دهليزرئيسي

في يومهم العالمي.. “المصورون” حقوق فكرية منهوبة وقانون غائب

شباب هاوس..
تشكو النخب الثقافية والأدبية في اليمن من اتساع ظاهرة سرقة الملكية الفكرية دون تحرك مؤسساتي للحد منها..
فقبل أسبوع مضى، شارك المصور اليمني علي السنيدار منشورًا على صفحته، قال فيه إن مجلة “طيران اليمنية” استخدمت 25 صورة له دون إذنه.
السنيدار، وبعد تواصله مع “اليمنية”، أبلغه القائمون على المجلة أنهم سيخصصون له مبلغ 50$ مقابل جميع الصور التي تم نشرها، ما أثار سخطه، وجعله يوكل محاميًا للنظر في القضية التي أصبحت قضية رأي عام وسرقة فكرية.
قضية السنيدار واحدة من ملايين القضايا التي تزايدت، مؤخرًا، في ظل الشبكة العنكبوتية وانتشار التكنولوجيا، دون إجراء حقيقي يوقف ناهبي الحقوق الفكرية، وخصوصًا للمصورين.
منصة “شباب هاوس” قابلت مجموعة من المصورين في يومهم العالمي للحديث عن الحقوق الفكرية لهم.. فكان التالي:

 

السنيدار: سرقوا حقوقي ويريدون تعويضي بـ 50 دولارًا


في هذا الشأن يقول المصور علي السنيدار لـ”شباب هاوس”: “تفاجأت أن صورًا لي تم نشرها في العددين (49) و(50) من مجلة طيران اليمنية. تواصلت معهم فقالوا لي إنهم سيخصصون مبلغ 50$ لجميع الصور المأخوذة دون إذن، وهذا ما جعلني أستدعي محاميًا للنظر في الموضوع”.
ويضيف السنيدار: الفنان وصاحب الأفكار تواجهه مشاكل في ما يخص حقوقه الفكرية في بلد لا يهتم ولا يوجد فيه قوانين كافية لحماية الحقوق، فنحن كمصورين نبذل جهدًا وتعبًا على الفكرة، ونستخدم أدوات باهظة الثمن، ونبذل جهدًا كبيرًا في التجهيز والتحضير للحصول على لقطة مثالية، وكل ذلك يجب أن يحترم ويتم الحفاظ عليه.
وعن الإجراءات التي سيتخذها للحفاظ على حقوقه الفكرية، يقول السنيدار: حاليًّا لديّ موقع خاص سيتم عرض صوري فيه، وأفكر بحمايتها بالعلامة المائية، وأي جهة تريد استخدام الصور لا بأس بعد الاتفاق، أما في حالة سرقة الصور فسيتم رسميًّا مقاضاة الجهة التي ستقوم بذلك، مع التشهير بها عبر السوشال الميديا.
وأكد أن على الشركات والجهات اعتبار المصور جهة رسمية، والتعامل معها بهذا الشكل، مقدمًا رسالة لكل المصورين، نصحهم فيها: “بأن على أيّ مصور أو فنان ألّا يسكت على أيّ انتهاك لحقوقه الفكرية، وأن يقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة”.
وأضاف: “على كل فنان أن يشهر أعماله، ويحفظها إما بعلامة مائية أو شعار معين، وأن يتخذوا الإجراءات اللازمة لحفظ الحقوق كتسجيلها في الجهات الرسمية”.

 

جهاد: لا توجد قوانين تحمي حقوقنا

جهاد محمد، وهي من أبرز المصورات الشابات، تحدثت لمنصة “شباب هاوس” بالقول: “من المشاكل التي تواجهني كمصورة، في ما يخص حقوقي الفكرية، هو أنه عند تعرضي لمثل هذه المواقف لا أستطيع أن ألجأ للقانون، حيث – للأسف – لا توجد قوانين تحمي الحقوق الفكرية، سواء للمصور أو الرسام أو الفنان بشكل عام، وإن وجدت فإن الشكوى لا تؤخذ بعين الاعتبار، ولا يتم إعادة الاعتبار لصاحب الشأن.
وبحسب جهاد، فإن لها صورًا قامت بالتقاطها وتعرضت للسرقة من قِبل ناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضحت أنها تتعامل عادة مع هذه النوع من السرقة بالتشهير والتنبيه في صفحتها بأن هذه الصور خاصة بها.
وترى جهاد أن الحل في مثل هذه النوع من السرقات هو وضع قوانين صارمة وغرامات مالية لأي شخص أو جهة يقوم بالتعدي على الحقوق الفكرية لمصور أو فنان آخر.

 

سليمان: هناك نظرة استنقاص لمجهود وتعب المصور

بدوره يتحدث المصور سليمان أحمد عن المشكلة المنتشرة، والتي لا يكاد أن ينجو منها مصور.
يقول سليمان لـ”شباب هاوس”: “هناك نظرة استنقاص لمجهود وتعب المصور، ويجب أن يتم احترام الجهد الذي يبذل لإيجاد هذه الصور، وعدم الاستهانة به، لأن عدم التقدير بشكل عام أتاح فرصة لأيّ جهة أو شخص أنه بإمكانه سرقة الصور، دون شعور بالذنب”.
وعن الجهة التي يمكنها حماية المصورين من سرقة صورهم، يقول سليمان أحمد: “لا يوجد جهة تحمي حقوقنا.. حتى إن لجات للقضاء، فإن ذلك يأخذ وقتًا طويلًا، والشيء الوحيد الذي نستطيع فعله هو أن نحاول القول للناس عن طريق مواقع التواصل: يا ناس صوري سُرقت وخلاص”، مضيفًا: “الحل أن توجد جهة رسمية تعمل على الحقوق الفكرية، ويكون هناك ثقة بها تعمل على القضايا اللي انتشرت وضاع حقوقها، فالمصور سيكون على ثقة أن حقه مستقبلاً سيعود، وأي جهة أو شخص يفكر أن يسرق سيخاف بأن يصبح لأنه في جهة تؤدي دورها وسيُعاقَب على ما يفعل”.

