رئيسيغير مصنف

في ذكراها الـ61.. “سبتمبر” شعلة تتقد في أعين الشباب

تقرير/ عمران مصباح

تعتبر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر أحد أعظم الأحداث في التاريخ اليمني، هذا إذا لم تكن الحدث الأعظم على الإطلاق، وذلك لما أحدثته في الواقع اليمني، حينها، من تغيير جذري  انتقل فيه الشعب اليمني من مجتمع مرتهن لعائلة تدعي الحق الإلهي في الحكم، وتعتمد التجهيل، وطريقة حكم غاية في التقادم، والظلامية، إلى مجتمع يحكمه النظام الجمهوري، ساعد البلد في الالتحاق بالعصر القائم على منح الحرية للمجتمع، والمساواة في ما بينهم للوصول إلى السلطة والثروة، وحصول كل أفراده على التعليم.. مرت هذه الذكرى بفتور إلى حد ما في بعض السنين، لكن، ومع وصول جماعة الحوثي إلى السلطة نهاية 2014، والتي تمثل نظام ما قبل ثورة سبتمبر، أدرك المجتمع الإنجاز الذي تحقق قبل ستة عقود، مما دفعه لإعادة الاعتبار لهذا اليوم، وأصبح عامًا بعد آخر، يرتفع الاحتفاء به كنوع من مناهضة الحاضر السيئ.

الشباب اليمني، وعبر منصة شباب هاوس، عبروا عما يعني لهم هذا اليوم في الذكرى الواحدة والستين لصناعة هذا الفعل العظيم..

“سبتمبر”.. هي كل شيء لليمن

بشكل، أو بآخر، يعتبر اليمن الموجود الآن هو نتيجة لهذا الحدث العظيم.. جمال الصبري، يدعم هذه الفكرة، قائلاً: “ثورة سبتمبر تعني كل شيء لليمن، سواء الماضي، أو الحاضر، أو المستقبل، نحن موجودون بفضلها، وفرت لنا التعليم، والطرقات، والمستشفيات، وحققت لنا الحرية، والديمقراطية والتعددية.

لقد نقلت البلد إلى الحياة الحديثة، ولولا هذه الثورة، لكانت اليوم في أسوأ وضع ممكن”.

تعتبر سلطة الحوثي، إمامية، سواء صرح بذلك، أم تحفّظ على هذا الأمر، يقول الصبري: “ما يصنعه الحوثيون، هو الثورة المضادة الثانية، بعد الأولى التي حصلت سابقًا فور قيام الثورة، وامتدت لأعوام، وانتهت بالاتفاق، لكن الإمامين بقوا يبطنون هدفهم، ويعملون على تحقيقه، وعملوا لأجل ذلك خلال ثلاثة عقود بكل الوسائل، من داخل الدولة، وخارجها”.

ويجد الصبري في هذا الوضع تهيئة لنضال حقيقي يستعيد البلد، ويحقق ما لم يتحقق عقب ثورة 26 سبتمبر.

وعن أبطال ثورة 26 سبتمبر، والذين كان نسبة كبيرة منهم من فئة الشباب، يقول جمال: “هناك أبطال لهذا الحدث العظيم، ولم يحصلوا على حقهم من التقدير؛ لذا يجب إعادة الاعتبار لهم، لإلهام الشباب، لقد كانوا أبطالًا حقيقيين، ومن كل الأعمار، وبالأخص الشباب، والذين برز دورهم أكثر في حصار السبعين، وهي اللحظة الأصعب للجمهورية، وأنقذها صغار الضباط من السقوط”.

“سبتمبر”.. لقاح للحماية من مرض الحاضر

للثورة اليمنية 26 سبتمبر، فوائد عظيمة، من ضمنها الاحتماء من عودة الماضي، كما تقول وئام الطيري، والتي تعتبرها لقاحًا يتصدى للمرض، مضيفة: “ثورة 26 سبتمبر رغم أنها حدثت في الماضي، وقبل أن أخلق، لكنها الأمل لنا، بل والمستقبل، لأنها ستظل سلاحنا القوي لمواجهة كل الصعاب، وهي بمثابة اللقاح أمام ما شاهدناه خلال السنوات الأخيرة، بحيث إنه مهما حصل، لا يمكن للمرض العودة مجددًا بعد أخذ اللقاح، وحتى إن عاد سيعود، وقد فهمنا جيدًا كيف نقاوم هذا المرض، والمرض هي الإمامة، وبشكل عام، مرة تلو أخرى، وسيتم اجتثاث المرض أيًّا كان، ومن جذوره، ولن نراه مجددًا”.


أما عن الشعور اتجاه أبطالها، فتقول وئام: “الإنسان يشعر بالامتنان دائمًا لمن يقدم له شيئًا، ومثلما نشعر بالامتنان من الدكاترة والطواقم الطبية الذين يسهرون لمساعدة المرضى، ومحاولة إيجاد الحل الذي يجعل الجميع يتجاوز محنة المرض، ومن ثم نفرح ونحتفل بابتكارهم للعلاج، أو للقاح، على نفس السياق في المثال، نشعر بالامتنان لثورة 26 سبتمبر، والتي غيرت بلدًا بالكامل، ولا يمكن نسيان الأبطال البواسل الذين بفضلهم عرفنا الحرية، وسلكنا طريق الحياة بعد أن كان لا فرق بيننا وبين أي ملكية من ممتلكات أحدهم يومًا ما، ولا أستطيع تخيل الوضع الذي سنكونه فيما لو لم تحدث هذه الثورة العظيمة، ولربما بقينا غارقين في تلك الحقبة، في لحظة العالم يصعد للفضاء، ويخترع التكنولوجيا، ويتطلع للتواصل مع كائنات الفضاء”.
ليس سيئًا ما يحصل حاليًّا، بقدر ما هو جيد لأجل العلاج النهائي، هكذا تقول وئام الطيري، وتضيف: “أحيانًا نكره “الحمى” والإنفلونزا، ولكن لولاها ما اكتشفنا المرض، وفيها يقوم الجسم بالتخلص من كل الجراثيم، والأوسخة من أجسادنا، ولا يمكن لشيء أن يضر بقيمه الثورة العظيمة، فقط الجسد معتل ومريض، وبقي يعاني من اضطراب المناعة المزمن، فوجد هذا الواقع المعاش، لكن ما يحدث الآن لا بد أن يأتي جيل جديد خالٍ من اضطراب المناعة بحيث يسدد ضرباته بالاتجاه المناسب، وبهذا تكون خطوات العلاج قد اكتملت، ونتخلص أخيرًا من هذا المرض العضال المدعو إمامة، والمتجسد تحت مسمى حوثي”.

عودة الإمامة الثانية عززت عظمة الثورة

هناك إدراك واسع، ومتأخر لقيمة سبتمبر، وبالتحديد، حصل مع الشباب مؤخرًا عن ذلك، يقول عمر النهمي: “صحيح أنني لم أعاصر عهد الإمامة التي قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر للتحرر منها، لكنني، وبعودة النسخة الثانية منها عرفت عظمة هذه الثورة التي غُيبت كثيرًا، عن الذاكرة اليمنية بعد قيامها، وكانت الاحتفالات بها احتفالات شكلية دون التطرق لرموزها، وعظمتهم، والنضال والتحديات التي خاضوها لأجل تحقيقها”.


عن فوائد الحاضر السيئ، في تعزيز قيمة ما حصل في سبتمبر، يقول عمر: “عودة الإمامة بنسختها الثانية المتمثلة بجماعة الحوثي وانقلابهم على أهداف سبتمبر، والتي أبرزها الحرية والديمقراطية، لم تضر بقيمة سبتمبر، بل زادت من قيمته في قلوب الجمهوريين، حيث لم نكن نعلم عن سبتمبر سوى الاحتفالات الكرنفالية، حتى أتت هذه الجماعة، وأثبتت لنا أن أعظم الأعياد بالنسبة لليمنيين هو سبتمبر التحرير، كما أن ممارسات مليشيا الحوثي الانقلابية من قتل وتدمير ونهب وتجويع للشعب اليمني ستولد ثورة عليه عاجلاً أو آجلاً، وستكون هذه المرة أشد وأنكى؛ لسبب واحد هو أن الشعب صار واعيًا ومدركًا لخطر هذه السلالة، ومشروعها الكهنوتي، كما لم يكن من قبل، أي بعد قيام ثورة سبتمبر”.

الاحتفاء بالثورة جزء من المقاومة

هناك إعادة تعريف جذرية لدى الجيل الجديد بخصوص 26 سبتمبر، والذي معه أصبح الوعي يرتفع عامًا بعد آخر بأهمية هذا اليوم، تعبر منال شرف عن شعورها اتجاه ذلك، قائلة: “إنه يوم عظيم، وخالد في قلوب الجميع، فهي ثورة قامت لدحض الإمامة، وهذا يدل على تكوين وعي جيد للشعب بأن الوطن ليس قطعة أرض تتملكها سلالة أو طائفة، وتتداولها فيما بينها، بل إن الوطن وخيراته، وموارده للجميع، والاحتفاء بهذا اليوم تذكير واضح بأن مشروع الحوثي وادعاءهم استحقاقية السلطة الإلهي مجرد وهم”.

تضيف منال شرف عن معنى هذا الحدث التاريخي في اليمن، والمتمثل بالمقاومة، قائلة: “ثورة 26 سبتمبر ليست مجرد يوم، هي قيمة باقية ما بقيت الجمهورية، وتذكير مستمر بأهداف الثورة الستة، وأن الحوثيين امتداد للإمامة التي قامت ضدها الثورة، الأمر الذي يجعل من الاحتفاء ب 26 سبتمبر جزءًا من المقاومة والفعل المجتمعي المهم في معركة الوعي لاستعادة الوطن”.

مثل الشباب نسبة عالية ممن صنعوا ثورة سبتمبر، عن ذلك الأمر تقول منال: “الشباب هم الصفوف الأولى دائمًا ضد الظلامية والاستبداد، وكل رموز 26 سبتمبر، ومنهم الشباب، يعدون فخرًا ورموزًا ينبغي أن تدوّن في المناهج الدراسية، وتعلم منذ الصغر قيم الثورة وأهدافها الستة”.

ثورة سبتمبر أحدثت تحولًا تاريخيًّا في اليمن

الجميع يمجد سبتمبر.. وعن سبب هذا التمجيد والتعظيم، وعما أحدثته الثورة، يتحدث محمد الكرامي، قائلًا: “أهم التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية في المجتمع اليمني حدثت بفضل ثورة ٢٦ سبتمبر.. عزل الإمام يحيى اليمن عن العالم بحجة الصمود في مواجهة الغرب الكافر، وصنع أكبر مأساة في العصر الحديث أطلق عليها الزبيري اسم “مأساة واق الواق”، ولكن الكارثة الآن مضاعفة في ظل سيطرة الحوثي، حيث استعادوا إرث العار والعيب والتحقير والتجويع الذي ميز عهد الإمامة، وعزلوا اليمن مجددًا عن العالم، وارتكبوا أبشع الانتهاكات”.

وعن عودة الاعتبار لثورة 26 سبتمبر، والتي حصلت مع عودة الإمامة، وأهمية هذا الأمر، يقول الكرامي: “بالتأكيد هذا الاستحضار الثوري لذكرى ٢٦ سبتمبر مؤشر عظيم، لكنه يعني أيضًا في جزء منه أن هناك الكثير من الانتهاكات التي ترتكبها جماعة الحوثي ضد اليمنيين، وهو ما يدفعهم إلى بذل المزيد من الحماس للدفاع عن ثورة ٢٦ سبتمبر ورموز هذه الثورة المجيدة”.

ثورة سبتمبر تمثل كل المعاني العظيمة

يمثل سبتمبر الكثير لليمنيين، وذلك لما حصل بعده، عما كان قبل هذا اليوم، تقول سماء الفضلي عن الثورة: “هي الكرامة، والمجد، والتخلص من الاستبداد، واستطاعت نقل اليمن من واقع مظلم إلى النهضة والعلم والتنمية، وكل قيمة عظيمة”.

وعن قيمة الاحتفاء بهذا اليوم، تقول سماء الفضلي: “يمنحها قيمة مضافة لأن الناس كادت أن تنسى ما قام به “سبتمبر”، ومكاسبه، لكن عندما سيطر الحوثي، بهذه الطريقة الاستبدادية التدميرية لكل القيم، والمقدرات، والمكتسبات الوطنية، عاد المجتمع إلى الدفاع والحفاظ على مكتسبات الثورة”.

لا يمكن أن تصنع ثورة دون وجود أبطال، يتصدرون المشهد بطريقة نضالية عظيمة.

عن أبطال الثورة، تقول سماء: “ثوار حقيقيون ضحوا بأرواحهم، وكل ما يملكون في سبيل إنقاذ الشعب اليمني، من بؤرة التخلف، والجهل، والاستبداد”.

“سبتمبر”.. ولادة جديدة للبلاد

في امتداح سبتمبر، يتحدث نصر صبري، قائلاً: “كانت فجرًا أشرق المجتمع عليه، الجمهورية استعادت البلد من غياهب الظلام التي كانت جاثمة على صدرها طيلة سنوات عديدة من التقويم الكهنوتي، والذي كان كابوسًا مروعًا للبلاد، لقد ولدت البلاد من جديد، في فجر سبتمبر المجيد انقضى نحب الظلام الدامس وطلاسمه، واجتاح أرجاء الجمهورية ضوء سبتمبر المجيد”.


يضيف نصر عن عودة الحوثي، وأثر ذلك على الثورة، ونضال أبطالها، قائلاً: “عودة أحفاد “الكهيوعسقبلية” كانت انتكاسة، وحادثة مؤسفة في مقابل الكفاح الذي قدمه أحرار حقبة سبتمبر المجيدة، لكن هذا لا يلغي بتاتًا جهود من صنعوا سبتمبر، فسبتمبر لا يزال فكرة بل روحًا تسكننا، وشعلة لا يمكن إطفاؤها بداخلنا، ففي النهاية قانون الطبيعة يقول لكل فعل رد فعل، وإن كان هناك كهنوت جديد، فالأحرار موجودون، يفنى الأبطال في ساحات الحق، وتبقى تضحياتهم مصدر إلهام لكل جيل سيولد، وفكرة الحرية تبقى مناهضة للظلم في كل زمان ومكان مهما اختلفت الأسباب”.

“سبتمبر”.. الشعلة التي أضاءت حياة اليمنيين

عن الفترة التي تعيشها اليمن، وارتباط سبتمبر الكبير فيها، وعدم معرفة ما الذي حققته هذه الثورة، تتحدث ندى عون، قائلة: “على الرغم أن ثوره 26 سبتمبر، وإلى فترة قريبة، لم تكن حاضرة إلا في قلوب القليل من الأجيال الجديدة، إلا أنها تعني ميلاد اليمن الحقيقي، ميلاد الحرية والتعليم والخروج من دائرة الظلم و التخلف و الجهل.

أيضًا، الأوضاع التي يمر بها اليمن من حروب وتمزق جعلتنا ندرك قيمه هذه الثورة أكثر، ومهما حاولت أي قوه للتقليل من شأنها، وتمزيق الوطن، والمحاولة لإلغاء الاحتفال بها، إلا أننا متمسكون بجمهوريتنا، وثورتنا، ومبادئنا تمسكًا لا حدود له”.

فضلت ندى عون باختتام حديثها عن هذه المناسبة باقتباس أبيات البردوني:

“لا البدر، لا الحسن السجّان يحكمنا،

الحكم للشعب لا بدر ولا حسن

نحن البلاد وسكّان البلاد وما،

فيها لنا، إنّنا السكان والسكن”

وتضيف أن هذه الأبيات تمثل مشاعرها عن الثورة، وأن سبتمبر هي الثورة الأم لليمنيين، والشعلة التي أضاءت لهم الحياة، وفيها أتيح للكثير من اليمنيين بتذوق السكر بعد مرارة الأيام التي استمرت لقرون.

ثورة سبتمبر بوصلة للنضال في وجه الظلم

ما يميز سبتمبر هو الإجماع الوطني، أي أنه يمثل كل أطياف المجتمع، وليس فئة ما، أو طائفة، أو عرقية.. عن معنى سبتمبر، يقول محمد الكمالي: “بالنسبة لي وكواحد من أبناء اليمن الكبير، تمثل لي ثورة 26 سبتمبر بوصلة النضال والكفاح في وجه الظلم وصنوف القهر من عنصرية ومناطقية وما دونها، سبتمبر هي ثورة ووحدة اليمن معًا، ومن شعلتها قامت ثورة 14 أكتوبر، ثم إعلان الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990، يمكنني الدخول في حيثيات أي نقاش عدا 26 سبتمبر، فهي الثورة والقدر الذي استجاب له الشعب”.

وفيما يخص جماعة الحوثيين، وانقلابها في 21 سبتمبر من العام 2014، يتحدث محمد الكمالي قائلاً: “كان طعنة موجعة في جسد الجمهورية التي مرضت وعادت بها الظروف لسنوات إلى الوراء، لكنها لا تزال تتمسك بأهدافها وبريقها، وما يزال أبناؤها يدركون قيمة ما أنجبت لهم من حرية وكرامة.

نحن اليوم في القرن الواحد والعشرين، ولن يقبل أحد بأي خرافات طائفية ومناطقية، لكنني أجزم بأن أهداف وغاية ثورة 26 سبتمبر لم تكن فقط ضد فئة أو جماعة معينة، ولن تكون مناطقية أو طائفية، كانت لليمن الكبير، ولكل اليمنيين، وضد أي ظلم ومهانة أينما وجدت”.

وعن النضال الذي تم من قِبل أبطال ذلك الجيل، يقول الكمالي: “إنا على دربهم لسائرون، هذا هو الوعد الذي سيبهجهم لا شك، من علي عبدالمغني إلى الهندوانة والسلال وغيرهم، قدموا تضحيات صنعت تاريخ أمة تحيا بالعزة والكرامة قبل رغيف الخبز”.

“سبتمبر”.. شكلت هوية اليمنيين

قدم سبتمبر الكثير من القيم التي ينظر لها الشباب بأنها تعبر عنهم، وتمثلهم.. سارة العولقي تقول عنه: “سبتمبر هويتنا الجمعية، ودائمًا ما أقول لنفسي ولمن حولي بأني ابنة اليمن الكبير، اليمن الجمهوري، يمن الوحدة، يمن سبتمبر وأكتوبر، ونوفمبر، يمن سبأ وحمير ومعين”.

يحكم اليمن في الحاضر نظام يقع في الضفة المناهضة لنظام الجمهورية، عن ذلك تقول العولقي بأنه أيقظ في داخل كل يمني القيمة الحقيقية لدولة الجمهورية والتعددية والديمقراطية.

وعن أبطال ثورة سبتمبر تقول سارة: “أشعر بالاشتياق لهم.. هم منا ونحن منهم، وولاؤنا الأول لأسلافنا الذين ناضلوا من أجل حرية الفرد اليمني ومن أجل كرامته، هم قدوتنا وبوصلتنا كل ما تخبطت بنا الحياة.. أبطال الثورة لا يفي الكلام حقهم، ورغم الظلام سيبقون نورنا الأبدي الذي لا ينطفئ”.

“سبتمبر”.. بوابة الهوية اليمنية

يكاد لا يوجد يمني يقف ضد سبتمبر، فالأفعال العظيمة تبقى أثرها للأبد، عن “سبتمبر” يقول سالم عبدالله: “هي الفجر الكبير لليمن الحديث، وبوابة الفكرة الحقيقية للهوية اليمانية، لقد كانت حلمًا لكل يمني منذ أكثر من 1000 عام. ما قبل أيلول كان امتداد الفكرة الغائبة والشاردة في دهاليز الجهل، والظلم والجوع والفقر. وكانت “سبتمبر” ثورة شعب، صنعت الحرية، والنضال، والمواطنة المتساوية، ولولا 26 سبتمبر ما قمنا ب 14 أكتوبر، ولولا هاتين الثورتين العظيمتين لما صنعنا أعظم وحدة يمنية (الجمهورية اليمنية)”.

وعن عودة الحوثي للسلطة، يقول سالم عبدالله: “أجد أنها نتيجة طبيعية في مفهومية (الثورة) والنضال السلمي والنضال المسلح، لا توجد ثورة مقدمة على طبق من ذهب وجاهزة، الثورة والنضال المستمر لتصحيح مسارات الثورة، والسعي للوصول للدولة المدنية الحقيقية، وتطبيق العدل، وتحقيق المواطنة المتساوية”.

ويتحدث سالم عبدالله عمّا يخص أعمدة سبتمبر، قائلاً: “مناضلو ثورة 26 سبتمبر المجيدة واجهوا أسوأ سلطة حكم في الجزيرة العربية بكل صدق ووفاء وانتماء، لقد سطروا ملحمة بطولية، وكل رموز مناضلي ثورة 26 سبتمبر بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم، من مختلف مدن اليمن كلها آمنوا بمبادئ الثورة والجمهورية و النهوض بالبلاد للنور، والفجر الكبير”.

“سبتمبر”.. الأساس الذي يمكن البناء عليه

عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، الحلم الذي مضى به اليمنيون نحو التحقيق، تقول أماني المقطري: “ثورة ٢٦ سبتمبر من أعظم الأفعال اليمنية، وبالرغم من أن هناك أجزاء منها لم تتحقق، وبقي الحلم لم يكتمل، ولم تستطع أي من مكونات السلطات التالية لقيادات الثورة والجيش أن تحقق أهداف الثورة بشكل كامل، وبقيت تتغنى بها في كل عام، عبر إقامة الاحتفالات المهيبة سنويًّا والاستعراضات العسكرية، وتكتفي بذلك، إلا أن الثورة كانت، وما زالت تمثل الأساس الذي يمكن البناء عليه دائمًا، وإلى الأبد”.

أما عن حصول ضربة كبيرة لثورة سبتمبر من خلال عودة جماعة الحوثيين، تقول أماني: “من يطَّلع على تاريخ الثورات اليمنية ويغوص في تفاصيلها، سيُدرك بأن عودة جماعة أنصار الله كانت أمرًا لا بد منه، ذلك أن الإمامة لم تُبتَر من الرأس، أضف إلى ذلك بأن دول الجوار إلى وقت قريب، ما قبل ثورة 2011، تعد من أهم الحاضنين والداعمين للإمامة في اليمن، ومن وجهة نظري فإن ثورة 26 سبتمبر تقع أهميتها الآن في منح الإلهام لتصحيح الوضع الحالي”.

أما في ما يخص الحديث عن أبطال سبتمبر، تقول المقطري: “هنا لن أتحدث عن شعوري تجاه تلك الرموز، في الواقع دعنا نتحدث عن شعورهم في ظل ما آلت إليه الأوضاع.. كيف تبذل حياتك وكل ما تملك في سبيل حرية جيلك، والأجيال المتعاقبة، ويتم إجهاض الحرية في لحظات حياتها الأولى”.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى