”، مشيرة إلى سعادتها في كونها أصبحت تمتهن المجال الذي أحبته.

سهية الأصبحي بدورها تتحدث لـ”شباب هاوس” عن احترافها التصوير: “سلكت الطريق في البداية كتضييع وقت تقريبًا. لكن شغفي بالتصوير دفعني للاستمرار، ووصلت لما أنا عليه الآن من احترافية”.

وعن بداية أسيل محمد للتصوير تقول لـ”شباب هاوس”: “كان التصوير هوايتي، ولم أكتفِ بذلك، بل قررت أن يصبح جزءًا من دراستي، وعملي”.

 

رسالة المصور

وحول الرسالة التي يريد المصورون اليمنيون إيصالها عبر “شباب هاوس”، يقول البراء منصور: ” رسالتي هي إظهار أننا نمتلك بلدًا رائعًا وشعبًا طيبًا، مهما ظلمتنا الحرب، وأظهرت العكس”.

فيما تحدثت سهية الأصبحي، أيضًا، عن رسالتها قائلة: “أريد تخليد اللحظة، من خلال أخذ صور ترسم الابتسامة في وجه كل من يشاهدها”.

أما أسيل محمد، فتختصر رسالتها بالقول: “جعْل الجمال الذي أراه موجودًا أمام أعين الجميع”.

ويقول علي السنيدار إنه بالإضافة إلى إظهار المزايا الجمالية في بلاده، فإن رسالته “توثيق لحظات حياة الشارع”.

أما جهاد محمد تجد أن رسائلها كثيرة، لكن أهمها نشر الوعي بأهمية حقوق المرأة المسلوبة منها.

“التصوير حكاية كبيرة، وهو محاولة تجسيد مشاعر، وقصة، وقضية للعالم”، بهذه العبارة كان تعليق بدر يوسف عن الرسالة التي يريد إيصالها عبر “شباب هاوس”.

التصوير كفكرة إنسانية واجتماعية

لم يعد التصوير مجرد مهنة فحسب، بل يتعدى ذلك ليدخل ضمن قائمة الإبداع والفنون.

أحمد باشا، وهو أحد المصورين البارزين، يتحدث لـ”شباب هاوس” عن التصوير وعن كونه يدخل في كافة مناحي الحياة، وفي مختلف القضايا السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، والإنسانية.

 

 

 

 

ويضيف باشا: “على رأس تلك القضايا يأتي الجانب الإنساني، لأن التصوير يظهر ويكشف المعاناة والكوارث التي يعاني منها الناس، خاصة في ظل انتشار الحروب، والوضع المتدهور في اليمن”.

وأشار إلى أن الصور استطاعت أن تنقل المعاناة من مخيمات النزوح والحصار، وكافة أوجه المعاناة التي تخلفها الحرب.

ويؤكد: “أنها وسيلة لإيصال الأصوات إلى المجتمع الدولي من أجل مد يد العون، والإسهام في تخفيف تلك المعاناة، ومحاولة الضغط لإنهاء الحرب، وإحلال السلام”.

البراء منصور يوافق الباشا الرأي، ويقول: “للتصوير أثر كبير في توصيل فكرة عن التعاطف لفئة ما أو لشخص مظلوم، كذلك له أثر في تحفيز الناس على التكافل الاجتماعي، وخصوصًا في زمن السوشال ميديا”.

أيضًا جهاد محمد ترى أن المصور وسيط لنقل معاناة الناس، وصوت لمن لا يستطيع إيصال صوته.

فوائد أخرى للتصوير

بعيدًا عن أهمية التصوير، وما يقدمه من رسائل، إلا أن العديد من الناس تستخدم تلك الصور في أمور تجارية، فهي بالنسبة لهم مصدر رزق دائم.

يقول بدر يوسف إن التصوير يعتبر مصدر رزق، لكن ذلك يتطلب أن تبذل جهدًا، ويكون عملك مختلفًا.. ويضيف: “المصور يجب أن يحب عمله

 

 

 

 

 

أكثر من أي شيء آخر، وبعدها سيمنحه دخلًا مناسبًا”.

معاناة المصورين

يعتبر التصوير من المهام الصعبة؛ نظرًا لما قد يتعرض له المصور من أخطار، خاصة في الحروب، هكذا يقول أحمد باشا.. مضيفًا: “هناك العديد من العراقيل والتعقيدات التي تواجه المصورين الصحفيين خاصة في أوضاع الحرب، أبرزها تعرضهم للاعتقال، ومنعهم من أداء مهامهم بحجة الأسباب والدواعي الأمنية…”.

وينوه إلى خطورة مهمة المصور الصحفي خلال الحروب بالقول: “تعتبر الكاميرا بالنسبة لطرفَي الحرب سلاحًا فتاكًا قد يودي بصاحبه إلى القتل أو السجن أو الإخفاء القسري، أو في أفضل الأحوال تحطيم الكاميرا”.

ويتحدث علي السنيدار عن ذلك قائلاً: “بالنسبة لنا، أصبح الأمر مزعجًا جدًّا، لأنه بمجرد أن تحمل كاميرا في الأماكن العامة، قد يعرضك ذلك للاعتقال، إضافة إلى تعقيدات العمل التصويري، من خلال إلزام المصورين باستخراج تصاريح”.

أسيل محمد تؤكد الصعوبات، قائلة: “لا توجد حرية للمصورين، مثلاً لا يمكن تصوير شيء في الشارع، وإذا حاولت قد يُعتدى عليك، أو في أفضل الأحوال يتم مواجهتك بالانتقادات”.

أما سهية الأصبحي فتعتبر العراقيل جزءًا من أي عمل: “الصعوبات كثيرة، وفي كل شيء، لكن من أراد الشيء سيصل إليه بأي طريقة”.

في النهاية يتشارك هؤلاء المصورون وغيرهم شعورًا واحدًا، هو عشق التصوير، الذي وصل لدى البعض حد الهوس، كونه الهواية الأقل كلفة، والأكثر متعة.

فن يعشق الحرية ويثير الدهشة والإبهار، لكنه اليوم في اليمن للأسف لا يجسد الجمال بقدر ما يعكس المعاناة والدمار الذي خلفته الحرب.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى