شباب هاوس..
أقامت الفنانة اليمنية إيمان محمد، معرضها التشكيلي الفردي الأول، في جمهورية الهند، بعنوان “المرأة التي بداخلي”، والذي امتاز بفنه الإبداعي الفريد من نوعه.
إيمان فنانة تشكيلية، خطت بريشة الألوان أولى لوحاتها عند طفولتها، ونقشت على صفحات كراسة الرسم المدرسية خاصتها رسومات مفعمة بالحياة والأمل.
ومن تلك الألوان الطفولية نشأت ريشة إيمان، البالغة من العمر 23 عامًا، لتصبح فنانة تشكيلة يمنية لها مشاركات دولية وحاصلة على جائزة فنية، تحمل هم وطنها المكلوم في لوحاتها.
عن معرضها المقام في الهند تقول إيمان لمنصة “شباب هاوس”: “إنه محاولة متواضعة لإرشاد الجمهور خلال رحلتي وألمي وعواطفي ومشاعري وثقافتي ولغتي وأحلامي، إنه يصور مراحل مختلفة مررت بها منذ بداية رحلتي حتى هذه اللحظة، وعن مدى قوة المرأة اليمنية في الوطن والمهجر”.
وأضافت: “حضر الكثير من الناس من جميع أنحاء العالم وتمكنوا من التعرف على الثقافة اليمنية من خلال لوحاتي.. لم أكن أتوقع أن تكون هذه الأمسية مثل هذا النجاح، لكن نوع الاستجابة والحب اللذين أظهرهما الناس لفني هو أمر جميل حقًّا، سيبقيني بالتأكيد متحمسة لمشاريعي المستقبلية”.
تحكي إيمان لـ”شباب هاوس” عن بدايتها في فن الرسم، قائلة: “بدأت في سن الطفولة عندما كنت أرسم في دفاتر المدرسة، ومع الوقت انشغلت بأمور أخرى بعيدًا عن الرسم، ومن ثم انتقلت إلى الهند لدراسة البكالوريوس الذي كان مجالاً مختلفًا تمامًا عن الرسم”.
في سنتها الثانية من البكالوريوس طغت جائحة وباء كورونا على العالم وتوقف كل شيء، ولم تكن إيمان قادرة على العودة إلى اليمن بسبب الحرب، وزاد تفشي الوباء من صعوبة ذلك.
ورغم ابتعادها عن الرسم لسنوات طويلة، إلا أن هذه الموهبة ظلت تلازمها كظلها، وتكبر معها شيئًا فشيئًا، وتطرق وجدانها كروح تحاول العودة إلى جسد انتزعت منه.
تقول إيمان: “كنت حينها أقضي معظم وقتي في التفكير المفرط في كل شيء، وذات يوم قررت أن استغل وقتي وأعبّر عمّا في داخلي بطريقة ما، كان يوجد لديّ ألواني القديمة وأوراق مبعثرة أعادتني مجددًا لعالمي الجميل في طفولتي وأحيت بداخلي حاجتي للرسم كوسيلة للهروب من واقع مرير وطريقة للتعبير”.
وتضيف: “بعد إكمالي للوحتي الأولى أرسلتها إلى أفراد عائلتي وأصدقائي، فاجأني انبهارهم وأسعدتني تعليقاتهم، خاصة لكونها أول رسمة لي بهذا الشكل، وقتها شعرت بأنني وجدت متنفسًا لمشاعري وطريقة للتعبير عنها، ومنذ ذلك الوقت أصبح الرسم نشاطًا اعتياديًّا بالنسبة لي وهذا حقيقة يسعدني جدًّا”.
شاركت إيمان محمد في معرض ملتقى الفنانين العرب الدولي في مصر، بالتعاون مع جريدة العهد الدولي، وأوتيليه القاهرة للفنون، ومؤسسة فور يو العراقية للفن المعاصر، وبصمات فن السعودية للفنون، وجمعية ملتقى الألوان اليمنية، وقد شهدت تلك المهرجانات حضور وتكريم رموز الفن والإعلام في مصر والوطن العربي.
وحصلت على درع من ملتقى الفنانين العرب الدولي مع شهادة تقدير موثقة من أكثر من جهة.
تقول إيمان: “تولّد عندي شغف كبير منذ أن بدأتُ الرسم بأن يكون لي يومًا ما زاوية في معارض العالم يتيح لي رواية الوجه الآخر عن أرض وإنسان عُرف بأسوأ ظروفه وأحلك أوقاته، وأن أري العالم ليس فني فقط، وإنما قدرة الفتاة اليمنية على توصيل فنها رغم الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد”.
إيمان تسعى في لوحاتها التشكيلية إلى توظيف الفن لخدمة القضايا الراهنة في اليمن، والتركيز على مدى قوة المرأة اليمنية ودورها الفاعل في المجتمعات وقدرتها على تحمّل المسؤولية بالرغم من القيود التي أثقلتها والهموم المتوالية عليها وعلى وطنها المكلوم بخيبات أبنائه.
كما تهدف من خلال فنها لأنْ تعلّم أطفال ونساء اليمن كيف يتفوقون على الظروف العصيبة التي يمرون بها، وتحقيق أحلامهم من خلال الفن، وأن تترك بصمتها في العالم.