شباب هاوس – خاص
غياب ملفت للشباب اليمني عن المشاركة في منتدى الشباب العالمي المنعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية على مدى أربعة أيام، وشارك فيه قرابة 5000 شاب من مختلف دول العالم.
هذا الحدث الشبابي الأكبر والأوسع عالميًّا غاب عنه الشباب اليمني بشكل ملفت، ففيما شاركت كل دولة بعدد يصل إلى 25 مشاركًا، انحصر عدد المشاركين اليمنيين ببضعة شباب كانت مشاركتهم شخصية عبر التسجيل وتعبئة الاستمارات على موقع المنتدى، بعيدًا عن الدوائر الرسمية والحكومية والتي كان من المفترض ان توافي وزارة الخارجية المصرية بقائمة من الشباب اليمنيين المبدعين والناشطين بمجالات مختلفة.
هذا التغييب اللافت للشباب اليمني عن المشاركة في فعاليات بهذا الحجم لا شك أنه ناجم عن قصور شديد من قِبل الجهات الرسمية، وعلى رأسها وزارة الخارجية والسفارة اليمنية في مصر، واللتين كان من المفترض أن تكرسا جزءًا من اهتمامهما وتواصلهما مع الجهات المعنية في مصر لإشراك أكبر عدد من الشباب اليمنيين في مختلف المجالات الإبداعية لإبراز وإظهار القدرات الشبابية اليمنية، وتفعيل الدور الذي يفترض أن يضطلعوا به كبناة للمستقبل، والاستفادة مما سيتلقونه في المنتدى من خبرات وإبداعات الشباب من مختلف أنحاء المعمورة بما يعزز من ثقتهم وإمكاناتهم.
لكن الذي حدث هو أن الجميع تخلى عن دوره وتُرك الشباب اليمني مقصيًّا عن حضور دولي بهذا الحجم والأهمية؛ ما أشعر كثيرًا منهم، وخصوصًا ممن كان المفترض بهم المشاركة، بخيبة أمل كبرى واستياء من تقاعس الجهات المعنية تجاه الأمر.
منصة “شباب هاوس” رصدت جملة من الأسباب التي حالت دون مشاركة مشرّفة ولائقة للشباب اليمني في منتدى الشباب العالمي بمدينة شرم الشيخ المصرية، بحضور مميز لرؤساء الدول والحكومات من مختلف أنحاء العالم ووزراء ومبعوثين دوليين، وبمشاركات شبابية واسعة.
وتكاد تتلخص تلك الأسباب في كون وزارة الخارجية والسفارة اليمنية في مصر لم تتخليا عن دورهما ومسؤوليتهما فقط، بل وتعاملتا مع مشاركة اليمن في هذا المنتدى الدولي وكأنها أمر لا يستحق الاهتمام، فقد اكتفت كل من الوزارة والسفارة بحضورها هي فقط، وأهملت الحضور الشبابي الذي كُرس المنتدى لهم أصلاً.
“فالسفير أخذ وفده الخاص وذهب هو ووزير الخارجية دون أي حضور شبابي”، بحسب أحد الفنانين الشباب الذي تفاجأ باستبعاد اسمه من المشاركة.
وقال الفنان الشاب، والذي فضّل عدم ذكر اسمه، إنه كان هناك قصور من السفارة في المتابعة والتنسيق مع وزارة الخارجية اليمنية، واهتمتا بحضورهما فقط، ولم تهتما بحضور الشباب.
وأضاف لمنصة “شباب هاوس”: “كان هناك قائمة لفنانين من مختلف المجالات، ولكن لا أحد من تلك القائمة تم استدعاؤه لحضور المنتدى.
بدوره، أعرب الشاب علي مجاهد، عن خيبة أمله وتفاجئه بعدم وجود اسمه من بين المشاركين في المنتدى لتمثيل اليمن.
وكتب مجاهد على صفحته في فيسبوك: “كنت متحمسًا ومتطلعًا للمشاركة في الحدث الشبابي المهم والاستماع إلى إلهام المفكرين والمبدعين من مختلف دول العالم، وتشارُك الأفكار والتحديات، وتقديم رؤى طموحة تلهم المستقبل، وتحاكي تطلعات الشباب اليمني بمختلف اهتماماته وتخصصاته”.وأضاف: “كان من المقرر أن يسافر وفد شبابي رسمي ممثلاً لليمن في هذا العام، ولكن ضاعت الأنباء”؛ في إشارة إلى أنه وغيره من الشباب الذين كان من المفترض أن يمثلوا وفد اليمن ظلوا يترقبون على مدى أشهر كل الأنباء عن فعاليات المنتدى، وكذلك ما سيأتيهم من دعوات للمشاركة فيه، ولكنهم فوجئوا بأنه لم يتم استدعاء أو توجيه الدعوة لأيّ منهم.
