تقرير/ عمران مصباح
تأثرت الكثير من الأنشطة المدنية خلال فترة الحرب في اليمن، وتراجعت فكرة إقامة المعارض بشكل كبير، حيث لم تعُد تُقام إلا بشكل نادر.
ومع ذلك ثمة مبادرات شبابية تكسر بين الحين والآخر حالة الموات التي خلّفتها الحرب، ومن ضمن تلك المبادرات والمعارض القليلة، معرض القرية الذكية، والذي أقيم في العاصمة اليمنية صنعاء، واستمر لمدة ستة أيام.
وبحسب القائمين على معرض القرية الصغيرة، فإن الفكرة الرئيسية في إقامته هي نشر الثقافة الإلكترونية الحديثة، وكذلك إقامة تواصل بين رواد هذا المجال التقني، والزائرين من أفراد المجتمع.
وعن الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه القائمون على معرض القرية الذكية، يجيب المسؤول عن تنفيذ المعرض، وليد الحاج – رئيس فريق تشيز، قائلاً: “نسعى لتوسيع المعرفة، وكذلك المعلومات لدى المجتمع في التقنيات الحديثة المتواجدة في السوق، وكل ما يخص المجال الإلكتروني، سواء أكانت اختراعات، أو أشياء برمجية، أو تطبيقات، وكذلك مَحافظ إلكترونية ومالية.. هذا هو الهدف الأساسي”.
ويضيف الحاج أن أهمية المعرض تكمن في “نشر الثقافة التقنية بشكل أكبر، بالإضافة إلى ربط الشركات العاملة في الجانب التقني، وخلق الشراكات في ما بينها لأجل الظهور بأعمال تقنية أكثر ابتكارًا وجودة، فكل هذه الشركات تكمّل بعضها”.
وفيما إذا تحقق، ولو جزء من أهداف إقامة هذا المعرض، يقول وليد الحاج: “نعم، أقيمت شراكات بين بعض الشركات، كما فتحت بعض الشركات أعمالًا مع بعض الزوار، وآلية عمل مستقبلية، وكذلك قدموا توضيحات للخدمات التي يقدمونها كي يستفيد منها المواطن بشكل أفضل، وإقامة علاقة في ما بينهم، وتكون مجدية بشكل أكبر”.
وبخصوص فكرة المعرض، يتحدث وليد الحاج، أنها كانت فكرة فريق تشيز، الذين قاموا بدراستها منذ شهر فبراير، ثم تجاوب الداعمون مع الفكرة، وكانوا عاملاً أساسيًّا في نجاح المعرض.
ظل هناك قلق من ناحية الإقبال على المعرض طيلة أيام المعرض.. يتحدث الحاج عن ذلك قائلاً: “كنا نطمح أن يحضر من 500 إلى 1000 شخص في اليوم، لكن ما حصل أكبر من ذلك، ففي اليوم الأول وصل الحضور إلى 1500 شخص، في الفترتين الصباحية والمسائية، ونتمنى الاستمرار في ذلك الزخم حتى النهاية، ولدينا الأنشطة التي تجذب الزوار في الحضور بشكل متواصل”.
وعن فريق تشيز القائم على المعرض، وما الذي لديهم في الأيام القادمة، يقول وليد الحاج: “لدينا الكثير من المشاريع والأنشطة التي سنقيمها مستقبلاً، حتى معرض القرية الذكية نريد أن يكون سنويًّا أيضًا، من ضمن ما نسعى لتنفيذه قريبًا إقامة معرض صنعاء للكتاب بالترتيب مع وزارة الثقافة، والمقرر إقامته في ديسمبر”.
المشاركون في المعرض
شارك في معرض القرية الذكية عشرات الشركات ورواد أعمال، ومنها شركة فينوس التي تتحدث عنها غادة الشامي، قائلة: “الهدف من المشاركة كان إبراز وجود بما أن المعرض يتكلم عن التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، وهذا يقع في صميم عملنا، ولدينا خبرة في هذا المجال، ونقدم خدمات فيه، وكذلك الالتقاء بعملائنا ميدانيًّا”.
وتضيف غادة الشامي عن تقييمها لمعرض القرية الصغيرة: “المعرض كان رائعًا جدًّا، ومن كل النواحي، سواء التنظيم أو الفعالية المقامة، وكذلك الحضور الكبير”.
وعن أهمية هذا النوع من الأنشطة، والفعاليات، والتي تكاد تكون غائبة إلى حدّ ما، تقول غادة: “الشباب متعطش جدًّا لهذا النوع من الفعاليات، وهناك فجوة زمنية تحصل بين الفعالية والأخرى، لذا أيّ فعالية هي مهمة، بينما الفعاليات المدروسة بشكل جيد كالقرية الذكية تصبح مهمة أكبر ومبهجة، كما أن معرض القرية الذكية يعتبر رسالة بأن الشباب بإمكانهم إقامة أيّ نشاط، ولديهم المهارة الكافية لذلك، وأتمنى أن يكون هناك تعاون مع الشباب لإقامة هذا النوع من الأنشطة”.
وجهة نظر بعض الزُّوار
الناشط أسعد باحميد، يتحدث من وجهة نظره كزائر، قائلاً: “في البداية أعتبر معرض القرية الذكية نشاطًا تأخر عن وقته، ففي ظل النهضة الصناعية الذكية التي تنتشر في العالم، كان من المهم لبلد مثل اليمن، يسابق أبناؤها الوقت، وبشكل فردي كي يواكبوا تكنولوجيًّا، أن يفعلوا هذا النوع من المعارض، لأهميته مجتمعيًّا، وعلميًّا”.
ويضيف باحميد عن أهمية هذا النوع من المعارض: “في اللحظة التي يعاني الشباب من ويلات الحرب، تعتبر فعالية مثل هذه مهمة للغاية، كما أنها تثبت قدرتهم على التخطيط، والتنفيذ لشيء جميل.. بكل صدق، أشعر بالفخر لهذا الإنجاز الشبابي، كما أتمنى أن تستمر هذه الأنشطة الجميلة، والتي في زيارتها يجد فيها الشخص متنفسًا جميلاً له”.
الناشطة نجاة الشوافي تتحدث بدورها عمّا قدمه المعرض قائلة لـ”شباب هاوس”: “معرض القرية الذكية شيء مهم جدًّا، وخصوصًا في الوقت الحالي، لنرى توجهات الشباب بشكل أوسع، وكذلك الخدمات المتوفرة، والمنافسة القوية في السوق، والتي تعتبر جيدة بالنسبة لنا، كما أن أهمية الفكرة في كونها جديدة، وأكثر من اختراع في نفس المكان، وأكثر من محفظة كذلك، وملاحظتي الوحيدة لو كان استهداف الاختراعات بشكل أكبر فقط”.
وتضيف نجاة الشامي: “بالرغم من أن الفعالية رائعة، والتنظيم جميل، إلا أنه يفضل لو كان في مكان أكبر من تلك القاعة، لكن، بشكل عام، كان يومًا جميلًا، ووجدت أكثر من شيء مفيد وممتع، ونحن كشباب نتطلع دومًا لهكذا معارض وفعاليات وأنشطة”.