دهليزرئيسي

ممثلون شباب برزوا في الدراما اليمنية..يروون قصصهم لـ “شباب هاوس”

شباب هاوس.. عمران مصباح

لسنين طويلة، بقيت الدراما اليمنية مقتصرة على القليل من المسلسلات السنوية، مما جعل نفس الوجوه من الممثلين، والممثلات تتكرر، وبشكل كبير، لكن، مؤخرًا، مع تعدد القنوات، وانتشار شركات الإنتاج، زادت الإنتاجات الدرامية وتنوعت، ذلك أتاح الفرصة لظهور الكثير من الوجوه الشابة.

منصة شباب هاوس، وفي هذه المادة، تسرد قصص بعض من أولئك الشباب، منذ الحلم، حتى تحقيقه. بالإضافة إلى تقييم أدائهم، ومدى رضائهم عن ما قدموه، وكذلك عوائق الصناعة الدرامية، وكيف يتجاوزون قصور التأهيل الأكاديمي، وهل يحصلون على الأجور الكافية، أم يكفيهم تحقيق الظهور؟.

أشواق علي

عن بداية خوضها في مجال التمثيل، وهل كان حلمً لها يومًا ما، وما الصعوبات التي واجهتها، تتحدث الممثلة الشابة أشواق علي، قائلة: “في الحقيقة لم أكن أتوقع أن تأتي لي هذه الصدفة، لدرجة أستطيع القول إنني لم أختر هذا المجال، بل هو من اختارني.. عندما قامت صديقة بترشيحي، وخضعت بعدها لتجربة أداء، وتم اختياري، وأنا الآن شغوفة جدًا، وأريد المضي فيه.. كما أن أول تجربة واجهتني صعوبات عديدة كالسفر إلى حضرموت لأول مرة، وكذلك التمثيل بلهجة بدوية، وهي مختلفة، وصعبة، ولكنني سعيدة بنجاحي.

على الرغم من السعادة التي يحققها الممثلون بالتمثيل، إلا أنهم ليسوا دائمًا راضين عن ما قدموه، ويحلمون بالمزيد، أشواق علي، تقول: “إلى الآن، قدمت العديد من الأعمال، وأشعر بالرضا نوعاً ما، لكنني، أحلم بالمزيد.. وبرغم صعوبة تلك الأعمال، لأن كل شخصية كانت مختلفة عن الأخرى، لكن بشكل عام لقيت الكثير من الإشادات، وأتذكر أن المخرج الأردني بسام المصري أشاد كثيرًا بدوري في مسلسل الجمرة، أيضًا أعمالي الأخرى كالعاصفة، وكذلك بطولة في مسلسل ربيع المخا، أنا مبسوطة فيهم جداً، بالإضافة إلى أعمال هذا الموسم كـ”دروب المرجلة”، و”ممر آمن”.

عن الكيفية التي يستقبل بها الجمهور اليمني الوجوه الشابة، والجديدة، وهل هناك انتقادات تطالهم، تقول أشواق علي: “هناك من انتقد، ولكن ليس بذلك الشكل الذي كنت متخوفة منه، بالعكس تفاجأت أن كمية الدعم والإشادة كانت أكثر بكثير من النقد والتنمر، مؤخرًا هناك تقبل كبير من قبل المجتمع اليمني ودعم للوجوه الجديدة وترحيب ملفت يبعث على السعادة والتفاؤل”.

نسبة كبيرة من الممثلين الذين يخوضون في مجال التمثيل، لم يدرسوا ذلك أكاديميًا.. الممثلة أشواق علي، تحدثنا عن تجربتها، قائلة: “صحيح، وحقيقة أنا اعتمدت على توجيه المخرجين ونصائح وتعليمات الزملاء والنجوم الكبار من ممثلين وكتاب وزملاء تجربة ومشوار في الدراما، وأحاول تطوير موهبتي، وحبي وشغفي لهذا المجال، كما ولا أتوقف عن المتابعة الدائمة للأعمال المحلية والعربية، وما زلت بحاجة للتدريب والتأهل، ومؤخرًا أخذت دورات في مصر، وسأستمر”، وتضيف أن التجربة تساعد كثيرًا، فهناك فرق كبير بين أدائها في أول تجربة، وفي التجربة الأخيرة هذا العام.

ولأن هناك الكثير من الشابات اللاتي يردن الخوض في غمار التمثيل، لكن، يجدن أمامهن الكثير من العوائق، في هذا الشأن، تقول الممثلة أشواق علي: “أتمنى من الأهل دعم أبنائهم، وخاصة بناتهم ممن يمتلكن الموهبة والشغف بهذا المجال، وأن يتخلصوا من المفاهيم المغلوطة حول التمثيل وأهله، ويعرفوا أنه عمل كبقية الأعمال، وفن قائم بذاته وأداة تغيير ومعالجة فعالة وقوية لقضايا المجتمع، لو أن كل المواهب والهواة والشغوفين بالتمثيل لقوا الدعم من الاهل والمجتمع لن يكون هناك مشكلة أخرى أمامهم، بعدها لن يكون أمامهم سوى خوض التجربة وإثبات أنفسهم”

سليمان البرعي

نوعية الصعوبات ليس نفسها عند كل الأشخاص، لكن، بشكل عام، الخوض في مجال التمثيل في اليمن قد يكون من أصعب الأشياء، لعدة أسباب، أولها شحة الإنتاج.. سليمان البرعي يحدثنا عن تجربته الخاصة، قائلاً: “من الطبيعي أن أي فنان شاب يواجه صعوبات من أجل الحصول على الفرصة الأولى، لذا من المهم أن يتمسك الفرد بقدراته، وموهبته، ويستمر بالسعي إلى أن تأتي الفرصة، لأنه مثلاً، أنا في المسرح من قبل 18 عامًا، بينما لم أظهر إلا في 2011”.

يقدم الإنسان العديد من الأعمال، وهناك من يبقى سعيدًا بها، لكنه غير راضٍ، بينما هناك من يكون راضيًا، إلى أي فئة ينتمي سليمان، يقول: “الحقيقة، مهما قدمت من أعمال، دائمًا ما أطمح لشيء أفضل، وأقوى، أي أنه، لا هذا، ولا هذاك، لست راضيًا بشكل كامل، ولا العكس، يعني، حتى عندما أكون راضيًا عن أعمال معينة، أريد أن يكون العمل القادم أفضل منه بكثير”.

هناك من يتوق إلى العمل في الدراما، لكن لم يجد فرصته، بسبب احتكار المجال من قبل أشخاص معينين.. عن مدى صحة هذا الأمر، يتحدث سليمان البرعي، قائلاً: “هذا أمر غير صحيح، من لديه موهبة، ومؤمن بها، ويعمل عليها، سيصل، والآن، أصبح هناك وسائل عدة، بالإمكان أن يقدم الأشخاص أنفسهم من خلالها، أقصد هنا، وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام، ومن خلالها سيصل للناس، ومن ثم سيجد الفرصة”.

عن عدم دراسة التمثيل، وفيما إذا كانوا يلاقون صعوبة ما، بسبب هذا الأمر، يتحدث سليمان، قائلاً: “صحيح، عندنا لا يوجد هذه التخصصات، لأجل أن نتأهل أكاديميًا، لكن، هناك طرق عدة لأجل تطوير الشخص لنفسه، عن طريق البحث، واليوتيوب، ومطالعة الأعمال، هذا بالإضافة إلى حصولي على عدة دورات واقعية، وافتراضية، أيضًا، عند الخوض يجب أن تكون لديك الموهبة، وكذلك الحب والشغف للعمل بهذا الشيء، لأن هذا الأمر يدفع الشخص كثير للتطور”.

عن جدل الأجور، وفيما إذا كان هناك ظلم للشباب، أو لا، يحدثنا برأيه سليمان، قائلاً: “الأمر اختلف، أي أنه، وإلى قبل فترة قصيرة، كانت الأجور سيئة للغاية، لكن، حاليًا، ومع زيادة الإنتاج الفني في السنوات الأخيرة، تحسنت إلى حد ما، وحصل الشباب على عائد أفضل مما كانوا يتقاضونه سابقًا”.

لا يخلو مجال من المشاكل، والصعوبات.. عما يواجه الممثل اليمني، يجمع سليمان مع الآراء الأخرى، قائلاً: “ما يواجه كل الممثلين، هو قلة الإنتاج، والاقتصار على رمضان فقط، بينما لو كان يتوزع الإنتاج طول العام، ويتم إنتاج عدد كبير سيكون شيء جيد، لكن، المشكلة عندنا في اليمن هذه، ومؤخرًا الشباب بدأوا يتجاوزوها، ويعملون لليوتيوب، ومواقع التواصل، أو في بعض المسارح تعمل أيضًا، وبشكل عام، هذا يحسب للشباب، واجتهادهم”.

هبة الله خالد

للظهور الأول نكهته الخاصة، ويختلف طريقة الحصول عليه، فمنهم من يعمل كثيرًا لكي يصل، ومنهم من يمضي الأمر معه بشكل أسرع مما يتوقع هو، هبة الله خالد، تتحدث عن طريقتها في الدخول إلى عالم التمثيل، قائلة: “في البداية، أنا سعيدة بالعمل في مجال جميل كهذا، لكن، الحقيقة، أن دخولي للتمثيل، أو للعمل كموديل، كان مجرد مصادفة، ولم أكن أتوقع كثيرًا أن أعمل بهذا المجال، ولم أسعَ لإثبات نفسي، وتحقيق المزيد إلا بعد ظهوري الأول، بينما قبله، لم أكن أسعى، وأجتهد للحصول على الفرصة”.

هناك من يكون سعيدًا بما يقدمه، بينما هناك فئة يساورهم القلق الدائم، ويريدون أن يكون مستواهم أفضل في كل مرة، الممثلة هبة الله خالد من هذه الفئة، فهي تقول: “حتى اللحظة لست راضية عن أعمالي، وإذا ما قلت لي أعطيهم تقييمًا ما، سأضع نسبة صغيرة جداً، لأنه لدي هوس دائم في أن يكون كل شيء مثالي، ويصل للكمال، أو يقترب منه”.

مؤخرًا، وجدنا الشباب يظهرون بشكل مكثف للغاية، عكس السابق، تعلق على ذلك، هبة الله خالد، قائلة: “كل زمن وله أشخاص معينين، فمع مرور الوقت، أصبح هناك أشخاص يخوضون المجال، فكل عمل محتاج له شباب، وكبار في السن أيضًا، وخاصة مع اتساع الإنتاج، وزيادة عدد المسلسلات”..

هناك من يقول بأن الشباب يتم استغلالهم ماديًا من قبل شركات الإنتاج، فيكتفي الشاب بالظهور دون الحصول على المقابل المادي الجيد، تعلق هبة الله خالد عن ذلك، قائلة: “كل دور له مبلغ مختلف، وكل دور أيضًا له أجر، فهناك دور يخدم المسلسل أكثر من غيره.. كذلك، قيمة الممثل نفسه، فكل ممثل يحصل على أجر يوازي أعماله السابقة، وأهميته في الساحة الفنية”.

نسبة كبيرة من الممثلين، يخوضون المجال معتمدين على الموهبة فحسب، وهبة الله خالد أحدهم، تقول عن ذلك: “حتى اللحظة، ما زلت أدرس الثانوية العامة، وأطمح لمواصلة الدراسة، والتخصص في مجال التمثيل، كي أطور من موهبتي أكثر، وأصبح مؤهلة أكاديميًا، لأنه مهما يكن، يبقى لديك قصور في عملك إذا لم تمضِ بالدراسة في التخصص”.