خيبة الأمل كانت هي لسان حال أغلب الفنانين الشباب الذين سقطت أسماؤهم من كشوفات الخارجية؛ حيث كان هناك عشرة مرشحين شباب من مختلف المجالات (فنانين وممثلين وعازفين وغيرهم) لتمثيل اليمن في المنتدى، فكان التمثيل من فئة الشباب ضعيفًا جدًّا في النهاية.
مصادر مطلعة بمصر أكدت لـ”شباب هاوس” أن التقاعس كان من قِبل السفير نفسه، والذي لم يُعِر الموضوع أيّ اهتمام.
وقالت المصادر إن الملحقية الثقافية كانت قد رفعت بالأسماء، ووجهت مذكرة بها إلى الجهات المصرية المعنية بالمنتدى؛ إلا أنه لم يتم رفع المذكرة إلى الخارجية المصرية لاعتمادها، مع العلم أن الخارجية المصرية كانت قد طلبت من السفارة اليمنية ترشيح عشرة أسماء تقريبًا للمشاركة في منتدى شباب العالم.
وأضافت المصادر: “لكن السفارة تقاعست في إرسال أسمائهم واستكمال الإجراءات في وزارة الخارجية المصرية الخاصة بالمشاركين، بل ولم تُولِ الموضوع أيّ اهتمام”.
من جانبهم، أبدى عدد من الشباب اليمنيين في مصر استغرابهم مما وصفوه بالتصرف غير المسؤول من قِبل سفارة بلادهم مع الحدث، مشيرين إلى أن الجالية اليمنية في مصر كبيرة جدًّا، وفيها الكثير من الشباب الموهوبين في مختلف المجالات، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 5000 طالب يمني في مصر، وكان بإمكان السفارة اختيار عشرة منهم لتمثيل اليمن في المنتدى بدلاً عن ذلك التمثيل الهزيل والضعيف.
اقتراح المتحدث بأسم اليمن
الشاب طارق حمود بن علي، أوضح أن مشاركته في المنتدى متحدثًا باسم شباب اليمن لم تكن عن طريق الدوائر الرسمية والحكومية اليمنية، وإنما كانت بصفته سفيرًا للمجلس العربي الأفريقي للتكامل والتنمية.
وحول أسباب عدم مشاركة الشباب رسميًّا من قِبل الجهات المسؤولة في اليمن والتمثيل الضعيف للشباب اليمنيين في المنتدى، قال بن علي: “ليس لديّ علم بهذا الخصوص هل تم الرد أم لا، وأنا بعيد كل البعد عن الدوائر الرسمية أو الحكومية”.
ولتلافي قصور المشاركة في المنتدى في الأعوام القادمة اقترح بن علي، ومن خلال منصة “شباب هاوس”، “تكوين رابطة أو مجلس للشباب اليمني المتواجد في القاهرة، وأنا سأقوم بالتنسيق له شخصيًّا من إدارة المنتدى لاعتماده كمكون شبابي رسمي في جمهورية مصر العربية، يقوم بترشيح كشف سنوي لشباب من عدة تخصصات، إعلاميين، فنانين، مثقفين، أطباء، وغير ذلك”.
وشارك طارق حمود بن علي في الحدث الشبابي الأكبر والأوسع عالميًّا في إحدى الجلسات الرئيسة المهمة حول إعادة الإعمار وبناء السلام، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس الوزراء المصري، ومستشار الرئيس الأمريكي، وعدد من الوزراء والمبعوثين الدوليين.
وكتب بن علي على صفحته في فيسبوك أثناء توجهه إلى شرم الشيخ لحضور فعاليات المنتدى: “وإذ أتشرف بهذه المهمة، فإنها فرصة كبيرة لأوصل من خلالها صوت الشباب اليمني وطموحاتهم، والدعوة إلى الاهتمام بقضاياهم ومشكلاتهم على المستوى العربي والأفريقي محاورًا ومناقشًا مع كثير من صنّاع القرار في العالم والمجتمع الدولي، وذلك ضمن فعاليات هذا المنتدى العالمي الذي يعتبر ترجمة عملية لدور مصر في إشراك الشباب في الحاضر، وتأهيلهم للمستقبل”.
الجدير بالذكر أن منتدى شباب العالم هو حدث سنوي عالمي يقام في مدينة شرم الشيخ، جنوب سيناء، تحت رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
عن منتدى شباب العالم
وقد انطلقت فعاليات منتدى شباب العالم عبر ثلاث نسخ في الأعوام الماضية 2017 و2018 و2019، فيما اختتمت يوم الخميس، 13 كانون ثاني – يناير، في مدينة شرم الشيخ المصرية، فعاليات النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم 2022، والتي استمرت على مدى أربعة أيام في الفترة من 10 إلى 13 يناير 2022، بحضور ورعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وفي الفعالية، التي حظيت بحضور مميز لرؤساء الدول والحكومات من مختلف أنحاء العالم ووزراء ومبعوثين دوليين، وبمشاركات شبابية واسعة، أكدت الجلسة الافتتاحية أن المنتدى بات منصة حوار وتواصل بين الشباب، وأداة لتبادل الرؤى بين كل الشباب، وخاصة في اللحظة الفارقة من التاريخ الإنساني، والتي تحتم علينا أن ندرك أهمية الحوار، وإدارة الاختلاف فيما بين الشباب.
وأكد المشاركون في المنتدى أنه لا سبيل للإنسانية لتجاوز تحديات بقائها وأزماتها الراهنة سوى إخلاص النوايا وإنهاء الصراعات وإدارة الخلافات والعمل المشترك من أجل الإنسانية والسلام.
وتأتي الفعالية كأبرز حدث شبابي سنوي على مستوى العالم، حيث شارك في المنتدى ما يقرب من 5000 مشارك، قادمين من أكثر من 196 دولة حول العالم.
وفي إطار حرص منتدى شباب العالم على إتاحة الفرصة لمشاركة جميع من لم يتمكنوا من الحضور، أعلنت إدارة المنتدى عن إطلاق منصتها التفاعلية للمشاركة في فعاليات المنتدى عن بعد.
وتهدف المنصة، التي تأتي ضمن أحدث فعاليات منتدى شباب العالم 2022، إلى إتاحة الفرصة لجميع المهتمين بمتابعة جميع فعاليات وأنشطة المنتدى، بالإضافة إلى المشاركة في ورش العمل الخاصة بالمنتدى، بما يساعد على خلق مناخ تفاعلي بين جميع المشاركين، كما تتضمن المنصة معلومات عن المنتدى وأجندة الأحداث والمتحدثين، فضلاً عن إمكانية المشاركة افتراضيًّا في منتدى شباب العالم من خلال قائمة “شارك المنتدى online” عبر التسجيل بالإيميل فقط.
ولأول مرة تستخدم هذه التقنية المنتديات من هذا النوع، حيث تتيح المنصة للمستخدمين إمكانية جمع النقاط مع كل استخدام للموقع من خلال نظام النقاط التفاعلية، حيث يتم منح نقاط عن كل مشاركة في فعاليات المنتدى، ويمكن الاستفادة من مجموع النقاط في التقاط صورة تذكارية خاصة باستخدام تقنية “photo booth”.
وعُقد منتدى شباب العالم لأول مرة في نوفمبر 2017، حيث شارك شباب من جميع أنحاء العالم في محفَل دولي ثري وشاب، للتعبير عن آرائهم، والخروج بتوصيات ومبادرات، في حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت الفرصة متاحة أمام الشباب للتواصل مع كبار صانعي القرار، والتواصل مع شباب واعدين من المنطقة، ومن كل أنحاء العالم، عازمين على جعل عالمنا مكانًا أفضل للجميع.
وتُشارك في المنتدى مجموعة متنوعة من الحضور، بما في ذلك رؤساء الدول والحكومات، والقادة الشباب الدوليون، والشباب الملهم في مُختلف المجالات، والشخصيات الدولية البارزة، ومجموعات شبابية من جميع أنحاء العالم.
وتناول المنتدى ثلاثة محاور رئيسية: السلام والتنمية والإبداع، ومن خلالها يتم مناقشة عدد كبير من الموضوعات المختلفة التي تهم الشباب، مما يخلق منصة للتعبير عن وجهات النظر وتقديم الأفكار وتبادل الخبرات من خلال الجلسات وورش العمل.
يُذكر أن المنتدى هو منصّة فعّالة أسّسها مجموعة من الشباب الواعد، ليرسل رسالة سلام وازدهار ووئام، ويقدّمها إلى العالم أجمع، حيث يشارك شباب من جميع أنحاء العالم في محفَل دولي ثري وشاب، للتعبير عن آرائهم، والخروج بتوصيات ومبادرات، في حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة، فمنتدى شباب العالم هو فرصة لك للتواصل مع كبار صانعي القرار والمُفكّرين حول العالم، كما أنه فرصة لتعرّف المشاركين على مجموعة متنوّعة من الشباب الواعد من مختلَف الجنسيات حول العالم، شباب لديه الحلم والإرادة والتصميم على إحداث تغيير حقيقي في عالم اليوم وعالم الغد.
ويتبنى المنتدى على الدوام فكرة إشراك الشباب في المستقبل السياسي، وتبنّي مواقفهم التي من خلالها يستطيع الشباب تغيير الحاضر، وبناء المستقبل، وصناعة القرار.
ويهدف المنتدى إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار ومناقشة قضايا التنمية، وإرسال رسالة سلام وازدهار من مصر إلى العالم، وقد اعتمدت لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، النسخ الثلاث السابقة من منتدى شباب العالم في مصر، كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب.