دهليزرئيسي

في اليوم العالمي للتطوع.. رواد العمل الخيري يتحدثون لـ “شباب هاوس” عن مبادراتهم

شباب هاوس.. عمران مصباح

في ظل هذا الظرف الصعب، وبالتزامن مع اليوم العالمي للتطوع، يحاول شباب اليمن تقديم كل ما يستطيعونه تجاه بلدهم، ومجتمعهم، بشتى الطرق والوسائل والمبادرات المجتمعية التطوعية، كمحاولة لفعل شيء ملموس للآخرين.
وفي اليوم العالمي للتطوع، تُسلط منصة “شباب هاوس” الضوء على بعض تلك المبادرات التطوعية التي قُدّمت، وبرزت في الميدان.


مبادرة أولف

يسرى الجاكي

في ظل الحرب التي تشهدها اليمن منذ سنوات، وُجِدت الكثير من المبادرات التي تنشُد التعايش والسلام.. إحدى تلك المبادرات “أولف”، التي انطلقت من محافظة عدن (جنوب اليمن)، والتي استطاعت صناعة حضور كبير، عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات الهادفة.
تقول رئيس المبادرة، يسرى الجاكي، لـ”شباب هاوس”، إن طبيعة عملها مرتكزة على ثلاثة أركان: “التعايش والسلام، تعزيز الهوية، التطوير والتنمية”.
وعمّا قدمته هذه المبادرة التطوعية حتى اللحظة، توضح الجاكي، أنها قدمت الكثير من الأعمال التي تدعم فكرة نشأة المبادرة، وتعزز من المبادئ التي قامت عليها، منها: “إقامة كرنفال أطفال بعنوان (أولف تحيي رمضانك)، والذي يهدف لتعزيز الهوية”.
وتضيف الجاكي: “قمنا بأخذ 20 طفلًا، وإلباسهم الزي التراثي لمناطق مختلفة من اليمن، والتجول في بعض مناطق عدن، حاملين فوانيس، لنغني الأغاني الترحيبية التي اعتدنا سماعها في رمضان، بعيدًا عن أجواء الحرب”.
وأشارت إلى أنه تم إقامة معرض لإحياء الجانب الجميل من موروثنا اليمني، وتم اختيار مجموعة صور لمصورين ممتازين بعنوان: (أولف تحيي موروثك)، وشارك في الفعالية بعض الشخصيات المهمة في المجتمع العدني، والتي كان، لها أثر جميل كلٌّ بتخصصه.
ونوهت بأن تلك الشخصيات قدمت كل ما هو جميل في مجالها، وكان الموروث اليمني هو الرابط، والجوهر الأساسي في كلماتهم.
واعتبرت الجاكي العمل الذي قدمته مبادرة أولف، أي (مجال السلام)، بالإنجاز الكبير، منوهة بأنه كان بالتعاون مع منصتي 30، وهو أكثر ما أحدث صدى إيجابيًّا، لما صنعه 15 شابًّا وشابة، وهُم الفريق الكلي للمبادرة.
وتقول الجاكي: “ابتدأنا بالنزول لعدة محلات قديمة داخل عدن، واستمعنا لقصصهم، وكيف قضوا أعمارهم في الانخراط الكامل بالمجتمع، وعرضنا عبر منصاتنا تلك السِّير التي تُجسد التعايش، تلا ذلك فعالية تضم مجموعة من الفقرات المتنوعة والأغاني والرقصات لمختلف محافظات اليمن، وكذلك إنتاج فيلم يحمل نكهة كلها سلام وتعايش، لعرض مدينة عدن وأهلها بكل فئاتهم، وحكاياتهم، بصورة جميلة، وكان اسمه “قلص شاهي”، باعتباره يلم كل المختلفين حوله، ويصنع الألفة بين الجميع”.

وباعتبار عملهم تطوعيًّا بشكل كامل، تحدثت يسرى الجاكي، عمّا الذي يعني لهم ذلك، قائلة: “عبر التطوع، حاولنا العمل بكل أفكارنا، وطاقاتنا، لإخراج أجمل ما فينا للمجتمع الذي حولنا، ولا دافع لنا سوى الشغف، وبذلك الشيء البسيط، استطعنا ترك أثر لطيف في أذهان الجميع، وهو ما شجعنا على الاستمرار، ونعتبره أكبر عائد نحصل عليه، بالإضافة إلى الاستفادة بالتطور الشخصي لنا”.
وعن أعمالهم القادمة، التي يسعون إلى تحقيقها، تقول الجاكي، إنهم مستمرون في محاولة تحقيق الركائز الثلاثة التي يقوم عليها عملهم، كما يريدون ترك أثر ومعنى حقيقي يتجسد في ذهن الناس.
وتضيف: “نريد زراعة شيء يشجع نحو الإبداع، رغم ظروف الحرب الصعبة، وأن نعيد إحياء المشاعر الإيجابية، والذي يبدأ من إيماننا العميق بأفكارنا الصغيرة”.

 

مؤسسة متطوعون.. ترسيخ فكرة التطوع

محمد الخامر

مؤسسة متطوعون، تأسست في محافظة حضرموت، عام 2013، بترخيص رسمي، وقد قامت بالكثير من الأعمال التطوعية، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل كادر كبير من فِرق المتطوعين، لنشر فكرة التطوع، وهي الرسالة الأساسية لديهم، حسب ما أكده المدير التنفيذي للمؤسسة محمد الخامر.
ويقول الخامر لـ”شباب هاوس”: “لم نحصر أنفسنا في أي مجال.. قمنا في المؤسسة بالكثير من الأعمال منذ ثمانية أعوام، وبلا توقف.. آخر مشروع عملنا عليه كان في نوفمبر الماضي، وهو تأهيل عدة فرق تطوعية، ودربناهم بشكل كامل، بالإضافة إلى إعطائهم منحًا مالية للقيام بمبادرات مجتمعية، في مجالات (الصحة، والتعليم، والإغاثة)، وغيرها من المجالات.

يُذكر أن مؤسسة متطوعون منذ بداية عملها، وحتى اللحظة، قامت بتأهيل 170 فريقًا تطوعيًّا، حسب ما ذكر الخامر.
وعن الفوائد المباشرة من التطوع، والتي حصل عليها فريق مؤسسة متطوعون، يقول الخامر: “استفدنا من التطوع، أشياء كثيرة، أبرزها المشاركة المجتمعية، بدفع الجميع إلى التكاتف في الأعمال الخيرية، وكذلك تطوير فكرة العمل الجماعي”.
وعمّا تطمح إليه مؤسسة متطوعون، والتي تعمل في جميع المحافظات اليمنية، يتحدث الخامر قائلاً: “نطمح إلى أن نكون رائدين في العمل التطوعي على مستوى اليمن ككل، وكذلك خارج اليمن”.
ويضيف الخامر أن من ضمن النجاحات التي حققوها، هي تمثيل اليمن في الخارج ضمن عدة مشاركات، وقد حصلوا على مراكز متقدمة.


وئام.. مبادرة متخصصة في فئة منسية

عائشة جباري

في محافظة تعز، يوجد مبادرة وئام، والتي تعمل بشكل مختلف عن بقية المبادرات، إذ خصصت عملها بشكل كامل لصالح فئة تعتبر منسية من قِبل المجتمع.
منذ ثلاثة أعوام تعمل مبادرة وئام لصالح الصم والبكم، على العالم الواقعي والرقمي معًا، وفي عدة مجالات.
ما يميز مبادرة وئام أنها تعمل ضمن تخصص لم يسبق وأن عمل فيه الكثير.

تقول عائشة جباري لـ”شباب هاوس”: “عملنا على إيصال صوت فئة الصم والبكم إلى المجتمع، وصنّاع القرار.. لقد أوصلنا معاناتهم، ولفتنا أنظار منظمات المجتمع المدني لهذه الفئة المنسية، وضرورة إشراكها في كل ما يخص المجتمع، وأبرزها إشراكهم في عمل التنمية المستدامة”. وعن طبيعة عملهم، والذي يطغي عليه التطوع، تقول عائشة: “عملنا في المبادرة تطوعي، ويعتبر الجهد المبذول من قِبل أيّ إنسان، بلا مقابل، وبدافع الإسهام والرعاية الاجتماعية، شيئًا نبيلًا جدًّا، ويعود على الفرد بشكل إيجابي، من خلال بناء قدراته بشكل كبير”.
وبشأن طموحهم المستقبلي تقول جباري: “نطمح إلى دمج الأشخاص (الصم والبكم) في المجتمع، وإزالة حاجز التفرقة الموجود بينهم، وبين الناس”.

مبادرة أجر.. نقطة وصل بين فاعليّ الخير والمحتاجين


هناك الكثير من المبادرات التي تعمل في العاصمة صنعاء، إحدى تلك المبادرات المتميزة، مبادرة “أجر”، والتي استطاعت تقديم شيء ملموس حتى اللحظة.
رئيس المبادرة، فؤاد الحبيشي، يقول لـ”شباب هاوس” إنهم في “أجر”، يعملون على مشاريع يمكن إدراجها ضمن ثلاثة محاور (إغاثية، وتوعوية، وترفيهية).
ويضيف الحبيشي أنه بعد فترة قصيرة في عملهم التطوعي، استطاعوا صناعة شيء واقعي.
وأوضح: “إلى الآن أنجزنا عدة مشاريع، منها: مشروع عطاؤكم دفء، ومشاريع سلل غذائية، وتنفيد زيارات ميدانية إلى دار الأيتام، وكانت هادفة، وترفيهية، ووفرنا خلالها بعض احتياجات الأيتام”.
ويعتبر الحبيشي أن الأعمال التطوعية تعود عليهم بالخبرات الحياتية.
وبشان طموحهم في هذا المجال يقول: “نطمح لعمل مشاريع التمكين الاقتصادي للأسر، كي نوصلهم لنقطة الاكتفاء الذاتي، كما نطمح لأن نكون نقطة الوصل بين فاعليّ الخير، والمحتاجين”.

كالبنيان.. عشرة أعوام من العطاء

بنيان جمال

“كالبنيان”، أو بنك الكساء سابقًا، هي فكرة تطوعية، ابتدأت قبل عشرة أعوام، حين اجتمع مجموعة شباب وشابات في مدرسة لتأسيس مبادرة متخصصة في توزيع الملابس، وحتى اللحظة، تطورت الفكرة لتصبح مؤسسة بهيكل وظيفي متكامل، وكادر متخصص، جميعهم يعملون بشكل تطوعي.
استطاعت “كالبنيان”، إفادة ما يقارب مئة وخمسين ألف شخص، عبر عملهم التطوعي، وذلك بتقديم ملابس.
تقول بنيان جمال: “عملنا يقوم على ثلاث مراحل، الأولى عبر تجميع ملابس من الناس، وفي هذه النقطة نسقنا في عدة مراكز ومولات، ومعاهد  في صنعاء لاستلام تلك الملابس، بحيث يسهل تسليم الملابس للمحتاجين، فيما تقوم المرحلة الثانية على إعداد تلك الملابس بشكل كامل، وتجهيزها، وكأنها جديدة، وتقوم المرحلة الثالثة على توزيعها على الأسر الأكثر احتياجًا”.

وتتحدث بنيان جمال، عن التفاعل الذي يدفعهم للأمام أكثر، قائلة: “هناك تجاوب كبير من الناس، لتقديم الملابس، في كل حملة نقوم بها، بالإضافة إلى أن هناك إقبالًا كبيرًا من المتطوعين مع كل مرة نفتح باب التطوع، ذلك يسعدنا جدًّا، ويدفعنا للاستمرار”.
وعن الاستفادة من العمل التطوعي، تقول بنيان إنهم يشعرون بالسعادة في هذا العطاء الكبير، كما وأن هذا العمل، والذي أصبح مؤسسيًّا بشكل متكامل، يمنح الفريق العامل فيه خبرة كبيرة.
وعن طموحهم المستقبلي، تقول بنيان: “نطمح للاستمرار أكثر، وأن يصبح في كل عام عدد المستفيدين أكبر”.

في الأخير، هذه ليست أنجح المبادرات، ولا جميعها، بل القليل منها، والتي أخذناها كنماذج على العمل التطوعي المنتشر في المجتمع اليمني، والذي تضاعف تواجده في حالة الحرب المستمرة منذ عدة أعوام متسببة بوضع اقتصادي ومعيشي مزرٍ.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى