كتب/محمد عواض
تتصاعد أحلام الشباب العربي يومًا بعد يوم في إيجاد واقع يعبّر عن تطلعاتهم ويفسح المجال لصوتهم، وحملت دعوة الرئيس “عبد الفتاح السيسي” رئيس جمهورية مصر العربية معها آمالًا وطموحات كبيرة عندما دعا إلى إطلاق عام 2023 عامًا للشباب العربي في خطوة استثنائية تشير إلى الاهتمام المتنامي بقضايا الشباب العربي، الأمر الذي أنظر إليه أنه ليس فقط في كونه اهتمامًا بقضايا الشباب العربي، بل هو أيضًا اهتمام بالمستقبل، ونتاج لتغير جذري في أسلوب الإدارة العربية التي باتت تتطلع نحو المستقبل الأفضل، وتدرك مقوماتها ونقاط قوتها، وتحول محن الماضي إلى منح تعول عليها في الحاضر والمستقبل.
ماذا يريد الشباب العربي؟ وماذا يحتاج؟
تمثل الإجابة على هذين السؤالين موضوعًا جديرًا بالاهتمام، وتطرح إشكالية حقيقية يجب أن تتضافر جهود الجميع نحو محاولة إيجاد إجابة توفق بين عامل التطلع وعامل الاحتياج، أي بين ما يريده الشباب العربي وبين ما يحتاجه حقًّا الشباب العربي.
والحقيقة أن الواقع دائمًا ما يطرح فجوة بين ما تريده وما تحتاجه، والأولوية تكون بكل تأكيد إلى ما تحتاجه، وفي رأيي أرى أن جل ما يحتاجه الشباب العربي في هذه الأثناء أن يدرك إمكاناته وحجم تأثيره، وبكل تأكيد فإن هذه المسؤولية هي مسؤولية مشتركة بين الشباب وحكوماتهم على حدٍّ سواء، فمن الأهمية بمكان أن تقيم الحكومات العربية حوارًا مع شبابها لتحديد أولويات العمل خلال الفترة القادمة، وللوقوف على أرضية مشتركة نحو كيفية تعظيم الاستفادة من الزخم الذي سيتواجد خلال العام القادم بقضايا الشباب العربي.
لماذا يجب أن نتفاءل بعام الشباب العربي؟
شركاء في الحلم .. شركاء في الأزمة
قابلت دعوة مصر بإطلاق عام 2023 عامًا للشباب العربي حماسًا وقبولًا واسعًا على مستوى القُطر العربي، الأمر الذي يدفع بقوة نحو التساؤل حول هذا الحماس الشديد للدعوة، خصوصًا وأن هذه ليست الدعوة الأولى التي تنادي بالعمل العربي المشترك، والحقيقة أن هذا القبول كان له أبعاده ومؤشراته، ويأتي على رأس هذه المؤشرات هو أن الشباب العربي بدأ بنفسه يلتمس بوادر تغيير في نمط الإدارة العربية، وأول هذا التغيير كان الانفتاح الموجود في هذا التوقيت على تجارب الشباب في مختلف أنحاء العالم، ومحاولة الدول العربية أن يكون لها نصيب دائم في هذه الأحداث، سواء بالمشاركة أو حتى بتنفيذ أحداث مشابهة.
ولعل الوطن العربي منذ سنوات بسيطة أصبح يشهد حدثًا من أهم الأحداث الشبابية في العالم، وهو “منتدى شباب العالم” الذي تستضيفه جمهورية مصر العربية كل عام، ويحضره لفيف من شباب العالم أجمع، الأمر الثاني هو التشارك في الإحساس بالأزمة والخطر، وبكل صدق فإن جميع دول الوطن العربي تشاركت على مدار العقدين الماضيين في الأزمات، سواء أزمات تتعلق بالأمن أو الإرهاب أو الاقتصاد، أو الحروب الأهلية، وهلم جرًّا.. الأمر الذي جعل التحديات شبه واحدة، والمخرج من هذه التحديات أيضًا واحد، هو ضرورة ترتيب الأوراق، والتعويل على الأوراق الرابحة، والإيمان بأن النجاح يجب أن يخرج أولًا من داخل البيت، ثم يمتد بعد ذلك إلى جنباته كافة.
لذا فإننا إذا أردنا تلخيص الإيمان الشديد بهذه الدعوة، فإننا يجب أن نذكر أننا أصبحنا الأن –أعني الدول العربية والشباب العربي بالأخص – نتشارك سويًّا الحلم والأزمة، والطريق نحو تحقيق الحلم وحل الأزمة واحد وهو الاتحاد، والتعاون، وإطلاق طاقات الشباب.
عن منصة الشباب العربي – الإفريقي للسلام والتنمية،
ومن منطلق الإيمان بدعوة عام الشباب العربي الذي تحدثت عنه أثناء المقال، فإنني كنت من المتفائلين بهذه الدعوة، وعقدت العزم على أن نبدأ في تدشين منصة شبابية عربية إفريقية تربط الشباب العربي والإفريقي ببعضهم البعض، وتكرس جهودها خلال العام القادم على قضايا الشباب العربي، وتعد هذه المنصة مبادرة تطوعية أفروعربية تضم شبابًا من مختلف أنحاء الوطن العربي والقارة الإفريقية، وتسعى إلى تعزيز دور الشباب في خدمة قضايا السلام والتنمية في ضوء قرار مجلس الأمن رقم 2250 المعني بتعزيز دور الشباب في خدمة قضايا السلام والأمن، وأيضًا في ضوء دعوة جمهورية مصر العربية بإطلاق عام 2023 عامًا للشباب العربي، وتستهدف المنصة أبرز قضيتين يعاني منهما المجتمع العربي، وهما قضيتا السلام والتنمية، وتحاول دائمًا أن تبحث في كيفية تفعيل دور الشباب في هاتين القضيتين بما يصب في النهاية في المصلحة العامة لوطننا العربي وقارتنا الإفريقية، ونحن نرحب بالتعاون مع جميع الشباب العربي والإفريقي، وكل المؤسسات والجهات المعنية بهذه القضايا في مختلف أنحاء العالم.
محمد عواض
مؤسس ورئيس منصة الشباب العربي – الإفريقي للسلام والتنمية
جمهورية مصر العربية