في كل مجال، هناك مشاكل ما، تقول هبة الله خالد، عن المشاكل التي تواجههم في مجال التمثيل: “هناك مشكلة كبيرة مؤخرًا، وتتمثل في أن أغلب المتابعين، أصبحوا ينتقدون الأعمال بشكل حاد، ولم يعد الأمر مقتصرًا على النقاد المتخصصين فقط، وهذا يضخم أي قصور، أو سوء، ولا يتم مراعاة الجهود التي تبذل، بل إن هناك أشخاصًا ينتقدون دون أن يشاهدوا المسلسلات حتى، طبعًا من حق أي شخص أن ينتقد، لكن، يجب أن يشاهد، وأن يحلل، ويفرز الأشياء الجيدة من السيئة، فليس كل شيء سيئ”.

مروان الزرقة

يحقق الممثل ذاته من خلال الظهور، لكن، ولأن في اليمن لا يوجد إنتاجات كثيرة، واجه الشباب صعوبات عديدة، لكي يصلوا إلى ذلك، في هذا الشأن يتحدث الممثل الشاب مروان الزرقة، قائلاً: “هناك مشاكل منعت الشباب من اقتحام مجال التمثيل، أولها: شحة الإمكانيات الممكنة لإنتاج أعمال كثيرة، حيث بقت محصورة لفترة طويلة على المؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون، وكذلك الشخصيات السابقة، والمكونة من مجموعة أشخاص فقط، لكن، مع وجود شركات إنتاج تؤمن بالمواهب الشابة استطعنا الحصول على الفرصة، كما وأن الشباب لديه القدرة على تطوير نفسه كثيرًا، لامتلاكه الشغف، والاهتمام في البحث بمكنون الشخصية، وقراءة النصوص الدرامية بطريقة أكثر عمقاً”.

ليس من السهل أن يرضي الفنان عن أعماله، وتبقى حالة عدم الرضا تلك صحية، لما لها من فائدة في استمرار التطور، وذلك حسب الممثل مروان الزرقة، والذي يضيف: “مهما قدم الممثل من أدوار، يظل يشعر بعدم الرضا، وأن موهبته أكبر، ولم تستغل بالشكل الصحيح، ولا يكفي الحضور البسيط في الموسم، بل يريد أكثر، لكن، وبشكل عام يجب أن تجعل الجمهور يتقبل الشخصية التي قدمتها، وأن تقنعه، وتنال استحسانه”.

بالرغم من مشكلة التأهيل الأكاديمية الموجودة في اليمن، والتي لا تتيح للممثل دراسة هذا المجال، إلا أن ذلك لم يواجه الممثل مروان الزرقة، والذي يقول: “أنا من الممثلين الذين سافرو ودرسوا مجال التمثيل والإخراج في جمهورية مصر العربية – أكاديمية الفنون، وحاصل على البكالوريوس في هذا التخصص، وتعلمت على يد أهم المخرجين، والممثلين المصريين، وأصبحت جاهزًا لهذا المجال، كما أنني عضو نقابة المهن التمثيلية في مصر”، ويختتم مروان حديثه بالتمني لليمن بأن تصبح فيه كليات ومعاهد فنية، لما لها من أهمية في تطوير الثقافة الفنية للفرد بشكل صحيح، وتعمل على تنميته بأسس تعليمية حقيقية بعيداً عن الموهبة.

وعن الأجور التي يتلقاها الممثلين، وبالتحديد فئة الشباب منهم، وفيما إذا كانت مشجعة للاستمرار، أو لا، يقول مروان: “الأجور في اليمن بشكل عام قليلة جدًا، ولا تكفي لاستمرار الممثل في تقديم الفن بالشكل الذي يليق، وتجعل تفكيره الأساسي في سد رمق جوعه وانشغاله عن أداء الشخصية المناطة اليه بالطريقة الكافية”.. ويضيف مروان: “اتمنى أن يكون هناك اهتمام بشكل حقيقي من قبل وزارة الثقافة والإعلام بحل هذه المعضلة هناك مقولة تقول أعطني خبزًا، ومسرحاً أعطيك شعبًا مثقفًا، وإذا تم الاهتمام بالكوادر الفنية بشكل حقيقي أعتقد أن الممثل سيقدم أداء يبهر العالم، ويثبت أنه يوجد ممثلون يمنيون يستحقون العبور للعربية والعالمية، وهناك ممثلون في اليمن لا يقل مستواهم عن أي ممثل عربي”.

