شباب هاوس.. تقرير/ لمياء الشرعبي
أعلن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، الثلاثاء – الموافق 29 مارس/ آذار الجاري عن وقف شامل لعمليات إطلاق النار في اليمن، الأمر أحدث ضجيجًا في الشارع اليمني كافة، وبين الوسط الشبابي خاصة ما بين متفائل ومتشائم، في وضع نهاية لهذه الحرب المستمرة من سبع سنوات.
إعلان التحالف جاء بالتزامن مع انطلاق المشاورات اليمنية – اليمنية التي دعا إليها مجلس التعاون الخليجي، والتي انطلقت في الـ 30 من مارس الجاري في العاصمة الرياض.
وأعلن التحالف أن وقف إطلاق النار جاء استجابة لأمين مجلس التعاون الخليجي (نائف الحجرف)، للوصول إلى حلٍ للأزمة اليمنية، وإنهاء الصراع وتهدئة الوضع السياسي أثناء المشاورات اليمنية في الرياض.
وفي مناورة من (أنصار الله) الحوثيين، وإظهار أنهم ضد دعوات السلام، أعلن رئيس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” التابع للحوثيين، تعليق كافة الأعمال العسكرية التي يقوم بها الحوثيون باتجاه السعودية ووقف المعارك في كافة الجبهات في اليمن، لمدة ثلاثة أيام، مؤكدًا الاستعداد لتحويل هذا الوقف إلى التزام نهائي مقابل أن تسحب السعودية جميع قواتها من الأراضي اليمنية.
وفيما رحبت الحكومة اليمنية (المعترف بها دوليًّا)، والأحزاب اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي والمكتب السياسي التابع للعميد طارق محمد عبدالله صالح، بمشاورات الرياض، أعلنت جماعة (أنصار الله) الحوثيين رفضها المشاركة فيها، بمبرر أن السعودية طرف أساسي في الحرب باليمن، وباعتبارات أن المشاورات لو عقدت في دولة محايدة غير السعودية لشاركوا فيها.
منصة “شباب هاوس” طرحت موضوع إيقاف العمليات العسكرية في اليمن من قِبل التحالف من منظور سياسي وعسكري.
المحلل السياسي عبدالواسع الفاتكي يقول لـ”شباب هاوس”: “إن عدم حضور ميليشيا الحوثي مشاورات الرياض، يجعلها مشاورات بين الأطراف المقاومة لهذه المليشيات فقط، وأي حديث عن السلام وإنهاء الحرب، دون إجبار مليشيا الحوثي عليه، يعد بمثابة إعلان لإنهاء الحرب من طرف واحد”.
ويضيف الفاتكي: “التحالف يريد إعطاء الحوثي وللمجتمع الدولي رسائل عديدة، بأنه جاد في تحقيق السلام ووضع نهاية للحرب، كما يمنح المبعوث الأممي هانس جروندنبرج الذي وصل للمنطقة، فرصة إقناع مليشيات الحوثيين اللحاق بالمشاورات التي تتحجج باستمرار ما تسميه “العدوان”، إذ إن التحالف بهذه الخطوة، قطع الطريق أمامها من استغلالها للتهرب من استحقاقات السلام”.
من جانبه أكد الصحفي محمد المقبلي أن الحرب اليمنية لن تنتهي إلا بانتهاء الحوثي، وهو أساس الصراع من كآفة الجوانب، حسب تعبيره.
وقال المقبلي في تصريحه لمنصة “شباب هاوس” إن: “السبب الأول للحرب في اليمن هي جماعة الحوثي، حتى والحوثي قبل أن يطلق طلقة واحدة كان فكره أحد أسباب الحرب، فكرة الحكم بالنظام الفاشي، وفق سردية الهاشمية الزيدية، والذي بدون نهايته لن تنتهي الحرب”.
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي سخروا من الوضع بالقول إنَّ التحالف لم يستطع أن يحل الأزمة ويوحد الصف الداخلي في مؤتمر الرياض الذي عقد في 5 نوفمبر 2019، ما بين الحكومة الشرعية (المعترف بها دوليًا) والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا.
المواطن عبده الجندي يقول لـ”شباب هاوس” إنه لا جدوى من أي مشاورات يعقدها التحالف العربي دون مشاركة الحوثي باعتباره طرفًا في الحرب.
ويرى الجندي أن المشاورات لن تتوصل لأي حلول سلمية، معللاً قوله إن إعلان السعودية لوقف إطلاق النار يكون مجرد ديكور أمام العالم تستطيع عبره أن تمرر أهدافها السياسية.
فقدان أمل
يرتفع منسوب مؤشرات البؤس في الوسط الشبابي، فيما تبقى الآراء التي تؤمل بنجاح المشاورات في إنهاء الحرب بنسبة ضئلية جداً، وتتفاوت آراء الشباب حول الهدنة ووقف الحرب في اليمن، صهيب المياحي (17 سنة) يعتقد أن الهدنة لن تنجح بشكل دائم، وأن إعلان وقف إطلاق النار ماهو إلا طريقة يتم من خلالها تحقيق مصالح سياسية بين الدول الممولة للحرب في اليمن.
في السياق يرى عبدالرحمن سرحان (26 سنة) أن الهدنة لن تصمد، والمعارك ستتجدد في اليمن بسبب: “أن هناك مصالح سياسية للسعودية في اليمن، إذ يعتبر وقف إطلاق النار خسارة كبيرة للسعودية، التي لا تريد الخير لليمن”.
وأكد سرحان أن السعودية لو كانت تريد الخير لليمن لحسمت المعركة في بدايتها، وهي كانت قادمة على ذلك، حسب قوله.
بصيص امل
وعلى عكس ما يراه الجندي وسرحان، فإن الناشطة منار (21 سنة) تتوقع نجاح الهدنة، ولكن بنسبة ضئيلة، وذلك لوجود عراقيل وخروقات قد تقوم بها جماعة الحوثي كما اعتاد اليمنيون كل مرة.
وتضيف منار في حديثها لـ”شباب هاوس”: “أرى أن إيقاف إطلاق النار فقط ليس كافيًا لإحلال السلام، حيث إنه لا بد من فك الحصار عن كافة المدن، والسماح بمرور قاطرات المواد الغذائية والنفطية والعمل على استقرار العملة وخفض الأسعار، باختصار إذا لم يكن من بنود مشاورات الرياض، توفير وتسهيل سبل العيش أولاً فهي مشاورات فاشلة قبل أن تبدأ”.
عمار الشرعبي (20 سنة)، وهو أكاديمي بالأمن السبراني، يقول لـ”شباب هاوس” إن جماعة الحوثي لا تريد السلام مع السعودية في الوقت الراهن، وذلك لأن المناطق الواقعة تحت سيطرتها فيها حصار بشكل كبير مثل انعدام الغاز والبترول، ومع ذلك فإن جماعة الحوثي لن توقف الحرب مع السعودية، ولا يهمها ما يعانيه المواطنون تحت سيطرتها.
ويؤكد الشرعبي :” أن جماعة الحوثي لا تبحث عن سلام مع السعودية، فقط ربما هذه الهدنة لأجل تخفيف الحصار عنها قليلاً، ومن ثم معاودة الحرب من جديد”.
من جهتها تقول أمل عبدالعزيز (22 سنة) إنها غير متفائلة بنجاح الهدنة في اليمن، وذلك لأن الحرب مستمرة منذ أكثر من سبع سنوات.
وتضيف أمل في حديثها لـ”شباب هاوس”: “بالنسبة لي أنا لست متفائلة حتى 1%، بحكم أنه لنا حوالي سبع سنوات تحت القصف، وطوال هذه المدة عقدت الكثير من المفاوضات، وأعلنت أكثر من هدنة، لكنها حلول مؤقتة وغير مجدية، ربما يكون قدوم شهر رمضان هو خلاص لليمنيين من الحرب، وهذا ما أتمناه”.
أما أحلام خالد (25 عاما) فتقول لمنصة “شباب هاوس” إن مشاورات الرياض لن تنجح، ولن يكون لها أي أثر ملموس على أرض الواقع.
وتؤكد أحلام:”لن ينجح هذا الحوار ما دامت الحرب الداخلية مستعرة وقائمة بين الحوثيين والحكومة الشرعية، كما أن تجار الحروب يستمتعون باستمرار هذه الحرب داخل اليمن”.
بادرة جيدة
ومن منظور عسكري، يقول الناطق الرسمي باسم محور تعز، العقيد عبدالباسط البحر لـ”شباب هاوس” إن إعلان التحالف العربي وقف إطلاق النار تعتبر بادرة جيدة، وإتاحة الفرصة أمام اليمنيين لإنجاح المشاورات التي تجري في الرياض.
ويضيف البحر أن إعلان الهدنة لن ينهي الحرب في اليمن، ولن تتم هذه الهدنة، على العكس تمامًا ستشهد الساحة اليمنية عودة للعمليات العسكرية، إذ إن الحوثي سيصعد من أعماله العدائية، وما يؤكد ذلك، ما يحدث في مأرب والعديد من جبهات القتال، في اليمن، وكذلك ما يحدث من هجمات تقوم بها جماعة الحوثي على منشآت حيوية ومدنية في العمق السعودي”.
وأشار إلى: أن “الهدنة يتم إعلانها أكثر من مرة، لكن لا يوجد التزام بها، خصوصًا من الجانب الحوثي، حيث يتم نقضها قبل أن يجف حبرها، ولا يتم التعويل كثيرًا على مثل هذه الإعلانات المتبادلة كون الميدان يشهد العكس دائمًا”.