دهليزرئيسي

أحلام طلاب القضاء.. من المهد إلى اللحد

شباب هاوس.. تقرير

“أن يصبح قاضيًا”.. حلم ظل يراود الشاب صلاح أبو لحوم منذ نعومة أظفاره، ومن أجل تحقيقه أكمل تعليمه الثانوي، والتحق للدراسة في التعليم الجامعي بالتخصص الذي يقوده كي يصبح قاضيًا، وتخرج بتفوق بالترتيب الأول على دفعته، ليتقدم بعدها لأداء اختبار القبول الذي يمكّنه من الالتحاق بالمعهد العالي للقضاء، والذي يعد الالتحاق به الخطوة الأخيرة في طريق تحقيق حلمه بأن يصبح قاضيًا، وبالفعل اجتاز الاختبار بتفوق، محققًا الترتيب الأول على زملائه.. ليتفاجأ بعدها وزملائه المتفوقين أنه قد تم استبعادهم، وعدم قبولهم للالتحاق بالمعهد، وبدلاً عنهم تم قبول أبناء وأقارب بعض القضاة ممن لم ينجحوا حتى في اختبار القبول.. لتتلاشى بعدها أحلامهم.

حرمان صلاح وزملائه المتفوقين من اللحاق بالمعهد العالي للقضاء، كونهم لا يملكون وساطة ولا قرابة مع أصحاب القرار في المعهد، شكل لهم صدمة كبيرة، بعد أن تحولت أحلامهم إلى سراب، وهو ما قادهم إلى الذهاب لتشييع أحلامهم بإحدى مقابر العاصمة صنعاء، كاحتجاج رمزي على الظلم الذي لحق بهم، خصوصًا بعد أن ضاقت بهم السبل، وعجزوا في الانتصار لقضيتهم.
ففي التفاصيل، وعلى مقطع فيديو قصير تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر الشاب صلاح أبو لحوم مع زملائه المتفوقين ممن لم يتم قبولهم في المعهد العالي للقضاء، في إحدى المقابر بالعاصمة صنعاء، وهم يقومون بتشييع أحلامهم ودفنهم كتبهم في أحد القبور.

بحرقة وغصة ظهر صلاح في مقطع الفيديو يتحدث بحسرة تملأ وجهه عن الظلم الذي أصابهم قائلاً: “حصلت على الترتيب الأول على دفعتي، ورفضوني أنا وزملائي، نحن أوائل تسعينات وثمانينات، وقبلوا أصحاب الخمسينات والستينات، أيش ذنبنا؟”.
الظلم الذي مس صلاح وزملاءه المتفوقين، لقي تفاعلاً كبيرًا، وخلق تضامنًا واسعًا معهم من قِبل ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي الذين أثار ذلك غضبهم وحفيظتهم، وسط تنديد بتلك التصرفات التي طالبوا بوضع نهاية لها.. مطالبين القضاء، والجهات المسؤولة بإنصاف هؤلاء الطلاب المتفوقين وإلحاقهم بالمعهد.
حيث أكد ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي ما قاله صلاح، بنشرهم وثائق قالوا إنها كشوفات لنتائج الطلاب الذين تقدموا لأداء اختبار القبول للالتحاق بالمعهد العالي للقضاء، والتي أظهرت أسماء طلاب رسبوا بنتيجة اختبار القبول، ومع ذلك تم قبولهم للالتحاق بالمعهد، مبينين أن الراسبين الذين تم قبولهم هم من أبناء وأقارب بعض القضاة، حد قولهم..

كما تداول هؤلاء الناشطون، على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحًا، قالوا إنه لأحد أعضاء مجلس القضاء الأعلى، والذي تضمن قوله بأنه “انتظر بفارغ الصبر إنصاف المتظلمين الذين استبعدوا تعسفًا وظلمًا، وقد طرقوا كل الأبواب لرفع الظلم عنهم”.. وأضاف قائلاً: “إذا لم يتم إنصاف المظلومين فلا داعي لجلوسنا بمجلس القضاء، وإن السكوت عن ذلك الظلم يعدّ خيانة لله ورسوله والإسلام والوطن”، بحسب ما تداوله الناشطون.
ويبقى السؤال: “إذا القاضي غريمك فمن تشارع؟!”.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى