عاصم الشميري – رئيس التحرير
من مقاطع الفيديو التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، وكأن هذه الحادثة كشفت مشروعهم السلالي، بشكل فاضح، على الرغم من أنها أبسط تصرفاتهم التي تكشف ارتباطهم بالسلالية الكهنوتية، وكأن كل تصرفاتهم الأخرى كانت تربطهم بجماعة الدعوة الإسلامية، أو تربطهم بأبطال الديجتال، مع أنه ومع الواضح جدًّا والجلي جدًّا هي تصرفاتهم السابقة، وانتزاع الأعلام هي مجرد فاصل تحدٍّ بين العديد من الانتهاكات.
طرق السجن والإعدام الإمامية الكهنوتية هي ذاتها الاستراتيجية اليوم، انتهاك حقوق المواطنين وسرقة مرتباتهم وإذلالهم ومنع الحريات، وموت الديمقراطية سريريًّا، وانتشار الأوبئة، وقمع الأصوات، لا تعني إلا شيء واحد في اليمن، وهو أن التاريخ أعاد التسلط وزمام الحكم إلى أيادي أحفاد الجماعة السلالية، وليس علينا البكاء والتباكي الآن، ولا أن نكتب منشورًا بعنوان “كهنوت ما بعده كهنوت”، ولا أن نقول أشياء فارغة، لكن علينا ربط الأحداث بالماضي وتركيب ذات اللوحة ببعضها المتناثرة بالتاريخ، سنجد عنوانًا واحدًا وهو الإمامية، صورة واحدة، وهي الظلم والاستبداد.
لم تكن اليمن تعني للحاكمين أيّ شيء إلا بلاد يحققون من خلالها مطامع عائلة وفصيل معين، والآن طائفة، لم يكن العلم يعني شيئًا، ولا النشيد يعني شيئًا، ولا مقدرات البلاد تعني شيئًا لهم، فالإمام الذي كان يهدي الآثار المعينية والحميرية لزواره وأطبائهم، ها هم امتداده النجس يعبثون بمقدرات الوطن ويهدون أسيادهم الدوليين مساحات اليمن العزيز على اليمنيين.
لن تستطيع إهانة علم بلادك في أيّ يوم من أيام السنة الميلادية أو الهجرية أو حتى الضوئية، لن تستطيع فعل ذلك، فالبرغم من كل شيء إلا أن يمنيتك ستمنعك، إحساسك سيمنعك، رجولتك أو أنوثتك ستمنعك، وفي الأخير بعد أن تفقد أي شيء شرفك سيمنعك، لكن من قال إن لهؤلاء أوطانًا أو شرفًا!
لا أريد الانبهار أو الوقوف بلحظات صمت لتأمل الأسباب، فالأسباب واضحة منذ البداية، منذ وصولهم الأول للقرار، من المفترض أن كل يمني ويمنية أدركوا أن هذه الجماعة تكره سبتمبر بوجه الخصوص، وتحاول زعزعته من قلوب ووجدان اليمنيين.
وبعد كل هذا ستتعامل هذه الجماعة مع اليمنيين بغباء كما كان أجدادهم يتعاملون ليخرجوا بكل وقاحة ويقولون “تصرفات فردية”، ليصدّقهم اليمنيون، ويصفق لهم الزنابيل ويبررون بقولهم “والله أننا قد كنت حاسس”.
كل جرائمهم لا تغفر بدون استثناء، إهانة العلم ليست الأخيرة، لقد أهانوا وطنًا وبلدًا وشعبًا عزيزًا، طردوه من بلاده، وقالوا له اخرج من بلادك يا عميل.
كل سبتمبر سيوجعهم إلى أن يأتي فجر يوم سبتمبري جديد، ليوجعهم آخر أوجاعهم، وأول اختفاء ظهورهم من تاريخ اليمن الجديد، لكن سنتركهم في القديم لنتذكر أن هذه الحركة السلالية لم تنجب اليمن أقبح منها!