شباب هاوس.. عمران مصباح
في ظل أزمة إنسانية هي الأسوأ عالميًّا، بحسب التقارير الدولية، هناك من يحاول إيصال صوت اليمن للعالم الخارجي؛ لِما لذلك من أهمية في حضور الملف اليمني ضمن أولويات القضايا العالمية.
أحمد بيدر، أحد هؤلاء الشباب، بل ومن أبرزهم، والذي حصل في أواخر أبريل الماضي، على اعتراف عالمي، عبر منحه جائزة إدوارد مارو لفئة أفضل عمل فيديو وثائقي تلفزيوني، من نادي الصحافة الدولي الأمريكي.
أحمد بيدر – صحفي يمني، يدرس ماجستير في فضّ النزاعات، في دولة الأردن، كما أنه يعمل منذ عشرة أعوام في صناعة الأفلام الوثائقية، وكذلك التقارير الإخبارية، ولديه تجربة مهمة في مجال الخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى خبرته الكبيرة في صناعة المحتوى.
في حديثه لـ”شباب هاوس”، يقول بيدر عن الجائزة التي حصل عليها عن عمل قام به مع فايس نيوز، ضمن برنامج Vice news tonight، والذي مدته 30 ثانية بشأن اليمن: “تشرفني هذه الجائزة؛ لأنها مقدمة من أقدم وأكبر جمعية للصحفيين المشاركين في الأخبار الدولية”.
وبحسب بيدر، فإن هذه الجائزة إهداء منه للشعب اليمني الذي يعاني منذ أكثر من سبع سنوات، كما هي لكل الصحفيين الزملاء الذين ساهموا في ذلك الإنجاز، مضيفًا: “يجب أن نساند بلدنا، والعمل معًا لأجله”.
قبل أن يحصل الصحفي أحمد بيدر على الجائزة، عمل لفترة طويلة مع الإعلام الأجنبي القائم على تغطية الوضع في اليمن.
عن تجربته تلك يقول: “نقوم بتغطية القصة في اليمن مع الوفود الإعلامية الزائرة إلى بلدنا.. اليمن يعاني من ظرف صعب، ومن واجبنا أن نوصل قصته لكي نساعد في إيقاف الحرب”، مشيرًا إلى أن أهمية الصحافة البناءة تكمن في نقل الحقيقة، وإيصال رسالة الشعب اليمني للعالم أجمع.
ويشير إلى أن مهمته تقع في الإنتاج، بالإضافة إلى تنسيق جميع الأمور اللوجستية، واللقاءات الصحفية للوفود، بالتنسيق مع وزارة الإعلام اليمنية.
جائزة إدوارد مارو
تأسست جائزة إدوارد مارو في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي من قِبل تسعة مراسلين أجانب في نيويورك، وحصل عليها ما يقارب 500 عضو من جميع أنحاء العالم.
وعن كيفية الحصول على الجائزة العريقة، يتحدث أحمد بيدر، قائلاً: “في الحقيقة هذا النوع من الجوائز يتم إعطاؤها بشكل مباشر؛ تقديرًا للجهود الصحفية لتغطية القصة في العالم.
في العادة القنوات الإعلامية هي من ترشح القصص الصحفية، ويكون هناك منافسة كبيرة بين القنوات الأمريكية، ويقع الاختيار على أفضل تغطية صحفية في كل فئة من بين الفئات المختلفة”.
أما المادة التي جعلته يحصل على هذه الجائزة العالمية، فيلخصها بيدر بالقول: “قمنا بزيارة ميدانية في شهر فبراير من العام 2021، مع زملائي في قناة فايس نيوز، وذلك لتغطية قصص إنسانية في جميع أنحاء اليمن. وكان هناك قصة عن الوضع الإنساني، وكيف خف الدعم على الشعب بعد انشغال العالم بفيروس كورونا، وكانت القصة الثانية عن المصحات النفسية والعقلانية، وكيف يعانون من إدارة المصحات والأمراض من شبه انعدام الدعم في هذا المجال، أما القصة الثالثة فكانت عن قصة أطفال الحرب، وهي التي فزت فيها بالجائزة”.
يُذكر أن الجائزة لم تكن الأولى بالنسبة للصحفي اليمني أحمد، بل سبقها مجموعة جوائز يتحدث عنها بالقول: “فزتُ بالعديد من الجوائز العالمية، على رأسها جائزة الإيمي الأمريكية، والتي تشابه جائزة الأوسكار، لكنها للأخبار والبرامج التلفزيونية.
وأشار إلى أنه فاز، العام الماضي، بجائزة peabody عن تغطية كوفيد – 19 في اليمن.
وقال: “هذه الجوائز ليست لي فقط، بل لنا كشباب يمنيين، وهي دافع لكل شاب طموح في الوصول إلى المراتب العالمية”.
وجّه الصحفي أحمد بيدر رسالة للشباب في اليمن قائلاً: “لا بد أن يكون عندنا أمل في أن الحرب ستنتهي يومًا، كما عرفنا من كل أحداث التاريخ.. لا بد أن نجتهد ونقف معًا لكي نصنع التغيير، ونقوم بعمل ملموس يفيد شعبنا.. اليوم الشعب اليمني أصبح منهارًا، ولا يوجد لديه أيّ ثقة في المجتمع الدولي، وأطراف الصراع، لكن بجهودنا المبذولة وبقوتنا سوف نصنع المستحيل”.