شباب هاوس..
بأعمال فنية فريدة تسرد حكاوى تراث وعادات بلدهم للعالم، يتألق شباب اليمن في المهجر.
(صابر وشذى)، اسمان فنيّان، شكّلا نافذة يمنية يطل عليها العالم الغربي، لرؤية الموروث الثقافي اليمني بأسلوب فني جامع.
في العاصمة الإسكتلندية إدنبره، أقام الفنان صابر بامطرف والفنانة شذى التوي، الحائزان على جائزتي زمالة صندوق حماية الفنان IIE-APF، فعالية فنية “مسرحية وموسيقية وتشكيلية”، تعنى بعرض الثقافة اليمنية والعادات والتقاليد الأصيلة المتجذرة.
العمل الفني، الذي يعد الأول من نوعه، والذي عُرض باللغة العربية على المسرح وتُرجم نصيًّا إلى الإنجليزية عبر شاشات مثبتة طرفي المسرح، ظهر من خلال مسرحية فنية “صابر أتى لتناول الشاي”، للمخرج الإسكتلندي “روبيرت راي”.
وفي حديث خاص لمنصة “شباب هاوس”، يقول الموسيقار صابر بامطرف إن فكرة المسرحية، التي تعود له وللفنانة شذى، تدور حول عادات وتقاليد الأسرة اليمنية الحضرمية عند اجتماعها في غرفة واحدة لشرب الشاي.. مشيرًا إلى أنهما عرضاها سويًّا على المنظمة الداعمة، ومن ثم صاغها المخرج روبيرت بطريقة لم يكونا يتوقعان بأن تكون جميلة بذلك الشكل.
بامطرف أوضح أن الهدف من المسرحية إبراز الثقافة اليمنية والعادات والتقاليد للمجتمع الإسكتلندي، وتعريفهم على الطقوس الثقافية لدى الأسرة اليمنية عندما يجتمعون، بشكل يومي، في غرفة واحدة في المنزل لشرب الشاي.
مضيفًا: “المسرحية تطرقت، أيضًا، للفصل الجندري، حيث يتم في تلك الغرفة من المنزل، والتي تتناول الأسرة فيها الشاي، فصل الذكور عن الإناث بستارة، فبعض العائلات في حضرموت لا يمكن للأخ رؤية زوجة أخيه وكذلك العكس، وعندما يجتمعون في غرفة واحدة يتم الفصل بينهم بستارة”.
المسرحية القصيرة عُرضت في يومين متتاليين (الثامن والتاسع من أكتوبر) في الساوث – سايد كوميونيتي سنتر Southside Community Centre في قلب إدنبره، وحظيت بالكثير من التفاعل من قِبل المجتمع والجاليات المختلفة.
وتعتبر مسرحية “صابر أتى لتناول الشاي”، التي شارك في إعداد سيناريوها بامطرف والتوي، والشاعر الفلسطيني المقيم في إدنبره، غازي حسين، أول مشروع تعمل عليه منظمة آرت – 27 – إسكتلندا المعنية بالحفاظ على الحقوق الثقافية للمجتمعات الأصلية والمتنوعة فيها.
أما الأدوار فكانت: شذى التوي “العروسة أفنان”، صابر بامطرف “العريس صابر”، غازي حسين “العم علي”، أحمد علي “الصهير خالد”، وسيم “الأب أحمد”، سهام علي “الأم فاطمة”، عزة “الخالة أروى”.
المسرحية التي لقيت صدى واسعًا بدأت بثلاث مقطوعات موسيقية من تأليف صابر بامطرف، وبرفقة الموسيقيين الإسكتلنديين: فيل ويستويل (زمار القربة وعازف الفلوت) وكاثرين كامبيل (عازفة التشيلو).
ورافق العرض الموسيقي، أيضًا، لقطات من حرب اليمن، ولقطات من فيلم صوت قزح، تلتها لقطات من وادي حضرموت، وتم اختتامها بمقطوعة من تأليف الفنان صابر.
تدور الأحداث الدرامية للمسرحية داخل غرفة تتوسطها ستارة “معروفة بالشَبْح في حضرموت” لعكس تقاليد جلسات الشاي البخاري العائلية المشهورة في وادي حضرموت.
يواصل بامطرف حديثه لـ”شباب هاوس”: “أدخلنا في المسرحية جانبًا دراميًّا.. ماذا لو أن هذه القواعد التي تتمسك بها الأسر اليمنية انكسرت بعض الشيء؟.. هنا يبرز الجانب الدرامي، وهو عمل مسرحي خفيف”.
ويؤكد: “الحمد لله تلقينا ردودًا إيجابية قوية، ونتلقى حاليًّا طلبات بإعادة عرضها حتى في لندن، لكن الأمر ليس مؤكدًا حتى الآن”.
رافق عرض المسرحية افتتاح المعرض الثاني للفنانة التشكيلية شذى التوي بعنوان “هويات مشطوبة”، والذي يستمر لغاية 11 نوفمبر.
بعد الانتهاء من مشاهدة المسرحية يتوجه الزُّوار إلى قاعة المعرض التشكيلي للاستراحة، ليتم تقديم القهوة اليمنية والتمر والهريسة لهم.
يحوي المعرض لوحات وصورًا فوتوغرافية التُقطت للعديد من النساء من مختلف الثقافات، بالإضافة إلى قائدات بارزات في البرلمان الإسكتلندي.
تقول الفنانة شذى التوي لمنصة “شباب هاوس”، إنه تم شطب هُوية تلك النساء في المعرض لعكس التصرف السائد في الكثير من المجتمعات ضد هوية المرأة، مشيرة إلى أن “المعرض يتناول هذه القضية، ويناقش حق المرأة في كشف أو إخفاء هويتها، بعيدًا عن القيود المختلفة التي تحاول طمس هويتها وإضعافها والتدخل في قراراتها الشخصية”.
رافق الفعالية جلسات نقاشية مختلفة مع الفنانين صابر وشذى، تناولت في الأمسية الأولى “دور الفن والمرأة في المهجر”، برفقة الكاتبة المعروفة “سامينا كاودري”، فيما أدارت الحوار الصحفية “شايستا عزيز”.
وفي اليوم التالي تناولت الجلسات موضوع “الحرب في اليمن ومدى تأثير مصانع الأسلحة في إسكتلندا والجماعات المتنازعة على حياة المدنيين في اليمن”، برفقة مؤسسي آرت-37- إسكتلندا، هيلين تريو، وروبرت راي، وأدارت الحوار الناشطة البريطانية – اليمنية ياسمين لقمان.