بالرغم من الإنتاجات التي تطورت، مؤخرًا، إلا أن الدراما اليمنية ما زالت تعاني الكثير من المشاكل، في هذا الخصوص، يتحدث مروان الزرقة عن أهم المشاكل من وجهة نظره قائلاً: “كثيرة هي المشاكل، لكن أبرزها: ضعف الإنتاج، حيث يقتصر على الإنتاج الموسمي المتواضع جداً، ضعف النصوص الدرامية والتي تحتاج لوجود كتاب مؤهلين يخدمون الدراما، نقص في عدد المخرجين الأكاديميين والدارسين، عدم اهتمام وزارة الثقافة والإعلام بهذا المجال بشكل جدي وملموس، والقيام بالتأهيل الأكاديمي لكل الممثلين والمخرجين والمصورين من قبل الوزارة وشركات الإنتاج والقنوات، ولو بدورات متخصصة تصقل مواهبهم سواء داخل اليمن أو خارجها اعتقد سنتلافى مشاكل عدة”.

اختيار شريان

قلة هم الشباب الذين لديهم الحظ كي يصلو إلى ما يريدون دون الكثير من التعب، من تلك الفئة، الممثلة الشابة، اختيار شريان، والتي تؤكد الفكرة، قائلة: “كل الصعوبة تقتصر على أول عمل، لأن هناك طلبًا على من لديهم خبرة أكثر، لكن، وبشكل عام، لم تكن هناك صعوبات كبيرة أمامي، كانت قليلة جدًا، ابتدأت التصوير في البيت، عبر مقاطع فيديوهات، وأتواصل مع المخرجين، وأرسل لهم لأجل تقييم الأداء، وما إلى ذلك، وفيما بعد، كانوا هم يطلبوني لأجل الأعمال”.

نادرًا ما يستطيع الفرد الوصول إلى الرضا الكامل عن أعماله، عن ذلك الشعور، وهل وصلت إليه، اختيار شريان، تقول: “أنا لست راضية بشكل كبير عن أعمالي حتى اللحظة، وأشعر بأنني لم أقدم أفضل ما لدي بعد، ولم أمثل الشخصية التي أريدها بالضبط، لكن، كبداية، أجد أن مستواي جيد، وهناك أعمال معينة أنا سعيدة بها، وأتمنى تقديم المزيد”.

عن الاتهامات التي توجه للممثلين، بالشللية، وعدم إتاحة الفرصة للشباب، وللوجوه الجديدة، إلا من لديه الواسطة، في هذا الشأن، تقول اختيار شريان: “لا أستطيع إنكار هذا الأمر، لكن، بشكل عام حتى لو تم اختيار عبر الواسطة، هناك من يتم اختيارهم بسبب إبداعهم، أو حتى شكلهم، أي أنه، قد تحصل على فرصة ما، ومن الصعب أن يغلق الباب في كل الوجوه الجديدة، كما أن هذه الاتهامات تظلم الجيل السابق كثيراً، لأن هناك ممثلين نستفيد منهم كثيرًا، ويعملون على إدراج الشباب، ومساعدتهم”، وعن افتقار الشباب للتأهيل الأكاديمي، تقول: “درست دورات كثيرة، دورات تمثيل، ومسرح، ودورات إلقاء، وكذلك أطور نفسي بالمشاهدة، والاطلاع”.

وعن الأجور التي يحصل عليها الشباب، وفيما إذا كانت جيدة، تقول الممثلة اختيار شريان: “يحدث كثيرًا بأن يضطر الشباب للتمثيل دون الحصول على مبالغ مالية توازي مجهوده، وسفره، وتعبه، لأنه أي ممثل شاب يفضل الظهور على أي شيء آخر، ولذا، يحصل على مبلغ بسيط، أو يشعر بتمييز، لأن هناك من يحصل على مبلغ أعلى بأدوار أقل، لكن، بشكل عام، حاليًا، نحن الشباب هدفنا الأول هو الظهور، وفيما بعد، قد نحصل على مبالغ مجدية أكثر”.

هناك مشاكل مختلفة يواجهها الممثلون الشباب، ولا ينتبه لها المتابع، عن ذلك، تقول اختيار شريان: “المشاكل كثيرة، من ضمنها، قلة الإنتاج، بالإضافة إلى السفر، والإجهاد، والضغط الذي يحدث أثناء العمل، أيضًا، عدم الحصول على المبالغ المجدية، لأنه، بمجرد التمثيل، يتعامل معك الجميع على أنك شخص ثري، وتحصل على عائد عالٍ جداً، وهذا غير صحيح”.

 وتختتم اختيار شريان حديثها، لـ”شباب هاوس”، قائلة، إن تجاوز العوائق، مهما وجدت، هو الأهم، كما أن الاستمرارية في تقديم شيء جيد، سيجلب لك النجاح، وسيجبر الجميع على أن يطلبك.

محمد نعمان

كفنانين شباب، هناك صعوبة كبيرة تواجههم قبل الخوض في المجال، أي في مرحلة الحلم للحصول على فرصة، فيما يخص ذلك، يقول الممثل الشاب، محمد نعمان: “الكثير يعتقد أن هناك شللية لن تستطيع اختراقها، لكن، هذه مبالغة كبيرة، ومن رأيي، وبكل صدق، لا يوجد شللية على الإطلاق، ولم أشاهدها على الواقع، كما أنه في النهاية المبدع سيأخذ فرصته بأي شكل من الأشكال، لأن الإبداع لا يمكن تقييده على الإطلاق”.

هناك الكثير من يشعرون بالرضا عن أعمالهم، بينما آخرون لا يشعرون به، محمد نعمان، وهو أحد الوجوه الشابة التي ظهرت مؤخرًا، يقول عن ذلك: “رضاي الشخصي عن أعمالي كبير جداً، والحقيقة أنا راضٍ مئة بالمئة”.

أما فيما يخص العائق المشترك لدى الشباب، والذي يخص عدم دراسة التمثيل، وكيف يواجهون ذلك، يقول الممثل محمد نعمان: “شخصيًا أتجاوز عدم التأهيل بالموهبة، لأن الموهبة إن وجدت فهي أهم من الدراسة بكثير، ويوجد الكثير من الممثلين الذين يعتمدون على الموهبة، دون التأهيل العلمي، ومع هذا يبدعون”.

هناك من يتحدث عن الاستغلال الكبير للشباب من ناحية الأجور، وعدم إعطائهم العائد الكافي، إلا أن الممثل الشاب محمد نعمان يرفض هذه الفكرة، قائلاً: “مستحيل أن أقبل ذلك، أجري في المسلسل أنا من يفرضه، وأنا راضٍ على العائد الذي أحصل عليه، كما أنه لا يمكن لأحد أن يفرض علي شغل أنا لست راضيًا عنه، ولا عن الأجر الذي سأحصل عليه”.

هناك مشاكل، وصعوبات عديدة، ومختلفة قد تواجه الممثل، عن ذلك، يقول محمد نعمان: “في كل مجال هناك صعوبات مختلفة، وشخصيًا: أي صعوبات، أو مشاكل أواجهها بشيء واحد (حبي للمهنة)، والفن، وحتى الآن، أموري تمضي مثل ما أريد، الحمدلله”.

فريال خان

تختلف تفاصيل الخطوات الأولى لكل شخص، عن طريق الفنانة فريال خان نحو التمثيل، تقول بأنها لم تكن صعبة، بل في غاية السهولة: “كان ظهوري الأول بالصدفة، عندما طلبني المنتج خالد المرولة، أثناء مشاهدته لي في مقاطع صغيرة، وطلب مني بعدها، بأن أكون الوجه الجديد في مسلسله أولاد المرحوم، وفي البداية كنت رافضة، وفيما بعد، اقتنعت، وخضت أولى تجاربي، والتي أتت بعدها عدة تجارب عدة، وفي كل مرة أحاول تطوير نفسي”.

بالرغم من السيرة التي ليست طويلة، إلا أنها، وحتى اللحظة قدمت فريال خان مجموعة أعمال مهمة، عن مدى رضاها، تقول: “أنا لست راضية عن مجموعة أعمالي، أو عن عمل ما بالكامل، لكن هناك مشاهد، أنا راضية تمامًا عنها، وأخرى، أجد بأنه كان بالإمكان عملها بطريقة أفضل، وفيما إذا كررت تصويرها، سيكون أدائي أفضل، لكن، هذا النقد يفيدني بالتطوير في قادم الأعمال”.

لم يكن من السهل، دخول الجيل الجديد، على جيل قديم ظل محتكرًا العمل الدرامي لأعوام طويلة، بحكم تجربتها تتحدث فريال خان، قائلة: “صحيح هناك شللية، وهذا موجود في كل المجالات، لكن، بكل صدق، هناك فرصة للجيل الجديد بأن يخوض التجربة، ولا تشعر بأي اعتراض على ذلك من الجيل السابق، بل إن بعضهم ساعدوني كثير، وتعلمت منهم بشكل كبير”.

قد يكون عدم التأهيل الأكاديمي عائق كبير أمام أغلب الممثلين، عن الطريقة التي يتم بها ردم هذه الفجوة، تقول فريال خان: “صحيح أن الدراسة مهمة، لكن، التمثيل يتطلب بالأول والأخير موهبة، واجتهاد كبير، وصحيح أن التأهيل سيصقل هذه الموهبة، لكن، عدم وجوده، لا يمنعك عن التمثيل، لذا، لم أدرس التخصص، لكن، لدي الموهبة، وأحاول تطويرها عن طريق الممارسة، وكذلك، متابعة الأعمال العربية، والعالمية، ومراقبتهم، والتركيز على الأداء، لأجل التعلم”.

كل مجال له إشكالياته، ومعضلاته الخاصة، عن مشاكل الممثلين، تقول فريال خان: “أكبر مشكلة في اليمن، هي قلة الصناعة، والاقتصار على الأعمال الموسمية، وهذا شيء سيئ، لأنه، عندما يكون هناك أعمال عديدة، سيساعدنا كثيرًا على صعود السلم بشكل أسرع مما نحن عليه الآن”.

محمد الأموي

عند الدخول إلى مجال ما، لكل شخص قصته المختلفة، وفيما يخص طريق الفنان محمد الأموي إلى مجال التمثيل، يسردها قائلاً: “بداياتي الأولى بالظهور، عندما كنت أشتغل فيديوهات قصيرة، وأنشرها بصفحاتي على السوشال ميديا، وطبيعي في البدايات أن تلقى صعوبات، ولا تحظى بتفاعل يشعرك بالرضى عما تقدمه، ولكن مع الاجتهاد والنشر المستمر لابد ما ينتشر مقطع بشكل واسع، ويكون له صدى، ويترك الأثر عند الناس، وكذلك بعيون من هم بالمجال، ومن هنا يبدأ المنتجين بالتركيز عليك، ومن ثم أخذك إلى أعمالهم، وهذا ما حصل معي بفيلمي القصير الأسرة السعيدة”

كما يتحدث محمد الأموي عن صعوبة البدايات، قائلاً: “ليس من السهل أن تصل إلى ما تريد، لأن هناك صعوبات عدة، خصوصًا الصعوبات المادية، وعلى سبيل المثال، أنا لو لا أصدقائي الذين اشتغلوا معي بدون مقابل لما أنتجت شيء، منهم المصور: محمد المليكي، والمنتج: محمد الراجحي، ومهندس الصوت: عز الدين العزاني، وصديقي الكاتب والمخرج محمد السيف، وآخرين، كنا جميعًا مجموعة واحدة، ونعمل مجانًا”.

يختلف الأمر من شخص إلى آخر، فليس الكل يرضى عن أعماله، عن ذلك، يقول الفنان محمد الأموي: “الحقيقة، أشعر بالرضا عن نفسي نسبيًا، في ما أخوضه حتى اللحظة من تجارب جديدة، أما بخصوص الرضا عن النفس فيما أقدم لا أشعر به، ودومًا أسعى لتقديم الأفضل، وأتمنى بأن أتحسن باستمرار”.

يتم اتهام مجال التمثيل بالشللية، وهذه العصبية تسري على أعمال كثيرة، عن قدرتهم في الدخول إلى المجال رغم تلك الاتهامات، يقول الأموي: “أعتقد بأن ذلك الانطباع تم بناؤه بسبب شحة الإنتاج، والذي بقي فيه الأمر محصورًا على عدد معين من الممثلين، أما عن نفسي أنا وزملائي منهم حسام الشراعي، وكثير من الشباب حصلنا، ونحصل على فرص مستمرة، وأبتدأ الأمر بشكل تدريجي حتى نصل فيما بعد، الى أدوار قوية، وكانت هذه الفرص من قناة يمن شباب، والتي تعمل القناة على صناعة وتأهيل نجوم من الصفر، وإتاحة الفرص للمبدعين بشكل كبير”.

نسبة كبيرة من الممثلين اليمنيين، بل قد يكون غالبيتهم، لم يتأهلوا أكاديميًا، عن تلك المشكلة، وكيف يتصرف معها، يقول محمد الأموي: “نتجاوز هذا القصور بالمتابعة، والتغذية البصرية للأعمال السابقة العربية، والأجنبية، وهذه التغذية البصرية هي بمثابة الدروس الكاملة في حركة الممثل، والفعل، ورد الفعل، والحالات النفسية للممثل في الدور الذي يتقمص، وهكذا نغطي إلى حد ما على العجز الذي تتركه المعاهد الفنية بغيابها ولو جزئيًا”..

ويضيف بأنه يجب مراعاة الفنان اليمني من قبل الجمهور، لأنه يعتمد على موهبته فحسب، ولا يوجد هناك أي مراكز تأهله أكاديميًا كما يحدث في باقي الدول العربية، والأجنبية، بينما اليمن، لا توجد فيها معاهد للمسرح ولا أكاديمية فنون متخصصة بتأهيل الفنان، ونفتقر إلى أبسط المقومات.

في اليمن عامة تعتبر الأجور ضعيفة إلى حد كبير، لكنها، تصبح أضعف أكثر عندما يتعلق الأمر بالشباب، عن تلك المشكلة، يتحدث محمد الأموي، قائلاً: “بعيدًا عن أجري الشخصي، والذي أعتبره جيد، لكن، موضوع الأجور في اليمن بشكل عام زهيد، مثلاً، كل فنانين العالم تجدهم يعيشون بطبقة راقية، ويتم التركيز على ثرائهم، من خلال ظهورهم بالسيارات الفاخرة، والطائرات الخاصة، وباقي الممتلكات، بينما الفنان اليمني تقريبًا يستلم أقل أجر لفنان بالعالم، وهذا يعود لأسباب كثيرة، منها الحرب، وغياب الاستثمار الكبير في مجال الفن، وكذلك بقائها كموسمية، واقتصارها على مستوى السوق المحلي، وليس كالدراما في بعض الدول العربية، والتي تستهدف كل الوطن العربي”.

ويختتم الأموي حديثه لـ”شباب هاوس”، قائلاً: ” الحقيقة بأنه، كل مشاكل اليمن جذرها الحرب، فموضوع الحرب مسبب لنا مشاكل كثيرة، ويعمل على تراجعنا، بدل ما نواكب العالم، ونتقدم، وهذا الأمر يلقي بظلاله على الفنانين وصناع المحتوى، والذين لا يستطيعون مجاراة أقرانهم في باقي الدول”.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى