بدأت علاقته بالموسيقى منذ أن كان طفلاً، لاحظت عليه جدته صوتًا فنيًّا سيكون له مكانة خاصة في الأغنية اليمنية.. أيمن قصيلة فنان يمني، له العديد من الأعمال التي بدأ بإنتاجها منذ أن كان طفلاً؛ مزجت روحه بالموسيقى، حتى أصبح اسمه أحد الأسماء الشبابية اللامعة في سماء الفن اليمني الحديث.. له العديد من الأغاني والألحان، أبرزها أغنية “قالت حبيبي” التي حظيت بصدى واسع، وتعتبر من أكثر الأغاني اليمنية الحديثة انتشارًا على مستوى الوطن العربي. فبعد عامين من نشرها أصبحت ترند رقم واحد بين الموسيقى العربية، وزادت مشاهداتها خلال شهرين إلى 14 مليون مشاهدة.
منصة شباب هاوس أجرت هذا الحوار مع الفنان أيمن قصيلة، لنعرف معكم سر نجاح هذه الأغنية، والعديد من محطات مسيرته الفنية ومن هو أيمن قصيلة، وما أعماله القادمة.
حاوره رئيس التحرير/ عاصم الشميري
أولاً: عرفنا بنفسك بالطريقة التي تفضلها؟
- أيمن قصيلة فنان وملحن يمني، بدأت مشواري مع الموسيقى منذ طفولتي، لديّ أعمال مختلفة سعيت من خلالها إلى تحديث الأغنية اليمنية، وأسعى إلى أن يكون لي دور بارز في تقديم الأغنية اليمنية للعالم بقالب خاص بي.
“قالت حبيبي”.. هذه الأغنية برزت على مستوى عربي، وأصبحت متداولة بشكل كبير.. برأيك ما سبب نجاحها ووصولها للناس بهذا الشكل؟
هناك أسباب وعناصر كثيرة ساعدت وأسهمت في هذا الانتشار، أولها الكلمات كانت معبرة جدًّا، بلهجتنا الصنعانية، وبشكل مفهوم بعيدًا عن التكلف في اختيار المصطلحات الصنعانية العتيقة صعبة الفهم.
كذلك جاءت طريقة الحوار بين الولد والبنت منصفة لهما، والجميع خرج راضيًا وكأنها جلسة عتاب وحوار كل واحد عبّر عما بداخله، وانتهى الحوار بسلام.
أضف إلى ما سبق، فإن اللحن كان له دور كبير، فقد حاولت بدوري أن يكون هادئًا معبرًا عن جمال الكلمات بجو شاعري.
والعناصر الأخرى كانت دون تكلف، الأمر الذي خلق روحًا جميلة في العمل من غناء وعزف، وغير ذلك..
لكل هذه الأسباب وغيرها نالت الأغنية إعجاب الجميع، وحظيت بانتشار واسع.
هل كنت تتوقع هذا النجاح والانتشار لأغنية قالت حبيبي؟
نعم، كنت أتوقع هذا النجاح للأغنية لأنها كانت الأعلى مشاهدة على قناتي، لكني لم أتصور أنها ستحقق هذا الوصول للجمهور، ويتم تداولها بهذا الشكل الكبير على مستوى الوطن العربي.
هل تتوقع انتشار أغانيك الاخرى المتواجدة على قناتك مثل ما حدث لأغنية “قالت حبيبي”؟
لدي العديد من الأغاني المختلفة ولكل أغنية بصمتها الخاصة، وأتوقع أن يأتي وقتها ويتم تداولها مثل ما حدث مع أغنية قالت حبيبي، التي أنصِفت، وتم إنصافي من التيك توك والانستجرام، ولهذا أخذت الصدى الواسع، وأعتقد أنه سيتم إنصاف بقية أعمالي والجهد الذي بذلته في إنتاجها.
– ما الذي يسعى له أيمن قصيلة من خلال تقديمه للفن اليمني الخالص بروح حداثية وجديدة؟
أسعى جاهدًا لإيصال فننا المتفرد للعالم بشكل جميل ومواكب للتطور الحاصل في عالم الموسيقى، مع التركيز على صناعة أسلوب خاص بي.
– عمل العديد من الفنانين اليمنيين على تجديد الأغنية اليمنية، وأنت واحد منهم.. ما التجديد بالنسبة لك، وكيف ترى الأعمال التي نُشرت؟
– لديّ وجهة نظر في هذا الموضوع، وقد يختلف معي الآخرون..
التجديد جميل، لكن دون المساس باللحن بتحريف أو تبديل أو تغيير في الكلمات، واللعب بها.
يجب احترام صاحب اللحن الأساسي الذي لولا تميزه ما وصل هذا اللحن إليك، وقررت أن تغنيه.
تخيل أن يكون صاحب اللحن ما زال حيًّا، ويسمع لحنه مشوهًا، بالتأكيد لن يتقبل ذلك.
إذا كنت ستغير في اللحن، وستغير في مقامه، عليك أن تعمل على إيجاد لحن جديد، أفضل لك دون القيام بتغيير اللحن.
والأمر كذلك بالنسبة للكلمات، غير مقبول التغيير فيها، وانتهاك حقوق الكاتب الأول.
جوهر القصيدة وقوّتها في فكرتها، فحين تقوم أنت بتغيير الكلمات، أو التعديل فيها، فأنت بذلك سرقت الفكرة الأصلية، ونسبت القصيدة المشوهة لك، وهذا بالتأكيد أمر مرفوض.
بإمكانك التجديد في الموسيقى، وهذا شيء جميل جدًّا.
وبالنسبة لي توقفت عن تجديد الأغاني التراثية، وفي اعتقادي هذه مهمة وزارة الثقافة، وواجبها أن تشتغل على هذا الجانب، وتعمل على إيصال تراثنا للعالم بشكل جميل واحترافي، فإنتاج الأغنية مكلف جدًّا، ويحتاج إلى إمكانيات كبيرة.
وأنا قررت أن أركز وأجتهد وأشتغل على إنتاج أغانٍ جديدة خاصة بي، أتمنى أن تكون أغاني خالدة، فلكل زمان أبطاله، وبإذن الله أكون أحد هؤلاء الأبطال.
– يواجه العديد من الفنانين اليمنيين الكثير من الانتقادات في ما يخص التجديد.. كيف ترد على هذه الانتقادات، ولماذا لم يتقبل البعض فكرة تجديد الأغنية وإخراجها بشكل جديد ومواكب؟
الانتقادات ستجعل الأغنية اليمنية حبيسة المجالس فقط.. نحن نريد إيصال الأغنية اليمنية للعالم، ومن الضروري أن نتقبل تلك الانتقادات، فهناك من لا يحب النمط القديم المتمثل بالعود والإيقاعات.. نعم هناك عشاق كثر لهذا النوع من الأغاني، ولكن هناك من لا يحبه، وليس صحيحًا أن ترغم الآخرين على نمط يعجبك أنت، وتعممه على الكل، ففي نهاية الأمر هي أذواق، ولا بد أن تكون هناك مرونة في هذا الجانب.
– (الغربة، والحنين إلى الوطن).. كيف يواجه الفنان هذا، وهل سيعمل الفنان أيمن على أغنية تترجم هذا الشعور؟
بالتأكيد الفنان كغيره يواجه هذا الجانب بصعوبة، وبالنسبة لي الغربة كانت صعبة في بدايتها، لكن كعادة اليمني في التأقلم والتكيف ذهبت هذه الصعوبة.
في البداية كنت مشتاقًا للوطن ومتلهفًا للعودة، لكن عندما عدت إليه، أقمت أسبوعين في صنعاء، كان الوضع مزريًا، لم تكن صنعاء التي نعرفها.. شعرت بالإحباط، ومن ثم تقبلت الوضع، وعدت للغربة بروح راضية، وها نحن نحاول أن نعيش أيامنا ونصنع لنا ذكريات جميلة في الغربة، إلى أن يصلح الله حال بلادنا.. مشكلتنا أننا نضيع لحظاتنا وحاضرنا في الانتظار، فيمر العمر ويذهب معه حاضرنا ومستقبلنا.
وإجمالاً، أنا في الحقيقة أشعر أنني تكيفت مع الغربة وتصالحت مع نفسي.
– هناك العديد من الشعراء اليمنيين الشباب الذين برزوا على مستوى عربي و محلي.. ما رأيك بهؤلاء الشعراء، ومع من ستكون أعمالك القادمة؟
الشعراء الجدد أثبتوا أنفسهم بقوة، وأنا ممن يحبون الوجوه الجديدة المبدعة.
– حدثنا عن أعمالك الجديدة.. وهل سيكون هناك تعاون على مستوى عربي؟
الاختيار الآن أصبح صعباً بعد أن حققت أغنية قالت حبيبي هذا الوصول الكبير، لجمهور من مختلف الجنسيات والذائقات، لكن أتوقع أن عملي القادم مع الشاعر عبدالله الشريف، شاعر أغنية “قالت حبيبي”، أشعر أن بيني وبينه كيمياء جميلة، وبالتأكيد مع بقية الشعراء الذين عملت معهم، ولكن عبدالله أكثرهم، لأن هناك أعمالًا ناجحة تربطني به، أبرزها “قالت حبيبي”.
ولا يمنع أيضا أن أعمل على تجهيز عمل باللهجة الخليجية، بإذن الله ندخل السوق الخليجية بحكم تواجدي في السعودية التي تعتبر الآن مركزًا كبيرًا للفن والفنانين، خاصة بعد التطورات الكبيرة التي حصلت فيها.
– ساهمت السوشال ميديا في وصول الأغنية اليمنية بشكل أكبر بعد أن شهدت ركودًا لمدة طويلة.. كيف ترى انتشار الأغنية اليمنية، وهل سيساهم هذا الانتشار في وصول الفنانين اليمنيين إلى مستوى عربي وعالمي؟
لولا السوشال ميديا، لما وصلت الأغنية اليمنية إلى أي مكان، ونحن ندرك تمامًا أن الدولة لن تقدم أي دور للأغنية اليمنية.
السوشال ميديا عظيمة جدًّا، ولها الدور الأول والأبرز في نشر الأغنية اليمنية، فحين كان الفن حكرًا على الجهات الرسمية والمعنية بهذا الشأن،
كان الوصول للجمهور صعب جدًّا، ولكن بوجود السوشال ميديا فتحت الباب بمصراعيه للجميع، دون محسوبيات ولا مجاملات ولا مصالح.. معك فن محترم تفضل قدّمه وانشر في أي وقت، والجمهور هو الحكم والمعيار الحقيقي.
والأغنية اليمنية انتشرت بقوة وبجهود بسيطة وذاتية في ظل وضع لا يشجع أبدًا على الإنتاج، فلا دولة تدعمك، ولا شركات إنتاج ترعاك..
فعلى سبيل المثال أغنيتي “قالت حبيبي” ها هي تكتسح برنامج التيك توك حتى اللحظة، وهي ترند، ومجموعة كبيرة جدًّا من المشاهير يصورون عليها، وهناك ردود من كل الدول العربية يثنون على فننا، ويقولون كلامًا جميلًا جدًّا، وهذا يعني وصول الأغنية اليمنية، وذلك يعود لدور السوشال ميديا كما تحدثت سابقًا.
– ما الذي ينقص الفنان اليمني ليعبُر بالأغنية اليمنية إلى الساحة العربية والعالمية؟
ينقصه مؤسسات وشركات تحتويه، ومدارس أكاديمية معترف بها تجهزه وتدربه.
– ما مصدر استلهام الفنان اليمني لألحان أغانيه الجديدة؟
الحس الفني، وسماع الفن اليمني بأنواعه واختلافاته.
– ما أبرز العقبات التي يواجهها الفنانون اليمنيون؟
بالتأكيد العقبات تكمن في الجانب المالي وسوء الأوضاع، سواء في اليمن أو الغربة؛ لأن إنتاج الأغنية مكلف، والاستمرارية صعبة في ظل عدم وجود جهة داعمة.
– جميعنا يعرف أن الفنان اليمني هو من يقوم بإصدار أغانيه بجهد وتمويل شخصي.. ما سبب عدم وجود شركات إنتاج منظمة في اليمن، وما رأيك بغياب دور الدولة في تشجيع الفنانين ودعمهم؟
غياب شركات الإنتاج بسبب عدم وجود سوق عندنا لهذا النوع من الاستثمار، والتفاصيل كثيرة كلها تصب في حالتنا المعيشية، وغياب الدولة عن أبسط الاحتياجات.
– حدثنا عن أهدافك وطموحاتك المستقبلية؟
أهدافي وطموحاتي كبيرة، وأنا في طريقي لتحقيقها بإذن الله.. “أيمن” اسم بارز في الفن اليمني، وصاحب مدرسة خاصة “الفن اليمني المعاصر”.
– كلمة أخيرة تود قولها؟
أشكر منصة شباب هاوس لاهتمامها الكبير وحرصها على مواكبة القضايا الشبابية باختلافها، وأخص بشكري رئيس تحرير المنصة الصديق عاصم الشميري على كل جهوده واهتماماته، ولكل طاقم المنصة.