 

الأسعدي: بيئةُ لا تحترم الحقوق الفكرية


المصورة منى الأسعدي، بدورها، تتحدث لـ”شباب هاوس” عن أن بيئة العمل اليمني بيئة عشوائية لا تحترم الحقوق الفكرية بشكل عام، وهذا يؤدي بالتأكيد إلى سرقتها.
وتقول الأسعدي: “لا أظن أن هناك مصورًا في اليمن لم يتفاجأ بنشر صور له في مواقع يمنية أو صحف ومجلات دون أخذ الإذن منه”.
وعن الاعتياد الذي أصبح يعيشه المصور اليمني مع السرقة، تقول منى: “في الحقيقة أصبحت لا أكترث كثيرًا، ليس لأنه أمر هين.. أبدًا، بل لأن العمل الإنساني في اليمن، خصوصًا في جانب الصحافة والتصوير، والتعقيد الذي تعيشه في ممارسة العمل بهذا المجال، جعل أمر السرقة صغيرًا أمام ضغوط مستمرة بشكل يومي”.
وعن الوسيلة المثلى لحماية الحقوق الفكرية، بما فيها التصوير، تقول المصورة منى: “رفع الوعي بأهمية الحق الفكري، تحديدًا في ما يتعلق بالصور، من شأنه صنع تغيير ما، لأنه في الحقيقة هناك استهانة به من قبل الجميع”.

 

الشامي: أتعرض للسرقة وأتحاشى الخوض في الصراع


المصورة مريم الشامي تتحدث عن تعرضها للسرقة، وكيفية التعامل معها، بالقول: “تعرضت لعدة سرقات، تقريبًا هناك ثلاث مرات تعرضت لها بشكل واضح وعرفت، ومع هذا كنت أتحاشى الخوض في الصراع، بالرغم من أنه يجب التعامل بجدية أكثر، وفضلت عدم التواصل معهم بشكل مباشر كملاحقة، والدخول في مشكلة هي في الأساس متعبة؛ لذا كنت أجعل شخصًا قريبًا مني يقوم بالتواصل مع الشخص، لمحاولة إيجاد حل، لأنه لا يوجد طرق أخرى”.
وأشارت إلى أن هناك عدة أنواع من السرقة، قائلة: “هناك أشخاص يسرقون لأجل نشرها في صفحاتهم الشخصية، وهذا يدل على الإعجاب بما تقدمه، ونوعًا ما أتعامل معهم بالتساهل، بينما هناك من يأخذها لمواقع، ومجلات، وصحف، بل إن البعض يتمادى بالسرقة، ويشارك بصور الآخرين في مسابقات، وهذه النوعيات يجب إيقافهم عند حدهم، وبأيّ طريقة ممكنة”.
وأكدت أن الحل هو وجود قوانين لمعاقبة هذا النوع من السرقة مثل العالم كله، وهذا سيجعل الكل ينتبه ويحذَر قبل أيّ استخدام لصور الآخرين.

 

الدولي: يؤسفني أن الجهات المعنية غير مهتمة بسرقة الحقوق الفكرية


المصور علاء الدولي يتحدث عن الشعور الذي ينتابه عند رؤية صور له مسروقة، وما التصرف الذي يقوم به، بالقول: “الحقيقة هذا الأمر يحز في نفسي كثيرًا، وما يؤسف أكثر أن هذا الموضوع غير مهم للجهات المعنية إذا رفعت قضية”.
ويضيف: حتى إذا قلنا الموضوع مهم بالنسبة لهم، فأنت تحتاج أن تدفع، وتخسر ماديًّا لأجل أن تكسب القضية، غير خسارة الوقت الذي تجد نفسك مجبرًا بأن تفرغ نفسك لخوض المحاكمة مع الجهة التي سرقت صورك، لذلك غالبًا ما أتعامل، أنا وزملائي، مع الموضوع بفضحهم عبر السوشال ميديا، والاكتفاء بذلك؛ باعتباره الحل الوحيد”.

نقابة للمصورين
ويرى الدولي أن الحل الذي يمكن أن يحفظ للمصورين حقوقهم هو “في تكاتف المصورين، وعمل نقابة لهم، وتكون متخصصة للدفاع عن انتهاك حقوق المصورين بشكل عام”.
علاء يرى، أيضًا، أن هناك مشاكل أخرى يعاني منها المصورون، وليس السرقة فقط، منها: “عدم استيعاب شريحة كبيرة من المجتمع بأن التصوير فن، ولغة العالم حاليًّا، وأيضًا: صعوبة التصوير في الشارع، حيث إن الكاميرا تعتبر في نظر الجهات العسكرية أخطر من السلاح، بالإضافة إلى عدم وعي العملاء أثناء طلبك سعرًا معينًا لتنفيذ طلب لهم، قائلين: (هي ضغطة زر)”.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى