شباب هاوس..
لم يسهم الشباب اليمني في صناعة الأغنية العربية كثيرًا، سوى بالألحان أو بالكلمات، حيث انحصر إبداعهم على السوق المحلية، وبقي يستهدف الفنانين اليمنيين.
القليل منهم كسر الحاجز، وأبرز هؤلاء الشاعر محمد القاسمي، الذي اكتسح مؤخرًا السوق العربية، عبر قصائده الغنائية التي غناها العديد من فناني العرب.
طفولة مكافحة
ينحدر الشاعر اليمني الغنائي محمد القاسمي، ذو الثلاثين عامًا، من عائلة يمنية بسيطة.
عاش طفولته مكافحًا من أجل حياة كريمة، قبل أن يجد موهبته في صياغة القصائد الغنائية، ليبدأ حياة جديدة بين الحروف والكلمات، ويسبح في أبيات القصيدة الغنائية البيضاء، المفضلة عربيًّا، والمسموعة أكثر في المنطقة.
بدايات الشعر
قبل دخول الشاعر في مجال صياغة القصائد، ويجد نفسه فيها، ثمة نقطة هي محل اعتزاز، وتستحق الذكر لإلهام الشباب، فقبل التحاق القاسمي بكلية الإعلام، بقي يعمل بائعًا متجولاً، ويقول بأنه فخور بذلك الماضي الذي عاشه بكفاحٍ مرير.. مضيفًا أنها كانت فترة محفزة له، أكثر من كونها محبطة ومعيقًا لانطلاق موهبته وولادة قلمه ليكون شاعرًا يتغنى بكلماته كبار فناني العرب.
في حديثه لمنصة “شباب هاوس”، يقول محمد القاسمي: “أصبحت شاعرًا وأجيد كتابة الشعر المقفى بالفطرة، فكل إنسان يوجد في داخله موهبة إذا بحث عنها سيجدها، مثلما وجدتُ موهبتي أنا بالبحث وبالقراءة المستمرة للشعر النبطي والشعبي والقصص والروايات العالمية”.
ويتابع: “لم أكن أطمح لأن أجعل أبياتي محصورة على بلدي الحبيب (اليمن) وشعبها، بل كنت أطمح منذ البداية أن أصل إلى الوطن العربي بشكل عام، وهذا ما وصلت إليه بفضل الله”.
دخول السوق العربية
لم ينحصر طموح القاسمي على السوق المحلية اليمنية، بل خاض الغمار بعين ترى الوطن العربي كاملا.
عن أول بداية له، يقول: “أول أغنية من كلماتي كانت بعنوان (أنا فدا لك)، غناء الفنان فؤاد عبدالواحد، والتي حققت نجاحًا دفعني إلى الاستمرار وبقوة، ودون توقف، حتى وصلت إلى نجوم الصف الأول في الوطن العربي، والحمد لله”.
نجاح سريع
حتى هذه اللحظة غنى للقاسمي مجموعة من أبرز الفنانين العرب، وكانت قصائده حصادًا لمجهود كبير بذله كي يحقق ذلك، أبرز أولئك الفنانين فضل شاكر، نوال الزغبي، عاصي الحلاني، ديانا حداد، وآخرون.
يقول عن ذلك: “أنا سعيد بهذه الأسماء التي غنت لي، وهذا ما كنت أطمح إليه، وأعمل لأجله، كما أن هناك نجومًا كبارًا سوف يغنون لي قريبًا، ونحن على تواصل مستمر حاليًّا لاستكمال تجهيز الأعمال وإصدارها”.
وبالرغم من عدم مرور فترة كبيرة على دخول محمد القاسمي هذا المجال، إلا أنه استطاع الوصول في العام الفائت إلى قمة الشعراء الغنائيين، بعد أن تم تصنيفه من قبل موقع ونين الموسيقي على أنه ثاني أكثر الشعراء الذين غنى لهم الفنانون في الوطن العربي لعام 2021، وذلك بعدد 24 أغنية.
يقول القاسمي عن ذلك: “شرف لي أن أصل لهذا العدد في عام واحد، وأن يكون جميع من غنوا تلك القصائد فنانين معروفين على الساحة العربية، وسأسعى بكل تأكيد للاستمرار بهذا المستوى، وأكثر”.
في الساحة المحلية
رغم كتابته بعض الأغاني اليمنية، إلا أنه لم يكتب كثيرًا في السوق المحلية.. يقول القاسمي: “منذ بدايتي لم أتطرق إلى الشعر الشعبي، ولست متمرسًا فيه بقدر تمرسي في الشعر النبطي واللهجة البيضاء هذا أولاً، وثانيًا فنانو الساحة اليمنية أنانيون جدًّا؛ فهم يظلمون الشاعر اليمني بشكل يصعب تصوره، ولا يتم تقدير تعب الشاعر في خلق قصيدة من العدم، حيث يُدفع له أجر زهيد جدًّا، وأنا بصراحة مصدر رزقي الوحيد هو قلمي، ولست مستعدًّا لأن أكتب بسعر قليل، وإذا كان هناك من يكرمني كشاعر في الساحة اليمنية، فلن أبخل عليه بكلماتي المتواضعة مع كل الحب لكل الفنانين اليمنيين”.
ويستطرد قائلاً: “أما بالنسبة لتعامل الفنانين الشعبيين اليمنيين، فهم يتعاملون بكل أدب وذوق، ولم أجد منهم تعاملاً لا يليق، ولكن نقطة الخلاف تكمن في الأجور الزهيدة التي تُدفع للشعراء بشكل عام”.
القاسمي: “أنا اليماني” دعاية لمجموعة هائل سعيد أكثر منها (أوبريت وطني)
سبق للقاسمي أن كتب قصائد يمنية حضرمية وأغاني بلهجة خليجية، ومؤخرًا كتب قصيدة وطنية لكليب “أنا اليماني”، الذي صدر في رمضان/ أبريل 2022، برعاية مجموعة هائل سعيد أنعم، لكن ما إن انتشرت الأغنية حتى ظهرت انتقادات عدة من الجمهور وموجة ساخرة من الكلمات ومن الشاعر نفسه.
القاسمي بهذا الخصوص أوضح لـ”شباب هاوس” أن العمل أولاً كان إعلانًا لشركة هائل سعيد أنعم وشركاه، وليس أوبريتًا وطنيًّا”.
وأضاف: “يقال إن الشجرة المثمرة تُرمى بالحجارة، وأنا تعرضت لحملة تنمر ممنهجة بسبب بعض النقاد والمتنمرين، بالرغم من أن العمل نال استحسان شريحة واسعة من الجمهور اليمني والعربي.. مع العلم أنني استلمت العمل وكان عبارة عن كلمات الجزء الأول من الإعلان بقلم شاعرة خليجية، وكذلك لحن الإعلان، فقمت بكتابة الموال، وإضافة الجزء الثاني من العمل من عند البيت الذي يقول: (قادمٌ يا أولي بأجملي) إلى البيت الذي يقول (أنا الشامخ)، ولا أرى أن هناك ما يدعو للتنمر والسخط”.
وأكد القاسمي أنه سيبذل قصارى جهده حتى يرضي جميع الأذواق في المرة القادمة.. وقال: “العزيمة والإصرار، والموهبة سبب وصوله إلى كبار الفنانين”.
أعمال قادمة
يستمر القاسمي في تحقيق طموحه، من خلال المزيد من كتابة الأغاني للفنانين العرب.
يفصح الشاعر لـ”شباب هاوس” عن أعماله القادمة، قائلاً: “جديدي في الفترة القادمة – إن شاء الله – مع الفنانة بلقيس، وكذلك الفنانة مشاعل، بالإضافة إلى الفنان فؤاد عبدالواحد والفنان راغب علامة والفنان طلال سلامة وغيرهم”.
وأوضح أن أغنيته مع الفنانة اليمنية بلقيس أحمد فتحي بعنوان “ضريبة شوق”، وهي من كلماته وألحان صديقه الملحن العراقي أدهم، وتوزيع الموزع المصري محمد عصمت، ستُطلق خلال أيام.. آملاً أن تنال إعجاب الجمهو.
القاسمي اختتم حديثه لمنصة شباب هاوس بالقول: “أنا أستمع بشكل متواصل لجديد الفنانين، وأبحث عن الكلمات والجمل التي تناسبهم وتناسب أذواقهم، وأقوم بكتابة ما أراه مناسبا لهم”.