الفنان “شيبوب” في حوار مع “شباب هاوس”: أتمنى الوصول بالأغنية اليمنية إلى العالمية

شباب هاوس – حاوره رئيس التحرير

هاني الشيباني فنان شق طريقه بمثابرة ودأب.. صوته المعجون باليمن ورائحة البن ونشوة العنب.. جذب الكثير من الجماهير وجعلهم ينتظرون أغانيه بكل حماس.. أحَب الموسيقا والفن منذ الصغر، واكتشف فيه أبوه موهبة الصوت الجميل، فكان أن شجعه وحبب إليه الفن أكثر.

كانت بدايات هاني من المدرسة عبر فرقة الإنشاد ليكبر معها حلمه بأن يصبح له صوت في المستقبل، وبصمة في ذاكرة الموسيقا اليمنية.
صدرت لهاني ست أغانٍ كانت كفيلة بتعريف جمهوره بإمكانيته في الغناء والتجديد وابتكار فنّ خاص به.

منصة “شباب هاوس” التقت الفنان شيبوب في حوار تحدث فيه عن تجربته مع الأغنية اليمنية وتجديد التراث، وما يمكن أن يقف عائقًا أمام المواهب اليمنية الصاعدة والواعدة في ظل غياب دعم الجهات المعنية.

إلى نص الحوار…

* عرّفنا بشيبوب.. بداياتك في الغناء؟
هاني سعيد الشيباني.. مغنٍّ وملحن، أهوى الأغنية اليمنية القديمة، وأبحث دائمًا عن الأغنية والموسيقا الأصلية.
أحببت الفن والموسيقا منذ نعومة أظفاري، وأول من اكتشف شغفي وحبي للموسيقى هو والدي (رحمه الله).. كان يرى انجذابي للموسيقا، فكانت أول هدية منهم آلة موسيقية “الأورج نوع Yamaha”، وما زلت محتفظًا بها إلى اليوم.

وبالنسبة لبداياتي، فكانت في الإنشاد عبر الإذاعة المدرسية والمشاركة في الفعاليات الصيفية، وكانت إشادة وتشجيع من حولي حافزًا لي في تطوير مهاراتي في الغناء والإنشاد، وبدأتُ – فعلاً – بالغناء والظهور عام 2008م مع أستاذي وصديقي ناصر الشاذلي “قائد فرقة ساس الموسيقية“، وأسستُ بعدها فرقتي الخاصة “فرقة فنتازيا الفنية“.
سعيت لتطوير نفسي من خلال تعلّمي أصول الغناء والمقامات العربية وتثقيف نفسي بالموسيقا والأغاني الغربية.

– هل سيركز شيبوب في المستقبل على تجديد الأغاني أم إصدار أغانٍ جديدة خاصة به؟
إن شاء الله، هناك أغانٍ خاصة بي سترى النور عّما قريب.

– ما الذي تحاول صنعه من خلال التجديد؟ وكيف تبتكر طريقتك الخاصة؟

هدفي الأساسي من تحديث الأغنية اليمنية وعصرنتها هو المحافظة عليها من الاندثار، أريد أن أساعد في نشر وإحياء الموروث الموسيقي اليمني، وأسعى بجهد لكشف مَواطن وروعة أغانينا، وأتمنى الوصول بها إلى العالمية.
بالنسبة لطريقتي في التجديد أنا أحافظ بقدر الإمكان على اللحن الأصلي، فقط أقوم بإضافة آلات موسيقية حديثة وتوزيع موسيقي أحدث، غالبًا ما يكون غربيًّا، وباِيقاع أسرع يتواكب مع هذا العصر.

– متى كانت أول أغنية قمت بتجديدها، وما هذه الأغنية؟

قبل 5 سنوات قمت بتجديد أولاً أغنية “بير العزب“، وفي العام 2018 أغنية “أنا عودت عيني على رؤياك“، وأغنية “خلّي أسر قلبي“، وهي الأقرب إلى قلبي.

– بما إنك من أول المجددين للأغنية اليمنية.. قلْ لنا ما أبرز الانتقادات التي واجهتها؟

أبرزها كانت عدم تقبّل البعض لفكرة التجديد، وتمسكهم بالقديم، وفكرة عدم المساس به، مع أنه بتجديدي عاد الناس للاستماع للأغنية الأصلية، وللأسف لم ينتبهوا للجانب الإيجابي من التجديد.. وفي الأخير الجمهور له ذائقات مختلفة، ويصعب إرضاء الجميع.

– سمعنا أن هناك أغاني جديدة من ألحانك.. متى ستقوم بنشرها؟

إنْ شاء الله، متى ما أتيحت لي الفرصة سأقوم برفعها على قناتي في اليوتيوب.

– لماذا تتأخر في نشر الأغاني؟ ومتى ستقوم بإنتاج أول ألبوم خاص بك؟
أتأخر في نشرها؛ نظرًا لعدم وجود شركة إنتاج تُنتج وتروّج لي أعمالي الفنية.
أنا مغترب، ولا يوجد لديّ مصدر دخل ثابت حتى يتسنى لي إنتاج ألبوم خاص بي.

– ما الذي يجعل شيبوب يغني على نفقته الخاصة؟ وما الذي يحتاجه الفنانون الشباب الآن؟

كما أشرتُ سابقًا، هو عدم وجود شركة إنتاج أو شركة راعية تتكفل بأعمالي.
أتأخر في إنتاج الأعمال نظرًا لغلاء أجور التسجيل، التوزيع الموسيقي، المكساج والماسترينغ، فأنا من يقوم بدفع كل هذه الأجور من نفقتي الخاصة رغم شحة الموارد.
أما في ما يخص الفنانون الشباب، فهم بحاجة إلى الدعم والاهتمام.

– ما المراجع أو الإيقاعات التي يستند إليها هاني الشيباني في التلحين وتجديد الأغاني؟
إيقاعات وأنماط موسيقية متنوعة، ولكني أفضّل موسيقا البوب والإيقاع الحزين.

– لاقت أغنية “الحب أربع مواسم” العديد من الانتقادات.. ما انطباعك من هذه الانتقادات؟ وبرأيك لماذا لاقت ذلك؟

في “الحب أربع مواسم” اُتِّهمتُ باختياري السيئ لكلمات وشكل الأغنية، وللأمانة ردة الفعل كانت متوقعة، فهذا الشكل من الغناء ما زال غير مألوف، لكنه بلا شك لن يبقى كذلك في السنوات القليلة القادمة، وبالنسبة لي كانت تجربة رائعة، والأهم أن مفرداتها وإحساسي فيها وصل.

– هاني الشيباني من أفضل الأصوات اليمنية.. هل تشعر بالمسؤولية تجاه الموروث اليمني والأغنية اليمنية؟

 نعم أشعر بالمسؤولية تجاه موروثنا الشعبي، وما أقدمه هو خير دليل.
وبالمناسبة، هناك العديد من الأغاني اليمنية التي تستحق التجديد لتظهر بشكل محدّث، مع الاحتفاظ بخصوصيتها وطابعها اليمني.
وأشعر بالفخر أنني من أوائل الفنانين، على الأقل بالنسبة لجيلي، من تجرأ وبدأ بفكرة تجديد الأغنية اليمنية التراثية، وبمجهودي الشخصي كفنان محب لتراث بلده.

– ما رأيك في الموزعين اليمنيين الذين ظهرت أعمالهم مع فنانين على مستوى الوطن العربي؟ وهل يتم التعامل مع الفنان اليمني مثلما يتم التعامل مع الفنانين العرب؟

ليس بجديد على اليمنيين هذا الإبداع، وأنا فخور جدًّا بحضورهم وتمثيلهم المشرّف لليمن على مستوى الوطن العربي، ومنها إلى العالمية، يا ربّ.
وللأمانة أنا لا أعلم ما طريقة تعاملهم مع الفنانين العرب، ولكن يكفيني أن تعاملهم معي راقٍ ومميز، والأهم هو وجود تناغم في ما بيننا.

– ظهر العديد من الشعراء الغنائيين في اليمن.. ما رأيك فيهم؟ 

“ونعم فيهم كلهم“.. كل واحد منهم له أسلوبه ونمطه المختلف في الكتابة، وفي النهاية الشعر الجميل هو الذي يفرض نفسه.. ولكلّ فنان نفَسٌ وذائقة في اختيار كلمات أغانيه.

– هل ترى ضرورة التعاون من الشاعر والموزع مع الفنان ليستطيع إنتاج أعمال يمنية؟ وهل سيُسهم ذلك في صعود الأغنية اليمنية وإيصالها إلى العالم، أو على الأقل إلى الوطن العربي؟

بلا شك، من الضروري التعاون والعمل بروح الفريق الواحد؛ فهذا من أساسيات نجاح أيّ عمل وانتشاره، وبتكاتفهم ستصل الأغنية اليمنية إلى العالمية، إنْ شاء الله.

– من هم الشعراء والموزعون الذين تتعاون معهم ولديك أعمال جديدة معهم؟

سأتعاون في أعمالي القادمة مع الشعراء أحمد أشرف المطري ويوسف شذان وعاصم الشميري، أما الموزعين الموسيقيين فأخواي مروان الحمادي ومروان الحجاجي.

– ما رؤيتك في أغانيك الجديدة، وهل ستحمل ألحانها القالب والطابع اليمني؟

سأحرص في أعمالي القادمة على التنوع في اختياراتي، وتقديم ألوان ولهجات عربية مختلفة.

– حدِّثنا عن أعمالك القادمة والجديدة؟

انتظروا جديدي في شهر رمضان المبارك، بلّغنا الله وإياكم.. وتمنياتي بالتوفيق للجميع.

– ما الذي يطمح إليه هاني الشيباني؟
أطمح إلى أن أترك بصمة في ذاكرة الموسيقا والأغنية اليمنية والعالمية.

– ما نصيحتك للفنانين الشباب؟
أقول للفنان: لا تيأس وطارد أحلامك.. وإذا لم يصل صوتك اليوم، بالتأكيد غدًا سيصل.

– في الأخير.. كلمة تود توجيهها من خلال منصة “شباب هاوس“؟
أولاً أتقدم بالشكر لمنصة “شباب هاوس“، وكل طاقهما؛ لِما يقدمونه للشباب اليمني، واهتمامهم بالشباب المبدعين في مختلف المجالات.
وأيضًا أوجّه رسالة محبة وشوق لأمي وأختي وأخي وابني “إلياس” في اليمن.