شباب هاوس.. عمران مصباح
بأداء أسطوري، ونتائج عالية منذ المباراة الأولى، استحق منتخبنا الوطني للناشئين بطولة غرب آسيا بكل جدارة، مستبسلاً في كل مبارياته حتى اللحظات الأخيرة، ليخرج الشعب اليمني عن بكرة أبيه، شمالاً وجنوبًا، إلى الشوارع؛ احتفاءً بالانتصار الكبير الذي حققه أسود اليمن بفوزهم على المنتخب السعودي.
وحصد المنتخب اليمني للناشئين بطولة غرب آسيا بفوزه على نظيره السعودي بركلات الترجيح، وسط تشجيع الجمهور اليمني في المدرجات، وهتافات النصر التي ارتسم من خلالها العلم اليمني في ملعب الدمام مرفوعًا ومرفرفًا في العلا، كونها البطولة الأولى في تاريخ المنتخب اليمني بكافة فئاته.. وما يزيدها قيمة، أن الحصول عليها تم في ظرف استثنائي يعيشه اليمن، وحرب مستمرة لأكثر من ألفيّ يوم، بلا توقف.
النصر ثمرة لتآزر الجميع
عن هذا الإنجاز غير المسبوق، والذي أفرح كل اليمنيين، بمختلف أطيافهم، والتي لم يحصل عليها عبر كل الأجيال الرياضية السابقة، ومن يقف خلف الحصول على هذه البطولة، يقول لـ”شباب هاوس” عصام علي، المسؤول الإعلامي لمنتخب الناشئين: “بعيدًا عن شعوري بالسعادة في الحصول على كأس البطولة، أريد القول إن النصر تحقق بتآزر الجميع، وفي المقدمة الجهد المعنوي والفكري والتكيكي الذي عمله الكابتن قيس صالح”.
النونو: سعيد بهذا الإنجاز التاريخي
وعن المشاركة التي أعد لها اليمنيون كثيرًا في كل مكان، وعبر الشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي، يتحدث النجم اليمني الكبير، الكابتن علي النونو، لـ”شباب هاوس”، بالقول: “كانت مشاركة ناجحة بكل المقاييس، مجموعة لاعبين ذوي إمكانيات فنية فردية وجماعية عالية الجودة، وبالتالي رأيناه بذلك المستوى، وأنا سعيد بهذا الإنجاز التاريخي”.
ما حققه اللاعبون في توحيد اليمنيين
وبخصوص المشاركة الاستثنائية لناشئي اليمن، وعن الأداء الذي وحد اليمنيين جميعًا، تحدث عصام علي، المسؤول الإعلامي للمنتخب، وبشكل خاص لـ”شباب هاوس”، قائلاً: “المشاركة في مجملها كانت ممتعة، ولا أبالغ إن قلت لك إنها مهمة وطنية، ومجتمعية ناجحة من حيث فائدتها، ونجاح أدواتها التي أسهمت في توحيد قلوب اليمنيين، وكل الفرقاء السياسيين والعسكريين الذين عجزوا عن تحقيق ثلث ما أنجزه اللاعبون وخلال أسبوع فقط”.
وأشار عصام علي إلى أن خلف هذا الأداء والنتائج كان هناك بكل تأكيد مرحلة إعداد كبيرة، مضيفًا: “كان هناك ثلاث فترات، الأولى والثانية في سيئون، والأخيرة في عدن، وبعدها انطلقت البعثة إلى الحدود اليمنية السعودية برًّا كخاتمة للصعوبات التي واجهت فترات الإعداد”.
اختيار الفريق تم من كافة المحافظات اليمنية
وإذا كانت الشكوك قد أثيرت في المشاركات السابقة حول اختيار اللاعبين، فإن هذه المشاركة كانت خالية تمامًا من أي محسوبيات أو مزاجيات أو اعتباطيات.. الكابتن السابق للمنتخب اليمني علي النونو، والذي كان أحد الأعمدة الرئيسية الذين شاركوا في اختيار هذا الفريق يقول: “تم اختيار هذه المجموعة بطريقة سلسة، وقمت بذلك عبر متابعة مباريات أقيمت بين الأندية في فئة الناشئين، ومبدئيًّا اخترنا عددًا كبيرًا، ومن ثم تم الغربلة، وكان هذا المنتخب من كل المحافظات”.
ويضيف النونو أنه خصص الكثير من الوقت، وتنقّل بين المحافظات في عملية الاختيار تلك، وهي محافظات محددة، وبعد الاتفاق مع المدرب قيس صالح على عدد عشرين لاعبًا من تلك المحافظات، سافر الكابتن علي النونو معهم إلى سيئون، ليلتقي بالمدرب، والذي كان الاختيار الأخير له.
في السياق يقول عصام علي إن “اختيار اللاعبين كان عن طريق البقاء للأفضل، وإلا لما شاهدنا هذا الأداء الباهر، والذي تعدى خطوط الروعة”، مضيفًا: “هذه المجموعة هي نتاج اختبار واختيار من مجموعة 176 لاعبًا من مختلف محافظات الجمهورية”.
الدعم ضئيل والنتائج مبهرة
ويرى الكابتن علي النونو، من واقع تجربته، أن الدعم المادي على المستوى الرسمي “لم يكن بالمستوى المطلوب، وكان دعمًا ضعيفًا جدًّا”.
ويقول النونو: “تنقلت بين المحافظات بسيارتي الخاصة، كمساهمة شخصية مني استمرت لشهرين دون عائد، إلا أنني سعيد جدًّا باللاعبين، وبالمستوى هذا، وبالنتائج الكبيرة التي حققوها في البطولة”.
وحول الإشكالية التي أثيرت في مباراة المنتخب مع نظيره السوري، في نصف النهائي، عندما اعتدى مساعد المدرب السوري على لاعب المنتخب اليمني، يقول عصام علي إنه، وفي تلك القضايا هناك أُطر ونُظم متبعة لحل تلك الإشكاليات، مضيفًا عن تلك الحادثة أنها “تحدث كثيرًا في ملاعب كرة القدم، لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة”.
بعيدًا عن كل التفاصيل، وبشكل عام، ورغم المعاناة الكبيرة، حصل منتخب الناشئين اليمنيين على البطولة التاريخية في انتصار استحقه بجدارة، فكان لذلك الإنجاز أن يرتسم فرحة على قلوب أربعين مليون يمني، وأكبر من ذلك الإنجاز أن المنتخب قد جسد إجماعًا على المستوى الوطني، بصورة غير مسبوقة، ووحيدة، جمعت كل الشعب اليمني في الداخل والخارج حول شيء واحد، فكان لهم أن يستقبلوا تلك البطولة بالكثير من الفرح ضجت به كل محافظات الجمهورية اليمنية، لا سيما صنعاء وعدن وتعز، التي ازدانت سماؤها وأضاءت بالألعاب النارية والأماني الكبيرة، بأن تكون تلك البطولة هي الافتتاح لسلسلة من الإنجازات الاجتماعية والوطنية.