شباب هاوس.. تقرير/ عمران مصباح
لا يوجد حرب للأبد، ولكل هذه المعارك نهاية حتمية، ولو بدت بعيدة، حيث ستصل يومًا ما للحظة التوقف، عندها يحل السلام بديلاً عن أعوام التعب.
هناك أصوات تنشد ذلك السلام، وتريده الآن لا الغد.. قد تجابَه هذه الأصوات بأنها لا تملك رؤية للسلام، وقد يؤخذ عليها أيضًا بأنها أصوات من خارج سياق الأحداث، وغير مؤثرة فيه، لكنها على أيّ حال موجودة، وتعبّر عن شريحة واسعة من الناس.
في اليوم العالمي للسلام، تستحضر منصة “شباب هاوس” مجموعة قصص لشباب يمنيين يُعدون من أبرز المنادين بالسلام، يتحدثون فيها عن رؤيتهم له، ومدى تأثير الشباب في صنعه.
الشباب قادرون على صنع السلام
يرى الصحفي اليمني سالم بن سهل أن الشباب قادرون على صناعة السلام، وتعزيز مشاركاتهم، وإيصال أصواتهم في سبيل تلك الغاية المنشودة، ويعتقد أن كل فرد في المجتمع يجب أن يشارك في صناعة السلام، سواء المرأة أو الرجل.
ويقول سالم بن سهل، المدير التنفيذي لـ”منصة صحافة السلام” المتخصصة بتعزيز مفهوم صحافة السلام في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمدرّب المعتمد في صحافة السلام من قِبل “منظمة اليونسكو”، إن التغيير سيحدث عندما يعي الشباب أهمية وجوده وتأثيره في المجتمع، مشددًا على أهمية التخلص من الإحباط، والاصطفاف لأجل العدالة وتحقيق السلام.
ويضيف بن سهل، مؤسس راديو السلام الذي سينطلق قريبًا: “يجب أن نكون صنّاع التغيير الحقيقي عبر المحاولات الدائمة في المبادرة لحل النزاع، وفرض ذلك على أطرافها لإنهاء الحرب”.
ويؤكد بن سهيل أنه في حال توقف الشباب عن الذهاب الى جبهات القتال، فإن الحرب ستتوقف، داعيًا الشباب إلى التوقف عن المشاركة في هذه الحرب.
وعن تجربته طيلة ستة أعوام من العمل في مجال السلام، يقول إن أكثر ما يقوم به هو تدريب الشباب لأجل هذا التوجه، وذلك من خلال تعزيز مفهوم المشاركة الجادة لكل فرد في المجتمع في صنع السلام، مشيرًا إلى أن ذلك هو ما يسعى إليه من خلال منصة صحافة السلام.
في العام 2016م، وبالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، أقام بن سهيل ومجموعة من الشباب، مؤتمر صحافة السلام الأول، وما كان يميز ذلك المؤتمر هو توقيع 122 صحفيًّا على وثيقة أشبه بميثاق شرف ينظم عملهم.
ويرى بن سهيل أن مثل تلك المؤتمرات المستندة إلى قرارات أممية، كالقرار رقم 2250، والقرار 1325، تُعزز مشاركة الشباب في صناعة السلام، وبموجبها تنتقل أصواتهم إلى أطراف الصراع.
ويقول بن سهل في حديثه لـ”شباب هاوس” إن الشباب لا ينقصهم شيء لصناعة السلام.. مشددًا على أهمية تطوير عمل المبادرات الشبابية، وكذلك تدريب الشباب لتطوير أنشطتهم.
وأكد أنه “لو اجتمعت تلك الطاقات، دون خفوت وتشتت، لحققت نتائج إيجابية نحو السلام”.
تفعيل الصحافة في توعية الرأي العام
بدورها تشدد الإعلامية أرواد الخطيب على أهمية تفعيل الصحافة الحساسة للنزاعات؛ لما لها من دور في توعية الرأي العام بخطاب واعٍ يدعو للتعايش.
في حديثها لـ”شباب هاوس”، تقول أدوار الخطيب، الاستشارية في بناء السلام وحل النزاعات، والحاصلة على عدة دورات محلية وإقليمية بهذا الخصوص، وصاحبة 13 عامًا من الخبرة الحقوقية والمدنية.. تقول: إن طريقتها في العمل لأجل السلام نابعة عن قناعتها بتعزيز الثقافة الحقوقية، والعمل ضمن نطاق عريض من الناشطات والناشطين والإعلاميين لتعزيز ثقافة السلام في مواجهة دعوات الحرب.
تضيف أدوار: “من خلال ترؤسي لمؤسسة تعايش للحقوق والحريات، عملتُ مع المنظمات المماثلة، ونظمنا أنشطة تصب في صالح السلام، والاحتياجات الداعمة للسلام”.
أدوار ترى في المرأة، وفي الشباب عمومًا، الأمل في صناعة السلام؛ كونهم أكثر الفئات تضررًا، حيث “كل الأحزاب والجماعات تعتمد عليهم، كونهم القوة الفاعلة، ولكن الإشكالية هي في تغييبهم وعدم إشراكهم في المفاوضات والمحادثات من قِبل الأطراف”، مشيرة إلى أن ذلك هو أحد أسباب الإعاقة في المضي نحو السلام.
وفي ما يخص تأثير الشباب والمرأة في صناعة السلام، تقول الخطيب إنه بالرغم من التغييب المتعمد لهم، إلا أن ذلك بدأ يقلّ، وأصبحت الأطراف تُقر – ولو على مضض – بضرورة وجودهم في المحادثات والفعاليات وكل مراحل إحلال السلام، “وهذا كله أتى كنتيجة للتوعية والضغط والمناصرة والعمل المستمر”.
فالشباب، بحسب الخطيب، لا ينقصهم شيء سوى إشراكهم في الحياة السياسية.. مشيرة إلى أن الأنشطة الشبابية وحدها كانت، وما تزال، تشكل رؤية مستقبلية للسلام، وهي وحدها من تعكس مطالب قِطاع مجتمعي عريض أصبح يعارض الحرب، وينشد السلام.
وشددت على أهمية السوشيال ميديا وروادها في نشر التعايش ونبذ العنف.
إنجازات بجهود فردية
الناشطة شذى الأغبري، بدورها تتحدث لـ”شباب هاوس” عن دور الشباب في صناعة السلام، قائلة إنه يجب على الشباب الذين لديهم الرغبة في التأثير نحو السلام، الإلمام التام والتوعية بالقرارات الأممية التي تخص المرأة والشباب، وتحديدًا المشاركة في التدريبات الخاصة بذلك، بالإضافة إلى التطرق للمواضيع المتعلقة بالتعامل مع النزاعات وبناء السلام والنوع الاجتماعي والجندرة، وكذلك المواطنة والمساواة”.
وترى الأغبري، وهي مديرة برامج في منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان، ومنسقة شبكة أصوات السلام النسوية، وعضو في التوافق الشبابي للأمن والسلام، وخريحة الدفعة الأولى لبرنامج صانعات السلام، أن هناك إقصاء متعمدًا لمشاركة الشباب السياسية في هذه الفترة.. مضيفة: “لكن هناك جهودًا فردية يقوم بها الشباب، سواء كوسطاء محليين أو من خلال المشاركات الدولية، أحدثت إنجازات رائعة في إيصال صوت الشباب، وكذا في إعداد أوراق عمل والأبحاث وغيرها من الأشياء المتعلقة بالسلام”.
وتؤكد شذى الأغبري على ضرورة إعطاء الأولوية للشباب كي تتاح لهم فرصة المشاركة وصناعة السلام، قائلة: “لا بد من إدراج المبادرات الشبابية المحلية ضمن تطوير البرامج والسياسات الموجهة نحو السلام، واستثمار هذه المبادرات والشبكات الشبابية الموجودة لتصبح أكثر استدامة”، حيث إن ذلك، بحسبها سيضيف شيئًا إنْ تم توظيفه بشكل فعال في المفاوضات وعمليات السلام.
وتختتم الأغبري حديثها برسالة إلى الشباب لتوظيف جهودهم في عملية إحلال السلام، واستغلال منصات التواصل الاجتماعي للتعبير، وخلق فرص للتعبير والتغيير.
في النهاية، حتى وإن لم تجد هذه الأصوات الشبابية طريقها لخلق واقع مختلف، فإنها على الأقل تحاول ذلك، وهي في كل الأحوال محاولة محسوبة لها، لأنه في لحظة تمزق النسيج الاجتماعي يبقي مواجهة فعل مدمر كهذا، أمرًا ذا قيمة، بغض النظر عن النتائج.
وسيلة إيصال رسائل السلام
نجمة الشاشة، ومقدمة برامج، “النساء والسلام”، وطائر السعيدة، في قناة السعيدة، مايا العبسي، هي الأخرى تخوض تجربة تلفزيونية متخصصة في عملية بناء السلام.
تتحدث مايا لـ”شباب هاوس”، عن طريقتها في نشر السلام عبر برامجها، قائلة: “منذ أن كنت في إذاعة تعز، وحتى بعد انتقالي لقناة السعيدة، وأنا حريصة على اختيار نوعية برامج تنشد السلم الاجتماعي، ومنها البرامج الإجتماعية التي تحث على التعايش، وتقبل الآخر، وهذه البرامج توصل الرسالة الإعلامية أكثر، وتجد قبولاً في أوساط المجتمع”.
وتضيف العبسي أن “النساء والسلام” كان أحد هذه البرامج التي عملت فيها على الالتقاء بمجموعة من القيادات النسوية في اليمن، ممن يساهمن في عملية صناعة السلام.
وعن نظرتها تجاه الشباب، وصناعة السلام، تقول مايا: إن الشباب بمختلف اتجاهاتهم، ومنذ سنوات يعملون على تنفيذ أنشطة ومبادرات تخدم السلام المجتمعي.
مشيرة إلى أن الكثير منهم نجحوا في إيصال رسالتهم، وفق المتاح، وبالأخص عبر وسائل التواصل الإجتماعي، والمبادرات الشبابية، بالإضافة لكونهم جسر تواصل بين الفئات المجتمعية المختلفة، والجهات المعنية.
وتؤكد العبسي أن الشباب قادر على صناعة السلام اذا ما أتيحت له الفرصة.
في ما يخص الأثر الذي يتركه صنّاع السلام تقول مايا العبسي، إنها، وزملائها، وزميلاتها يحاولون قدر الإمكان ترك أثر طيب.. منوهة إلى أنها من خلال برنامجها الرمضاني طائر السعيدة تحاول إظهار البلد بأفضل ما يمكن رغم الظروف الصعبة، وأن اليمنيين طيبو القلوب، ويبحثون عن التعايش والسلام.
لكل بلد ذخيرتها الأساسية من الشباب الجيد، وحسب العبسي، فإن اليمن أيضًا يملك ذلك.. قائلة: “لدينا الكثير من الشباب والنساء الرائعين والرائعات، وكل ما يحتاجونه هو الإيمان بهم أكثر، والاستماع لأصواتهم، والتعاون معهم من أجل مستقبل أفضل”.
وبشأن البرامج التلفزيونية ودورها في صناعة رؤية للسلام، تؤكد العبسي، أن هناك برامج تلفزيونية تساهم في بناء رؤية مستقبلية للسلام، معللة ذلك بأن بعض تلك البرامج تساعد على ترميم العلاقات الاجتماعية، وترسم وجهة نظر يمكن تطبيقها واقعيًّا في حال تحسنت الأمور.
وتسترسل العبسي حديثها: “آثار الحرب لن تظهر الآن، بقدر ما ستظهر مستقبلاً، وهذا سبب مهم للعمل على هذه التوجهات في الحاضر، قبل أن تستفحل آثارها مستقبلاً”.
ولأن هناك طرقًا مختلفة، لا حصر لها، تدفع باتجاه السلام، ترى العبسي أن أهم تلك الطرق وأقصرها تكمن في: “القبول بالآخر، وتعزيز لغة الحوار، والتفاهم بين الجميع، بالإضافة إلى نبذ العنصرية، والطائفية، وعدم التحيز لأيّ جهة، وتفضيل المصلحة العامة، على المصالح الشخصية”.
مؤكدة أن الإعلام هو الوسيلة المناسبة لتوصيل تلك الرسائل، التي تعمل على جمع الأطراف أكثر من تفريقها.
مشاريع صناعة السلام
الصحفي الشاب أنور دهاق، رئيس منظمة “youth of peace”، وعضو اللجنة الاستشارية لمتطوعي الأمم المتحدة في اليمن سابقًا، وعضو فريق أجورا الخاص “Unwoman” حاليًّا، يرى أن التأثير في صناعة السلام يتأتى عبر عمل مشاريع تضم كل أطياف المجتمع وتنشد المحبة للجميع.
ومن خلال مشاركاته المحلية والدولية في مجال صناعة السلام، يقول أنور دهاق لـ”شباب هاوس” إن طريقتهم في صناعة السلام تتمثل بتدريب الشباب على صناعة الأفلام، ونقل رسالة سلام عبرها، مضيفًا: “كان لدينا باص السلام، تتنقل رحلاته بين الشباب المختلف للنقاش عن السلام”.
كما يرى دهاق أنه على الرغم من قدرة الشباب على صناعة السلام، إلا أن التوجه السياسي في اليمن يحول بينهم وبين السلام، حيث يتم إقصاؤهم بشكل كبير من المشاركة السياسية.
ويضيف دهاق: “كي تكتمل رؤية الشباب في صناعة السلام بشكل عام، يجب العمل على تدريبهم بشكل مكثف، لتنوير عقلياتهم أكثر.. بعدها سيعمل هؤلاء على تعريف المجتمع بأهمية السلام، والعمل جميعًا على نفس الهدف”.
انجاز عظيم ونحن نريد ان نسعى من اجل السلام وسلامة بلدنا علينا كا شباب وشابات المشاركة بنشر الوعي والبرامج التدريبية التي تميل لتحفيز وغيرها من الانشطة كما نلاحظ بان يوجد الكثير من االشباب لديهم الكثير من الموضيع التي تهدف الى مصالح المجتمع استمروا وسوف نعمل بجانبكم حتى نصل الى المستوى الي يحلم فية كل بنت شاب و شابة تحياتي لكم اينما كنتم