سكينة محمد
انطلقت صباح أمس، الاثنين، أول رحلة جوية من مطار صنعاء الدولي بعد توقف دام أكثر من ست سنوات، متجهة إلى العاصمة الأردنية عمّان.
وقال رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، في تغريدة له على “تويتر”: “سعدت وإخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي بانطلاق أول رحلة عبر مطار صنعاء، في مبادرة من شأنها التخفيف من معاناة شعبنا، بما فيهم المرضى”.
بدوره، هنأ المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ “جميع اليمنيين على هذه الخطوة المهمة التي طال انتظارها، والتي آمل أن توفر بعض الراحة لهم”.
وأضاف غروندبرغ أن إحراز تقدم نحو فتح الطرق في تعز (جنوب غربي البلاد) “هو أمر أساسي لتحقيق هذا الوعد”، متوقعًا من الأطراف الوفاء بالتزاماتهم، بما يشمل الاجتماع على وجه السرعة للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات في اليمن وفقًا للهدنة المعلن عنها مسبقًا.
ومع الإعلان عن انطلاق أولى الرحلات من مطار صنعاء، عبّر الكثير من الشباب اليمني عن مباركته هذه الخطوة، مطالبًا في الوقت ذاته بفك حصار تعز، وفتح الطرق المؤدية للمدن اليمنية كمأرب والحديدة وعدن.
وقال لـ”شباب هاوس”، المحلل السياسي عبدالواسع الفاتكي إن فتح مطار صنعاء تنفيذًا لبنود الهدنة بين السلطة الشرعية، وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، التي رعتها الأمم المتحدة، أمر مرحب به ومحل ارتياح شعبي كبير إذا كان سيخدم المواطنين، وسيخفف من معاناتهم.
وأضاف: “يفترض بأن تقوم جماعة الحوثي بفك حصارها المطبق على تعز وكل الطرق في كل المحافظات، وتفتح المعابر والطرق المؤدية للمدن لتعزيز إجراءات بناء الثقة للالتزام بالهدنة وإمكانية البناء عليها لتحويلها إلى هدنة دائمة تمهّد لمحادثات تؤدي لاتفاق سلام عادل وشامل.
شباب تعز يدعون لوقفة
وفي السياق دعا الناشط أكرم الحميري أبناء محافظة تعز للمشاركة في وقفة احتجاجية، يوم غد في الساعة العاشرة صباحًا، في منفذ جولة القصر المغلقة (جوار صالة عساج)، للمطالبة برفع الحصار عن تعز وفتح الطرق الرئيسية التي نصت عليها بنود الهدنة المعلنة من قبل الأمم المتحدة.
وأضاف الحميري لـ”شباب هاوس”: “القضية ليست مطابنة (مماحكة)، وكلنا مع فتح مطار صنعاء للاستخدام المدني والتخفيف من معاناة المرضى وكبار السن، ولكن الإنسانية لا تتجزأ؛ فمن يعيشون في تعز هم أيضًا يعانون، ولو كان المستفيد من فتح مطار صنعاء مئات الأسر فقط، ففتح طريق تعز أولوية لأن المستفيدين ملايين الأسر.
مطالبنا رفع الحصار عن تعز، ورفع الحصار يعني انسحاب الحوثي من مداخل المدينة، وعودة مطار تعز للعمل، وفتح الخطوط الرابطة بين المدينة والمدن الصغيرة كالراهدة والحوبان، وعودة ميناء المخا للعمل، وفتح طريق الستين، وفتح طريق كرش”.
ونوه الحميري بأن هذه الخطوة الاحتجاجية التي دعا إليها قابلة للتصعيد؛ حيث من الممكن نصب خيام، وإجراء اعتصام مفتوح للضغط على الحكومة والمبعوث الأممي للدفع نحو فتح المعابر.
بدورها قالت الصحافية والناشطة هنادي أنعم: “فتح مطار صنعاء يعد خطوة أولى ومهمة للتخفيف عن المواطنين في سبيل تحقيق السلام وإنهاء الحرب”، مشيرة إلى أن “هذه الخطوة إيجابية من قِبل الحكومة الشرعية، ويجب أن تكون ملحوقة بخطوات أخرى تتمثل بفك الحصار عن المحافظات المحاصرة، وهذا ما يستدعي أن تقوم الأمم المتحدة بالضغط على (الانقلابيين) لفتح الطرقات كمقدمة للسلام العادل والشامل الذي يرجوه اليمنيون بعد سبع سنوات عجاف”.
وشدد الناشط المدني محمد الفقيه على “ضرورة فتح طريق الحوبان تعز حتى نضمن أن الهدنة ستستمر”.
وقالت الشابة هديل عبدالله إن “طريق مأرب صنعاء لا بد أن تعود كما كانت عليه قبل الحرب دون تقطعات ونقاط وطرق بديلة، تستنزف وقتنا وجهدنا ومالنا أيضًا”.
ويأتي هذا كله ضمن شروط الهدنة التي أعلن عنها المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، مطلع أبريل/ نيسان الماضي، عن اتفاق أطراف الحرب في اليمن على هدنة لمدة شهرين، تبدأ من 2 أبريل 2022، ويمكن تجديدها بعد انتهاء الشهرين بموافقة الأطراف، وتشمل وقف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر الحدود، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة (غربي اليمن)، وتشغيل رحلات تجارية من وإلى مطار صنعاء.