شباب هاوس..
أصبحت محاكاة المؤتمرات الدولية فكرة منتشرة في أغلب دول العالم، تقوم على عمل مؤتمرات شبابية تحاكي تلك المؤتمرات الدولية.
لم تكن الفكرة موجودة في اليمن، قبل أول نموذج محاكاة في العام الماضي، خصص لجلسات الأمم المتحدة، وكان برعاية مؤسسة عدالة للتنمية القانونية، وعلى ضوء تلك المحاكاة، يُقام قريبًا مؤتمر يخص جامعة الدول العربية، استمر الترتيب له لمدة أشهر، وبعد الكثير من الخطوات التي تم العمل عليها، وصل المؤتمر في النصف الثاني من شهر أبريل إلى اختيار المشاركين الذين بلغ عددهم ستة وستين شابًّا يمنيًّا، من كل أنحاء اليمن، تم اختيارهم ضمن معايير عالية من بين عدد كبير من المتقدمين.
تكمن أهمية مثل هذا النشاط في صقل مهارات الشباب، وذلك من خلال قيامهم بتجسيد الدور، وأيضًا في كسر الحاجز بينهم وبين المناصب الرسمية، بالإضافة إلى تأهيلهم وتثقيفهم في ممارسة الدفاع عن قضية معينة.
فكرة نموذج المحاكاة
في أواخر يونيو القادم، سنكون بمدينة سيئون – حضرموت على موعد مع إقامة مؤتمر نموذج محاكاة لجامعة الدول العربية، سيجمع تحت سقفه ستة وستين شابًّا يمنيًّا من كل أنحاء اليمن.
عن هذا النموذج ونشأة فكرته، يتحدث القائمون على المؤتمر في تصريح خاص لـ”شباب هاوس”، الجهة الإعلامية التي ستقوم بتغطية الحدث، قائلين: “بعد نجاح نموذج محاكاة الأمم المتحدة، والذي كان الأول من نوعه على مستوى اليمن، وما حققه من استفادة للمشاركين، جاءت هذه الفكرة بهدف مساعدة الشباب على التعلم والتطور الدائم”.
يأتي المؤتمر، برعاية مؤسسة عدالة للتنمية القانونية، في إطار رغبتها الدائمة في تمكين الشباب وتأهيلهم في صناعة القرار، حيث سبق للمؤسسة أن رعت مؤتمر العام السابق الخاص بمحاكاة نموذج الأمم المتحدة.
عن نموذج محاكاة الأمم المتحدة، تتحدث أبرار الإرياني لمنصة شباب هاوس، والتي كانت واحدة من المشاركات، قائلة: “لقد تعلمت الكثير جدًّا.. في البداية عن طبيعة التعاملات الدولية، وكذلك كيفية الحديث عن القضايا، والتعبير عنها، كما أن النشاط ذاته كان مهمًّا، لِما يضيف للفرد من خبرة، بالإضافة إلى الاحتكاك الذي يحدث مع مجموعة من أفضل الشباب على مستوى اليمن”.
الهدف من نموذج المحاكاة
سيتيح نموذج جامعة الدول العربية لعدد كبير من الشباب اليمني الخوض في نقاش قضايا مهمة عربيًّا.
فريق البرنامج يقول إن رسالة المؤتمر الأساسية هي إظهار جانب مهم في الشباب، ويشرحها كالتالي: “نملك طاقات شبابية كبيرة، لديها القدرة في المشاركة بالمحافل المحلية والدولية، وجميع هؤلاء الشباب يملكون روح التعايش والتحاور تحت سقف واحد وعلى طاولة واحدة، وذلك لوضع حلول للمشاكل الكبيرة التي نعاني منها لسنين، حيث يجب أن يكون لهم وجود في صنع القرار”.
ويضيف الفريق: “هذه المحاكاة مهمة جدًّا، لكي يكون لدى الشباب معرفة أكبر بكل المنظمات الدولية، ودورها في بناء السلام، وعكس ذلك على قدراتهم، أي قدرات الشباب اليمني في التفاعل، والمشاركة والاستفادة”.
الترتيبات والصعوبات
مثل هكذا مؤتمر واسع، لا بد أن يواجه العديد من العوائق والصعوبات، “التي سعى فريق نموذج المحاكاة بكل الطرق للتغلب عليها واحدة تلو الأخرى، سواء من ناحية سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية”، حسب قول الفريق.
ويضيف الفريق: “في كل مجال واجهتنا معضلة، لكننا تجاوزناها، ونحن الآن على مشارف التنفيذ الفعلي، وقد بدأنا المراحل الأولية”.
وأشاروا إلى أنه: “منذ شهر سبتمبر في العام الماضي، والتحضيرات جارية لهذا النموذج، وما زالت الترتيبات مستمرة، سواء بالتواصل مع الجهات المعنية لتنفيذه، أو بالخطوات الأخرى المنظمة لهذا النشاط”.
اختيار الفريق المشارك
بعد الكثير من الترتيبات وتلقي استمارات التقديم، تم اختيار الفريق المشارك، وعددهم 66، من بين عدد كبير من المتقدمين.
يصف فريق النموذج عملية الاختيار بالصعبة، قائلين: “اختيار الوفد استغرق فترة طويلة لأن جميع من قدموا لديهم سيرة ذاتية تستحق أن يتم اختيارهم وفقها؛ لذا كانت المنافسة شديدة، واختيار الوفد تم بعد التركيز الشديد على كل متقدم، وذلك لأجل ألا يحصل أيّ ظلم لأي شاب يمني، وكنا حريصين على أن تشمل المشاركة جميع محافظات الجمهورية اليمنية”.
وشدد الفريق على أن اختيار المشاركين تم “عبر لجنة مستقلة من الشباب المميزين، والذين شاركوا في نموذج محاكاة الأمم المتحدة، ولديهم خبرة وكفاءة عالية، وإسهامات مجتمعية فاعلة، بالإضافة إلى تنوعهم من محافظات مختلفة حيث قاموا بجهد كبير لتقييم المشاركين”.
ينشر بالشراكة مع مؤسسة عدالة للتنمية القانونية.