دهليزرئيسي

شباب اليمن يتصدرون العالم في صناعة الروبوتات

شباب هاوس..عمران مصباح

حقق الفريق اليمني المركز الثالث على مستوى العالم من بين ما يقارب مائة وثمانين دولة متنافسة، في بطولة الروبوت والذكاء الاصطناعي للعام 2021، والتي تنظمها المنظمة الأمريكية “first global”.

وبهذا الإنجاز الكبير الذي حققته اليمن، تحدث لـ”شباب هاوس” سعيد باحارثة، مدير أكاديمية الموهوبين في سيئون، التي أشرفت على فريق الإنجاز، قائلاً: “لم تكن هذه المشاركة الأولى لنا، بل شاركنا منذ أول منافسة في عام 2017، بمنتخب متكامل يمثل اليمن”، مضيفًا أنهم حريصون جدًّا على أن يكون هذا الفريق ممثلاً لكل الوطن.

وحسب باحارثة، فإن هذا الفريق الذي حقق إنجازًا عالميًّا غير مسبوق، هم طلاب تم اختيارهم وفق معايير عالية من كل مدارس الجمهورية، وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، مشيرًا إلى أن البطولة تركز على أربعة مجالات هي: “البيئة، الاقتصاد، التعليم، الصحة”، وكيفية ابتكار حل للمشكلات في ظل جائحة كورونا.

المنافسة الأخيرة كانت افتراضية عبر الإنترنت، بدأت في 27 يونيو، واستمرت حتى 30 أكتوبر، أي طيلة أربعة أشهر يتم فيها، بحسب باحارثة، “إنزال تحدٍّ كل أسبوع للطلاب المشاركين، ليجتمعوا لمواجهة التحدي، ورفعه في الوقت المحدد للمنظمة الراعية، مهما كان ذلك التحدي، كما ويتم تحديد مواجهات مع بعض الفرق الأخرى المشاركة، وكل ذلك يكون عليه نقاط، لكن في الأسبوع الأخير هناك تحدٍّ تقني يكون صعبًا للغاية، ومحددًا كبيرًا للبطولة”.

ويضيف سعيد باحارثة تم تجميع كل الطلاب في الأكاديمية بسيئون، وعمل مخيم خاص استمر لمدة عشرة أيام.

وتم خوض مسابقة البطولة العالمية للروبوت بـ9 مشاركين شباب، في تحديات ومنافسات تركز على علوم العصر ومهارات القرن الحادي والعشرين.

وتأتي مشاركة الفريق اليمني تحت إشراف قسم الروبوت بقطاع التعليم الإلكتروني، بوزارة التربية والتعليم اليمنية التابعة للحكومة المعترف بها دوليًّا.

أما محدد الفوز للفريق اليمني المشارك في البطولة العالمية للروبوت والذكاء الاصطناعي  First Global 2021، فكان إطلاق أنموذج القمر الصناعي (CubeSat Yemen)، في مجال التحديات التقنية ضمن منافسات البطولة.

ويركز هذا المجال، الذي اختاره اليمن للمشاركة فيه، على علوم العصر، ومهارات القرن الـ21، وعلوم التكنولوجيا الفضائية.

يقول باحارثة إنه، وبعد وصول “الكيوبسات” مع الحقيبة من الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد الكثير من الجهود المتواصلة من الشباب، تم إنتاج أنموذج قمر صناعي كيوبسات يمن، وتم إطلاقه في مدينة سيئون، والهدف منه هو قراءة نسبة الغبار في الجو، وكيف يمكن التخلص منه، مشيرًا إلى أنه يعتبر أول قمر صناعي يُطلق في اليمن.

تعتبر مؤسسة أكاديمية الموهوبين في سيئون أول جهة أدخلت فكرة الروبوت إلى اليمن منذ 2011، وساهمت في انتشاره. وتحظى المؤسسة بدعم كبير من المؤسسة العالمية فيرست جلوبل، والتي تمول مثل هذه الأفكار وفق أسس خاصة ومعايير عالية.

 تم اختيار المؤسسة للمشاركة في المسابقة بعد دراسة كاملة للبحث عن الأكاديمية الأكثر تأهيلاً، بالإضافة إلى أن التواصل بين المؤسسة المحلية والعالمية ساعد في التقدم للمسابقة، وظل الفريق يشارك في أربع مسابقات، في كل مشاركة يحقق تقدمًا، قبل أن يحقق هذا الإنجاز الكبير بالوصول للمركز الثالث، حيث كان لفريق اليمن أن يتصدر جدول الترتيب، بفضل أنموذج القمر الصناعي الذي شارك به في البطولة، والذي أبهر الجميع بتقنياته واستخداماته.

وتعتبر هذه المشاركة في البطولة العالمية بمثابة شهادة جديدة، تؤكد موهبة الشباب اليمني، وتأكيد قدرتهم في تجاوز العقبات وظروف الحرب، والوصول إلى هدفهم المنشود في إثبات أنفسهم بروح التحدي والعزيمة.

 

ضعف الإنترنت عائق حرمنا من كسب النقاط

يتحدث باحارثة لـ”شباب هاوس” عن المشاكل التي كانت تواجههم، قائلاً إن أبرزها كان ضعف الإنترنت، والتباعد بين المشاركين، مضيفًا: “من بين التحديات أننا تأخرنا في الرفع لانقطاع تام بالإنترنت، وحرمنا ذلك من بعض النقاط التي كانت سببًا في حصولنا على المركز الثالث، بدلاً عن مركز أكثر تقدمًا، لكن في كل الأحوال يعتبر ما حققناه إنجازًا كبيرًا جدًّا.”

هذا النجاح الكبير كان، بحسب باحارثة، نتيجة للتكاتف الكبير من قِبل الفريق، مضيفًا: “ما قام به الشباب من تنسيق عالٍ فيما بينهم وإدارة مشاكلهم، والتعاون والانسجام وتوزيع المهام، شيء غاية في الروعة، ونتيجته ظهرت في النهاية”.

ولا ينسى باحارثة التأكيد على أن هذه المسابقة كانت برعاية وتنسيق مع الجهات المعنية كوزارة التربية والتعليم، والتي تم عبرها جمع الطلاب وفقًا للمعايير الخاصة من مختلف المدارس.

ويضيف مسؤول أكاديمية الموهوبين أن هذه الجائزة تعني لهم الكثير، مشيرًا إلى أنه “قبل ثلاثة أعوام وضعنا رؤية بأن نصل للمركز الأول عربيًّا وعالميًّا، وفي كل عام نتقدم أكثر.”

 ويمتدح باحارثة الشباب اليمني، قائلاً إن هناك عددًا كبيرًا من المبدعين والعباقرة، ولا يحتاجون سوى إلى الدعم والرعاية، لتحقيق النجاحات الكبيرة.

يُذكر أن أكاديمية الموهوبين بمدينة سيئون (ممثل منظمة First Global في اليمن)، تشرف على الفِرق المشاركة، تعمل على ترتيب مشاركة اليمنيين في هذا المحفل العلمي الدولي، وتقدم خدمات رعاية للموهوبين الشباب، وذلك في إطار متابعتها الحثيثة للموهوبين لتحقيق المزيد من الإنجازات على المستويين العربي والعالمي، عبر الاهتمام بالعقول اليمنية الشابة ورعايتهم.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى