رئيسيغير مصنفمساحة خضراء

دور هامشي للشباب العربي في مؤتمر المناخ COP27

طارق حسان

مؤتمر المناخ يعدّ بمثابة الاجتماع الرسمي للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، لتقييم التقدم المحرز في التعامل مع التغير المناخي، حيث عقد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ (COP27) في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية الشقيقة في الفترة ما بين 6 وحتى 18 نوفمبر الماضي، ويجتمع في المؤتمر رؤساء وقادات أكثر من 196 دولة من العالم.

 

وتضمن المؤتمر عدة أهداف:

 – الأول: التخفيف من ظاهرة التغير المناخي وعمل البلدان على خفض انبعاثاتها الكربونية.

الثاني: التكيف مع التغير المناخي، ومساعدة الآخرين على ذلك.

الثالث: وهو تمويل المناخ الذي يواجهون من خلاله الخسائر والأضرار المترتبة على التغيرات المناخية.

حضور غير مشجع والسبب الحكومات

لم يكن حضور الشباب  العربي على مستوى مؤتمر المناخ بالشكل المطلوب، لكن ذلك لا يعود إلى الشباب أنفسهم بقدر ما هو عائد إلى الحكومات العربية وإحجامها عن دعم الشباب العربي، فباستثناء ثلاث حكومات، لم تكلف بقية الحكومات العربية نفسها بدعم الشباب والتكفل بنفقاتهم للحضور والمشاركة في المؤتمر، ولعب دور مهم من قبلهم، حيث لا يستطيعون تغطية تلك النفقات.

لكن ما أهملته الحكومات العربية تكفلت به المنظمات وشبكات الشباب والمجتمع المدني، والتي لعبت دورًا محوريًّا في دعم مشاركة الشباب العربي من مختلف الدول العربية في مؤتمر المناخ.

على سبيل المثال عملت شبكة الشباب العربي للتنمية المستدامة على دعم العديد من الشباب العرب للمشاركة في المؤتمر، وتبنت حدثًا جانبيًّا وجلسة نقاشية في جناح الشباب والأطفال بعنوان (دور الشباب العربي في العمل المناخي)، وذلك باستضافة شباب عرب من كل من البحرين والأردن والسعودية واليمن والمغرب، وذلك للحديث عن دورهم الفعال في العمل المناخي والتجارب السابقة التي قاموا بها، وفي كيفية حشد ودعم مشاركة الشباب العربي في العمل المناخي.

وفي الجلسة، أكد المتحدثون وجود تحدٍّ كبير يواجه الشباب العربي، وهو تجاهل الحكومات لدعمهم ومشاركتهم، داعين الدول العربية وجامعة الدولة إلى استغلال إقامة مؤتمر المناخ القادم COP28 في الإمارات لدعم وتمكين الشباب للقيام بأدوارهم القيادية ودعمهم كمفاوضين للمناخ وإشراكهم في المفاوضات وفي اجتماعات المجموعة العربية التي ستقام يوميًّا أثناء مؤتمر المناخ، حيث سيكون هناك تفاعل بارز من جميع أطياف وفئات الشباب من مختلف الجنسيات.

كما تم التأكيد في الجلسة النقاشية على ضرورة تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، وكذا تفعيل دور الشباب في مجتمعاتهم.

بالإضافة إلى الجلسة النقاشية، عقد الشباب العربي والأجنبي المشارك في مؤتمر شرم الشيخ لقاء مع وزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة شما المزروعي، وحثوا في حديثهم معها على تبنّي الإمارات دعم ومشاركة الشباب العرب في المؤتمر القادم.

بدورها، أفادت المزروعي بأن الإمارات سوف تعمل على دعم الشباب العرب ليكون لهم دور بارز في مؤتمر المناخ COP28.

وقالت: بصفتي خبيرًا ومشاركًا في مؤتمرات المناخ، يمكنني القول إن هناك نقصًا كبيرًا في المشاركة بين الشباب العربي في مفاوضات COP مقارنة بالمناطق الأخرى من العالم.. في المتوسط، حضر ما بين 10-30 شابًا من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مؤتمرات الأطراف السابقة، باستثناء COP18 وCOP22 اللذين عُقدا في قطر والمغرب على التوالي.

أسباب أخرى

هناك أسباب أخرى أيضًا وراء انخفاض مشاركة وانخراط الشباب العربي في الساحة المناخية الدولية، مثل قلة المناصرة والوعي بأهمية تغير المناخ لدى الشباب العربي، ونقص من مشاركة الشباب في برامج التخفيف من تغيّر المناخ والتكيف معه على المستوى الوطني، فضلاً عن معدلات البطالة المرتفعة والصراع، الأمر الذي يجبر الشباب الإقليمي على التركيز على احتياجاتهم اليومية بدلاً عن مكافحة تغير المناخ.

منظمة YOUNGO

الجدير ذكره أن منظمة YOUNGO، والتي تعتبر المنسقية للشباب والأطفال تحت مظلة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي UNFCCC، تنظم في كل عام منتدى شبابيًّا للعمل من أجل التمكين المناخي (ACE) الذي يوفر مساحة للشباب لمشاركة أفضل، ولممارسات التمكين من أجل العمل المناخي وتجاوز التحديات وفرص الشراكة، وذلك بناء على المادة 12 من اتفاقية باريس الخاصة بالتغيرات المناخية.

وتحدد المادة 6 من الاتفاقية ستة محاور لتحقيق أهداف التمكين والمشاركة، وهي: التعليم، التدريب، وصول الجمهور إلى المعلومات، الوعي العام، المشاركة العامة، والتعاون الدولي بشأن العمل المناخي. مجموع هذه العناصر الستة يشار إليه باسم “العمل من أجل تمكين المناخ”، أو باختصار “ACE”.

معوقات

بالإضافة إلى ما ذُكر من صعوبات ومعوقات، حالت دون تمكن العديد من الشباب العربي من المشاركة في مؤتمر المناخ COP27، هو أن عملية الاعتماد الرسمية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عبر المنظمات غير الحكومية المعتمدة لا تسمح للجميع بالمشاركة، وفي الوقت نفسه تم تقييد بعض المنظمات الشبابية المعتمدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعدد صغير من الأشخاص بموجب الحصة المحددة من قِبل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي تسمح أحيانًا لشخصين فقط بالمشاركة، مما يحد من إمكانية مشاركة الشباب في مؤتمر الأطراف.

ومن أهم المعوقات كذلك الوصول المحدود إلى الفرص بين الشباب العربي، حيث إن مستويات مشاركتهم تعتبر من أدنى المستويات في العالم؛ نظرًا لأن حكوماتهم غالبًا ما تحظر الاحتجاجات العامة، حتى عندما تكون سلمية، فلا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن قلةً هم من يسيرون في الشوارع، وأن التغطية الإعلامية والتقارير والاهتمام تكون محدودة عندما يتعلق الأمر بالمناخ.

في النهاية، على الرغم من هذه التحديات، ورغم أهمية الحدث، وجدنا أن دور ومشاركة الشباب العربي في COP27 ما زالت محدودة، وهو ما انعكس على القيام بدورهم الفعال في المفاوضات وغيرها من الأحداث الجانبية أثناء المؤتمر، على العكس من مشاركتهم أثناء مؤتمر الشباب السابع عشر (COY 17)، والذي أقيم في الفترة بين 3 – 6 نوفمبر الماضي، أي قبل البدء بأعمال مؤتمر المناخ COP 27، ويرجع سبب ذلك لعدم دعم الحكومات العربية وتشجيع الشباب على الحضور والمشاركة بنشاط في مؤتمر المناخ، وكذلك للعمل عل بناء القدرات لمكافحة التغيرات المناخية في بلادهم.

ونظرًا لأن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تستعد لتجربة تأثيرات مناخية مدمرة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات الحالية، فمن الأهمية العمل على إشراك الشباب، ودعم المنظمات الشبابية العربية لمساعدتها في الدعوة لتغير المناخ في العالم العربي، وأيضًا دعم الشباب العربي من خلال المشاركة، ولعب دور مهم في مؤتمر المناخ القادم الذي سوف يُعقد  في المنطقة.

ونتيجة لذلك، سوف يتمكن الشباب بالعمل من أجل المناخ، والذي سوف ينعكس من خلال المشاركة النشطة في تطوير البرامج والسياسات للتخفيف من آثار تغير المناخ في بلدانهم.

باللغة الانجليزية

https://shababhouse.net/2023/08/30/the-role-of-arab-youth-in-cop27/

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى