رئيسيشبـاك

الأموي.. وجه كوميدي جديد يدهش الجمهور

شباب هاوس.. رأفت الوافي
قد لا يعرف الإنسان أنه موهوب إلا من خلال الناس، فيكون للبيئة والأسرة دور مهم في صقل وتنمية موهبته، كما قد يكون للتقليد دور أيضًا في تكوين بذرة الإبداع لكل شخص يمتلك مهارة أو موهبة ويسعى خلفها، كالممثل الكوميدي الشاب محمد الأموي، حيث بدأ حياته الفنية بتقمص أدوار الآخرين منذُ الصغر، ليصبح اليوم أحد الموهوبين والمبدعين الذين برزوا، مؤخرًا، من خلال المقاطع المصورة والأفلام القصيرة التي تناقش القضايا الاجتماعية بأسلوب فني ساخر .
من التقمص إلى الحقيقة
يشكل الدعم النفسي والمعنوي واحدًا من أهم أسباب عوامل النجاح لكل الأشخاص، خصوصًا الموهوبين، وذلك لصقل مواهبهم ومهاراتهم، لا سيما الدعم الأسري الذي كان سببًا في نهضة الكثيرين من المبدعين كـ محمد عبدالحكيم الأموي.
يروي محمد الأموي، في حديثه لـ”شباب هاوس”، عن بداية نجاحه بالقول: “منذُ طفولتي وأنا أتقمص أدوار الممثلين، وأجيد لعب تعابير الآخرين، فكنت كلما أتقمص كلام أو حركة أي شخص أنال إعجاب الأسرة، ويستمتعون بالأداء الذي أقوم به، فشكّل هذا الدعم صورة ذهنية ورغبة في التمثيل، وخلق لديّ الميول للعمل الكوميدي، فاستمرّيت فيه”.
لم يقتصر إبداء الإعجاب والاستمتاع بما يقوم به محمد على الأسرة فقط، بل توسعت الدائرة إلى الأصدقاء، ومن ثم المدرسة؛ مما ساهم في تعزيز ثقته بنفسه.
يتابع محمد: “كنتُ كلما أجتمع بأصدقائي يطلبون مني تقمص شخصية معينة، وبعدها بدأت بتمثيل المسرحيات في المدرسة؛ مما دفعني للإصرار على مواصلة العمل الفني”.
استمر الأموي في شق طريقه الفني بجهود ذاتية، من خلال إنشاء قناة على منصة اليوتيوب، وإنزال مقاطع مصورة عليها تحاكي الواقع المعاش بمختلف أنواع القضايا الاجتماعية والشبابية، منها غلاء المهور، وارتفاع الأسعار، والانفلات الأمني، وغيرها الكثير من الأحداث، مما ساعد في  ظهوره على منصات التواصل الاجتماعي.
صناعة المحتوى
لم يكتفِ الأموي بنشر المقاطع المباشرة على يوتيوب فقط، بل ساهمَ في صناعة محتوى، والبدء بكتابة سيناريوهات لأفلام قصيرة هادفة تحاكي واقع الحياة التي خلفتها الحرب، والحد من أضرارها وآثارها في المجتمع ككل.
يقول محمد: في البداية كنت أسجل مقاطع مباشرة، بعدها قررت توطيد الأفكار إلى واقع من خلال تمثيل أفلام قصيرة، ومنها توسيع وتطوير للخبرة.
لم يكن من السهل على شاب مبتدئ أن يقوم بكتابة سيناريو، وإعداد مشاهد، واختيار شخصيات مناسبة إلى جانبه لتأدية الأدوار.. ورغم تكاليف العمل وشحة الإمكانيات، إلا أنه استطاع ذلك من خلال مساعدة صديق له.
يضيف الأموي: واجهتُ الكثير من الصعوبات في بداية أول عمل، سواءً من ناحية نقص أدوات التصوير، أو مراجعة المحتوى، لكن بمعية صديقي محمد هلال، والذي كان له الدور الأكبر – بعد الله – في نجاح الفيلم القصير “الدولة – راجع الجزء الأول”، والذي يحكي عن عودة الدولة، حيث كان له صدى على منصات التواصل”.
استطاع الأموي خلال فترة قصيرة من العمل حشد الكثير من الجماهير والمتابعين له في مختلف منصات التواصل الاجتماعي؛ مما دفعه للمزيد من الأعمال التي تناقش العديد من القضايا في المجتمع.
يشير محمد إلى أن تناوله لهذه القضايا مستوحىً من صلب المجتمع، ومن المعاناة المعاشة، خصوصًا  في ظل الحرب التي خلفت العديد من المشاكل.. مشيرًا إلى أنه يجب على الجميع أن يعمل على تقويض هذه القضايا وإيصالها للجهات المختصة، وتوعية المجتمع منها بشتى الوسائل المتاحة.
دور التكنولوجيا في ظهور المواهب
أتاح التطور التكنولوجي من خلال منصاته المتعددة خلق فرص كبيرة لتسويق المواهب الفنية والثقافية، كما أن له دورًا مهمًّا في إبراز الكثير من الموهوبين، وصنّاع المحتوى في جميع أنحاء العالم، الذي أصبح  قرية صغيرة نستطيع التجول فيها ومعرفة كل ما يتداول حوله.
وبفضل هذا التطور عرفنا محمد وغيره الكثير من المبدعين.
من التقمص إلى الحقيقة، ثم إلى منصات التواصل الاجتماعي، ومن خلال المشاهد والأفلام والمسرحيات، وصل الأموي إلى شاشة التلفاز عبر برنامج فزعة شباب، والذي يُبث على قناة “يمن شباب” الفضائية كل أسبوع، وهو برنامج يحث الشباب على تعلم الحِرف والمهن.
يؤكد محمد أنْ لا شيء مستحيل طالما هناك دافع لكل شخص يمتلك موهبة ويسعى خلفها، ويعمل على تنميتها، والأهم من ذلك ثقة الشخص بنفسه وإصراره على النجاح.
الجدير بالذكر أن للأموي العديد من الأفلام القصيرة التوعوية والساخرة، الذي استطاع من خلالها حشد جمهوره الخاص، ومنها فيلم الأسرة السعيدة، والدولة – راجع الجزء الأول والثاني، وفلاشة غفوة، وغيرها الكثير، بالإضافة إلى مشاهد توعوية حول فيروس كورونا، ومحاربة الغش.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى