رئيسيشبـاك

جداريات سبيع وشخصيات سالي.. قضايا ورسائل سلام

شباب هاوس..

الفن بمختلف أنواعه هو في الأساس توقٌ نحو الحرية والسلام، وهو من وجهة النظر الفلسفية شكل من أشكال الوعي الاجتماعي والنشاط الإنساني، يعكسُ الواقع الذي يعيش فيه المجتمع، فنجد أن الفنون المنتشرة في كل دولة تعكس ثقافتها وتاريخها.

وعن دور الفن في نشدان وتحقيق السلام، ونقل قضايا المجتمع بطرق ومجالات مختلفة، تتوقف منصة “شباب هاوس” عند تجربتين فنيتين تعدان من أبرز الأسماء الفنية، والتي كان لأعمالهما تأثير كبير وملحوظ في المجتمع.

 

جداريات سبيع.. الفن نضال

مراد سبيع من أبرز الفنانين اليمنيين الذين دشنوا حملات عديدة في الرسم على الجدران، وشهدت حملاته انتشارًا واسعًا في أوساط المجتمع، وخلقت جوًّا ثقافيًّا من خلال مشاركة الكثيرين فيها، من فنانين وغير فنانين.

أعمال سبيع تناولت الكثير من القضايا السياسية والمجتمعية، وساهمت في نقل معاناة اليمنيين، وكذا في ترسيخ السلام؛ باعتبار أن ممارسة الفن عملية متصلة بالسلام.

جداريات سبيع وصلت إلى الكثير من جدران العالم، في فرنسا وأمريكا، وآخرها في برلين.. كما قررت جامعة جون هوبكنز تدريس جدارياته في مناهجها ضمن مادة فنون الشارع.

يعتبر الفنان مراد سبيع أن الفن نضال وإيمان ورسالة، وعلى الفنان أن يملك رسالة ويخوض مختلف المعتركات لتوضيحها وإيصالها.. موضحًا أن هناك فنونًا لإظهار الجمال فقط، وهذه لا تخالف أو تقلل من قيمة هذا الفن، فهي تعكس سلام الفنان.. وممارسة الفن بحد ذاته هو دور مهم.

ويؤكد مراد أن دور الفنان، وبالذات في هذا الوقت، وهذه الظروف التي يمر بها اليمن، يُعد كبيرًا، وأن على الفنان التطرق لمختلف القضايا المتصلة بمجتمعه، وكذا المتصلة بوطنه بشكل عام.

ويشير إلى أن الدور الأكبر الآن يتركز على استمرار الفنانين رغم الظروف، مؤكدًا أن استمرارهم في مجالهم هو تضحية، لأن أغلب الفنون “لا تؤكّل عيش”، حد قوله.

يُعرف مراد برسوماته التي تدعو للسلام، وتنبذ كل مظاهر الحرب. كما يعمل بحرية واستقلالية، وهذا ما جعل رسوماته تناقش مختلف القضايا السياسية والانتهاكات التي يرتكبها جميع أطراف الحرب في اليمن.

وفي هذا الصدد يقول سبيع: “على الفنان أن يمنح نفسه الاستقلالية، وأن يكون حرًّا، وبوجه الخصوص في هذه المرحلة، ليقوم بما يؤمن به دون تطويع أعماله لأغراض سياسية”، مشيرًا إلى أن قلة من الفنانين هم الذين صمدوا خلال هذه الأزمات والحروب.

وعن دور الفن في إيصال رسائل السلام يقول سبيع: “من خلال تجربتي عرفت الفن لغة عالمية ولغة مختلفة مسالمة بين الناس، فقد كنت أدعوهم إلى الحملات الجدارية، والكثير كانوا يأتون برفقة أطفالهم وعائلاتهم لمشاركتنا في الرسم، حتى إن بعضهم كانوا يستقطعون وقتًا من عملهم ليشاركوا في الرسم”.

ويقدم سبيع رسالته للشباب بقوله: “أنا وجميع الشباب عشنا وعرفنا ملامح العناء ومررنا بذات الطرق.. وليس مهمًّا شعورنا بالحزن أو السعادة، الأهم في هذا الوقت أن ندرك كيف نتصرف، وكيف نستمر بالعمل بأي شكل من الأشكال، وكيف نقدم رسائلنا كفنانين، وندرك أدورانا في هذا الوقت كشباب.

الفنانون هم الأصدق 

الفنانة سالي حمادة تعد من أبرز الممثلات اليمنيات، قدمت العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، وعرفت بتنوع الشخصيات التي تقوم بتمثيلها، وإتقان الأدوار التي تؤديها، كما أنها صاحبة تأثير كبير في الشاشة التلفزيونية في اليمن.

تقول سالي حمادة لمنصة “شباب هاوس”: الدور الحقيقي للفنان اليمني في صنع السلام خلال هذه الفترة الحالية هو عدم الخوض في نشر المعلومات والأخبار بشكل عشوائي؛ لأن هناك من يأخذ كل خبر بشكل جاد وعاطفي، مشيرة إلى أن الأفضل أن يدرس الفنان مشاركته في أي حدث سياسي أو اجتماعي بعناية فائقة، وأن يكون قدوة للآخرين في صنع السلام عبر تقبّل التنوع والاختلاف والإيمان بهذا الاختلاف، وكذا إرشاد الناس بهذا الفكر، والابتعاد كل البعد عن العنصرية والتحريض.

وتضيف: أنا كممثلة أعلم بأن العمل الفني بذاته عمل قائم على السلام و مهنتي تنقل قضايا وصورًا من واقع المجتمع.. والهدف من هذا النقل هو توضيح الأمور، وتسوية السلوك، وإصلاح المفاهيم المجتمعية لينعم هذا المجتمع بتوازن يمكّنه من تصنيع السلام.

وبحسب سالي، فإن معظم الأعمال اليمنية الدرامية على الرغم مما فيها من قوة وضعف، إلا أن جميعها تحمل رسائل سلام، وبشكل توجيهي مباشر من خلال الرسائل التوعوية التي تضمنتها جميع الأعمال.

وعن قدرة الفنانين على إيصال رسائلهم بشكل سريع وقوي إلى المجتمع، تتحدث سالي: الفنانون هم الأصدق والأقرب للمجتمع، ودورهم شديد الحساسية وغاية في الأهمية، لذلك على الفنان مراقبة سلوكياته لأنه مرآة للناس.

عليه أن يؤمن بالسلام، ويكون قادرًا على الشعور به قبل أن يهتف بالسلام لفترة محدودة في حملةٍ ما.

وتوجّه سالي رسالتها للشباب، وعلى وجه الخصوص الفنانين، بالقول: “نحن قادرون على تدمير أشكال العنصرية في مجتمعنا، فقط إن آمَنّا باختلافاتنا وتنوعنا، واحترمنا هذا الاختلاف واتخذناه نعمة لنا، وسخرناه لنا لا علينا، حينها سنحقق السلام”، مؤكدة أن الاعتراف بذلك هو بداية الحل.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى