شباب هاوس..عصام علي
في رحلته من المستحيل إلى الممكن.. صعد أول شاب يمني سلّم الاحتراف في رياضة الدراجات النارية السريعة بماليزيا، محققًا العديد من المراكز البطولية.البطل أسامة مرعي (23 عامًا)، سطع نجمه مؤخرًا في عوالم الدراجات النارية السريعة، ليصبح أول يمني يحترف هذه الرياضة على مدى تاريخها.من أحد أحياء العاصمة صنعاء حيث المنشأ.تبدأ قصة بطلنا “أسامة مرعي”، من أسرة يمنية متوسطة الحال، ترفض فكرة اقتناء أو تعلق أحد أفرادها بالدراجات النارية، بأيّ شكل.ولكن أمام قوتيّ الشغف والطموح، اللتين يمتلكهما أسامة، لم يكن لأي عائق أن يقف حائلاً بينه وبين تحقيق أحلامه.
ًتلقّى أسامة تعليمه الأساسي والثانوي في العاصمة اليمنية صنعاء، وهناك بدأ منذ العام 2010م، رحلة الألف ميل بخطوته الأولى، بتعلم قيادة الدراجات النارية، دون علم أحدٍ من أسرته، ومن ثم انتقل إلى ماليزيا لدراسة البكالوريوس في إحدى جامعاتها.
يقول أسامة، في حواره مع موقع “شباب هاوس”، “سافرت إلى ماليزيا لدراسة الجامعة، وهناك بدأت بممارسة رياضة الدراجات النارية، ولاحظت تطورًا وتحسنًا سريعين في الأداء، وتمكنت من احترافها لأسباب عدة، منها تواجد مضمار سباق أستطيع التمرن عليه”.
ويضيف أسامة: “شاركت في سباق ماليزيا للسرعة، وحصلت على المركز الأول في أول مشاركة لي رغم تعرضي للإصابة أثناء التمرين قبل المشاركة “.
في ماليزيا واجهت الشاب أسامة معوقات وتحديات، أبرزها الحصول على رخصة دولية ليتسنى له المشاركة في السباق، وهذه تقتضي موافقة من وزارة الشباب والرياضة في اليمن.. لكنه في النهاية حصل على تلك الرخصة “بعد طلوع الروح” – حدّ تعبيره.
وأضاف: “بكل تأكيد كان التواصل مع وزارة الشباب في اليمن صعبًا، ولم أستطع استخراج وثيقة رسمية منها لتمثيل اليمن، كما لم أحضَ بأي دعم مادي، حيث إنّ هذه الرياضة مكلفة جدًّا، لكنني تغلبت على كلّ تلك الصعوبات، وشاركت في السباق محققًا إنجازات كثيرة.
خلال العامين الأخيرين شارك أسامة في تسع بطولات، منها بطولة ماليزيا للسرعة، وبطولة ماليزيا للدراجات النارية، محققًا في خمس منها المركز الأول، فيما حقق في البطولات الأربع الأخرى ما بين المركزين الثاني والثالث، ليُصبح بذلك أول بطل يمني في تاريخ هذه الرياضة.
لا يتوقفُ طموح بطلنا أسامة عند ذلك فحسب، بل إنه يسعى للمشاركة في بطولات ماليزيا هذا العام، وفي بطولات آسيا العام المقبل، ومنها إلى بطولة العالم، حال حصوله على الدعم الكافي، حدّ قوله.
أسامة مرعي يواصل دراسة الماجستير في إدارة الأعمال بماليزيا جنبًا إلى جنب مع ممارسة هذه الرياضة ليجسّد مثالاً ملهمًا للشاب اليمني الطموح والمكافح الذي أرهقته سنوات الحرب، وما زال يسير بخطوات ثابتة وسط حقول مليئة بألغام الخوف من الحاضر المعتم، والمستقبل الأكثر عتمة.
مرعي مثله مثل الكثير من الشباب اليمنيين الطامحين لتحقيق أحلامهم التي عاشوا منذ طفولتهم على أمل تحقيقها، فواجهتهم الكثير من العوائق والصِّعاب، وقليل منهم من كانت إرادته وشغفه أقوى من تلك الصِّعاب، فتمكنوا من صعود سلم المجد، وتوّجوا كفاحهم بإكليل النجاح وروعة الانتصار، كما فعل أسامة.