شباب هاوس..
باقتدار وبساطة، نسج قصائده الغزلية بلهجة شعبية، فغزت القلوب، وأنطقت المشاعر، وعلقت في الأذهان، ورددتها الألسن.. ترنم بها الصغير والكبير، وتغنى بها الفنانون داخل اليمن وخارجه، وعبّر بها الناشطون عن حالاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
إنه الشاعر الشاب أحمد أشرف المطري، شاعر الحب والغرام والصداقة والغزل.. كيف لا، وهو الذي أقسم بالحب عندما قال:
أقسم بهذا الحب يا الأيام لازيدش طرب
واخلّي العشاق في العالم يغنوا قصتي.
برع الشاعر المطري في نسج قصائده بلهجة عامية لذيذة، وأخرجها بأسلوب سهل ومبتكر، لتكون في متناول الجميع بمختلف ثقافاتهم، بأقل جهد كلامي، وأفضل نمط تواصلي كتابة أو نطقًا.
قصائد المطري يمكن أن يغنيها الوجدان حال غياب الموسيقى الخارجية، حيث يصبح باستطاعتنا سماع دويِّ صوت “حبيبي أنت وينك من زمان” من أقصى اخضلال الأشواك والأشواق..
شاعرنا الشاب لم يجعل المعنى في بطنه وحسب، بل استطاع بعبقريته أن يسكنه في عقل ووجدان القارئ والمستمع.
نبغت موهبة الشعر عند شاعرنا مبكرًا، حيث كانت بدايته مع الشعر في المدرسة، إذ يروي لنا: “طُلِبَ مني المشاركة في إذاعة المدرسة بموهبتي، فلم يكن عندي وقتها موهبة، وأنا في الأصل أحب الشعر، فاتخذت الشعر موهبة لي وعذرًا لإرضاء مدير المدرسة، فكتبت ما أعجب الطلاب والمعلمين والمعلمات، فأسموني الشاعر، ومن حينها وأنا ملتزم بهذه المسؤولية، واتخذت الشعر صديقًا وملاذًا للهروب من كل شيء”.
تأثر شاعرنا الشاب بالشاعرين الكبيرين مطهر الإرياني وعباس المطاع، فأدمن الشعر، وأحب الأغاني اليمنية والعربية، وعندما استمع لأغنية في إحدى المرات، شعر بأنه يستطيع كتابة أفضل منها، فنسج كلمات أغنيته الأولى “عادك حبيبي اركن”، التي استهل بها مشواره الفني، ويتغنى بها الفنان الكبير حمود السمة، ليدخل حينها المجال الفني من أوسع أبوابه بمساعدة من الشاعر عبدالجليل قعطاب الذي أخذ بيده، ليكتسح بعدها الساحة الفنية بقوة، فغنى له أبرز الفنانين اليمنيين أمثال حسين محب وحمود السمة وعبدالله الصعدي وصلاح الأخفش، وغيرهم الكثير، بالإضافة إلى عدد من الفنانين العرب أمثال مروى قريعة ومتعب الشعلان وأسماء بسيط، وغيرهم من الفنانين.
ملأ الشاعر المطري الدنيا بقصائد الحب التي تغنى بها الفنانون، حتى صار شاعر الحب وأيقونته، رغم صغر سنه، ليثبت بذلك أن الإبداع ليس له عمر محدد.
ووردت له عديد من القصائد التي ذاع صيتها، ونالت استحسانًا كبيرًا، وتغنى بها فنانون كُثر، من أشهرها: (حيّ على الحب، حبيبي أنت وينك من زمان، يا شاكي الهم، الكل كذابين، أصارحك، نفسي أعشق حبيبين في صنعاء، صوب الرياض… إلخ)، حيث تمكن المطري بذلك من تحويل مشاعره الفياضة وأحاسيسه المرهفة إلى قصائد تشبهه، وفي الوقت ذاته أبدع بتنطيق مشاعر العشاق وملامسة أحاسيسهم، فهو كلما اختلى بالمشاعر ينسج قصيدة.