كتب/ عاصم الشميري – رئيس التحرير
في مثل هذا اليوم، أطلقنا منصة “شباب هاوس” تزامنًا مع اليوم الدولي للشباب، كإشارة إلى جوهر المنصة التي انطلقت كمبادرة شبابية تعوض غياب الدور الإعلامي المتخصص في قضايا الشباب اليمني.
كانت البداية صعبة، والاستمرار تحديًا وقفنا أمامه مسنودين بجمهور الشباب الذي حول معنا الرؤى إلى واقع، والصوت إلى صدىً واسع.
شعرنا أن الساحة الشبابية كانت في أمسّ الحاجة لمشروع كهذا، يسد فجوة الغياب التي أحدثتها الحرب، وجعلت أغلب الوسائل الإعلامية لا تلقي بالًا أو اهتمامًا إلا في ما يخص الحرب، دون النظر لآثارها، فغابت الصحافة المتخصصة.
استطعنا في (منصة شباب هاوس)، خلال العام الماضي، أن نقدم أنموذجًا للصحافة الشبابية المستقلة، وبهذه التجربة التي شاركتمونا إياها خطوة بخطوة، ندشن معكم اليوم (مؤسسة شباب هاوس) التي جاء تأسيسها كضرورة لحاجتنا إلى كيان مؤسسي يعمل على وصل الشباب اليمني برؤى العالم الجديد، ودمج قضاياهم وتفاعلاتهم في إطار قضايا شباب العالم واستراتيجيات الأمم المتحدة للشباب.
من خلال منصة “شباب هاوس”، عملنا على العديد من التقارير والتحقيقات وقصص النجاح، لنوصل صوت الشباب، ونعكس وجهه الإبداعي، وركزنا اهتمامنا على تأسيس هوية شبابية، وتعزيز الحضور الشبابي على وسائل الإعلام والدفع بهم لمناقشة قضاياهم وإتاحة مساحة لطرح آرائهم دون قلق، لنؤكد أن الشباب اليمني ليس لهم أن يكونوا وقود حرب، وإنما أعمدة للتنمية ودعاة للسلام.
كنا وما زلنا في “شباب هاوس” نعمل بشكل مستقل، بعيدًا عن استقطاب المال السياسي، وذلك لتمسكنا باستقلالية المنصة وطرح مواضيعها دون توجيهها لطرف معين.
في هذا العام الجديد، وبافتتاح المؤسسة سنعمل على استيعاب العديد من الاهتمامات والمجالات الشبابية، وأيضًا العمل على دمج الشباب وتوعيتهم ببرنامج العمل العالمي للشباب، وباستراتيجية الأمم المتحدة للشباب، والقرار 2250، بالإضافة إلى القرار 2030 لأهداف التنمية المستدامة التي بدأنا العمل عليها خلال العام الماضي.
من القاعدة إلى أعلى الهرم، أظهرت “شباب هاوس” قصص شباب يمنيين شرّفوا اليمن في العديد من المحافل الدولية، ونجحوا في الصعود بأسمائهم في سلم النجاح، وطرحنا آراء الشباب للرأي العام ووجهات نظرهم وقضاياهم الملحة في مساحة حرة خاصة بهم.
كان ذلك بصيص أمل سعينا من خلاله لنتحسس ملامحنا الشابة واهتماماتنا التي دُفنت مع الحرب، وما زلنا نبحث حتى تكتمل الصورة.
مؤازرة الجمهور والشباب الذين أشعرونا أن هذا البيت هو مسكنهم، وأننا نتشارك ذات الطموح والاهتمامات، ونتقاسم الحلم.. كان دافعًا عظيمًا يشعرنا بمسؤولية كبيرة تجاه ما نقدمه، وما نسعى لتحقيقه.
ها نحن نطفئ شمعة منصة “شباب هاوس” الأولى، ونشعل شمعة مؤسسة “شباب هاوس” الأولى.. يكبر الشعور بالمسؤولية والهمة، ويزداد اليقين بما نسعى لتحقيقه..
في هذا اليوم المعني بنا، وفي هذه المناسبة أتمنى لجميع الشباب عامًا مليئًا بالإنجازات والشغف، وأن نكون في “شباب هاوس” دائمًا على قدر الثقة التي منحتمونا إياها.