رئيسيشبـاك

علي السنيدار.. حياة الناس وأرواح المباني بعدسته يدون التاريخ والانسان

شباب هاوس.. عمران مصباح

تمتلئ اليمن بالمصورين، ولكل شخص منهم طريقة خاصة في التصوير يتميز بها عن غيره، لكن أكثرهم تفردًا من يستطيع وضع بصمته الشخصية، والتي ما أن تشاهد صورة مجهولة المصدر تمر من أمامك حتى تعرف من الذي التقطها.
المصور علي السنيدار، من أكثر المتميزين في هذا المجال، وبرغم احترافيته في مجال التصوير بشكل عام، فهو متخصص أكثر في تصوير حياة الشارع، حيث صنع علامة خاصة به ترسخ في ذهن كل من يتابعه، وبعد أعوام عدة في المجال، استطاع فيها حصد الكثير من الجوائز العربية، والعالمية.
لـ”شباب هاوس” يتحدث السنيدار عن تلك الإنجازات، من أول لقطة حتى آخر جائزة، مرورًا بكل ما يمر به المصور، ويحتاجه للتطور.

من الهواية حتى الاحترافية
الانطلاقة الأولى مهمة لأي شخص، في أيّ مجال كان، لما لذلك من أثر في حياته بالكامل، يقول علي السنيدار، عن بداياته في التصوير: “كانت مجرد هواية قبل أعوام، ثم مع الشغف، والحب، استمرّيت إلى أن وصلت إلى الاحترافية لتصبح مصدر رزق، ولا أعرف ما الذي شدني في البداية لهذا المجال”.
لأن ما يحصل فيما بعد هو الأهم.. عن الطرق التي يتبعها علي السنيدار للارتقاء بمستواه، يقول: “دائمًا ما كنت أغرق في متابعة أعمال مصورين محترفين، ولأننا في العالم الحديث، ولدينا إنترنت، فذلك يوفر إمكانية تطورك كثيرًا؛ لذا كان اليوتيوب هو الوسيلة الأولى التي استفدت منها، بالإضافة إلى المنصات الأخرى كالانستجرام، والفيسبوك، وأيضًا القراءة عن نوعية الكاميرات، والعدسات، وكيفية أخذ لقطات احترافية، وما إلى ذلك”.
مما لا شك فيه أن لكل شخص طريقته الخاصة في التصوير، والتي يعرف بها دومًا.. السنيدار اتسمت الكثير من صوره بتصوير حياة الشارع، عن ذلك يتحدث: “أحببت ذلك الشيء، وكنت أشعر بالمتعة عندما ألتقط صورًا لأي طقس يعكس حياة الناس في الشارع، وبقيت أصور الأشخاص باختلافهم، لكن الأطفال وكبار السن أكثر، وكل شيء بإمكانه أن ينقل الحياة اليومية البسيطة”.

الإنجازات والجوائز والمشاركات
لا يعتبر علي السنيدار أحد المصورين العاديين، بل من المحترفين للغاية، وحتى اللحظة حقق الكثير من الإنجازات في هذا المجال.
عن أكثر تلك الإنجازات قيمة بالنسبة له، يقول: “منذ أن بدأت حصدتُ الكثير من الجوائز، منها: تحقيق المركز الأول في مسابقة التصوير الرقمي التابعة لمعهد الشرق الأوسط في واشنطن ضمن 1200 صورة، أيضًا ترشحت صورة لي من بين أفضل ثلاثين صورة أثرت في العالم عبر وكالة فرنس برنس، كما حصلت على المركز الثاني في مسابقة (معًا لنخلق واقعًا جديدًا) التابع للأمم المتحدة للسكان في اليمن”.
مؤخرًا، ومن بين عدد كبير من المشاركين، حصل السنيدار، مع مصورَين (إماراتي ومصري)، على جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، يقول عن ذلك: “أنا سعيد بحصولي على ميدالية التميز، كانت منافسة صعبة واستطعت الوصول للمرحلة النهائية في مسابقة عالمية، وفيها لجنة التحكيم (من أفضل الحكام في العالم)، ويعتبر حصولي على هذا التكريم شرفًا لي، لأنها ميدالية قيّمة جدًّا”.
تعتبر المعارض وسيلة لعرض إبداعك في مجال التصوير، لذا سبق وأن أقام المصور علي السنيدار العديد من المعارض.. في ذلك يقول: “المعرض الأول كان في العام 2019، في السفارة البريطانية بالرياض، ومعرض آخر في 2020 بالقاهرة – دار الأوبرا، غير المعارض الداخلية التي أقمتها ما بين صنعاء، وتعز، ومأرب، وعدن، وكانت مشتركة مع نخبة من المصورين اليمنيين”.


رسالته وطموحه
التصوير فن، ولأن كل مجال فني يحمل صاحبه رسالة ما، فالسنيدار أيضًا له رسالته الشخصية الخاصة به، التي يسعى لإيصالها، قائلاً: “في هذه الفترة، رسالتي الأولى عكس الأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمني، بالإضافة إلى إظهار جمال اليمن، وناسها، والأماكن البسيطة فيها، كما أن بعض الصور حصلت على نتائج إيجابية، مثل القيام بتصوير مدرسة قديمة جدًّا، والتي أثمرت بعد شهرين بإنشاء فصول، ومقاعد، وحقائب، وبعدها ثلاث مدارس من ستة فصول، وكذلك حصل بعض الأشخاص على مساعدات بسبب صوري، وما إلى ذلك”.
مضت أعوام على انخراط السنيدار في التصوير الفوتوغرافي، وحقق العديد من الإنجازات في هذا المجال، وما زال يحلم بالمزيد.. عن طموحه المستقبلي، يقول: “لديّ العديد من الطموحات، لكن على المدى القصير أفكر بتوثيق المعالم الأثرية في اليمن بشكل عام، وخاصة تلك التي بدأت تندثر في البلد لمحاولة تسليط الضوء عليها، وأتطلع لأنْ أزور كل مناطق اليمن لفعل ذلك، وأتمنى تحقيق ذلك رغم صعوبة الأمر في الوقت الحالي”.

عوائق التصوير ونصيحته للمصورين
في اليمن، ومع الوضع الحربي القائم في كل البلاد، ظهرت الكثير من العوائق على عمل التصوير، يتحدث عنها علي السنيدار، قائلاً: “هناك الكثير من الصعوبات، مثلاً: صحيح أنني أستطيع تصوير لقطات بسيطة في منطقتي، لأنني معروف، وألتقطها بسرعة، وأمشي، لكن أحيانًا قد يكون ذلك ممنوعًا، كما أنه عندما أزور مناطق أخرى، فإن الأمر يتطلب وجود تصاريح، والتصاريح صعب الحصول عليها، لأنني مصور حر، ولا أتبع أي وكالة أو جهة”.
هناك يمنيون ويمنيات كثُر في مجال التصوير، ولكل شخص ميزته الخاصة التي قد لا نعرفها.. يتحدث علي السنيدار عن زملائه، قائلاً: لكل شخص ميزته الخاصة، والتي يكتشفها مع الممارسة، ويسعى فيما بعد إلى التركيز على تطويرها أكثر، إلى أن يصبح متخصصًا في ذلك.


ويضيف: “البعض متميز في الأند سكيب، والبعض في البورتريه، وآخرون في حياة الشارع، وكذلك هناك من يتميز في تصوير الطبيعة، أو المنتجات، وهكذا كلٌّ في مجال ما”.
الاستمرارية التي يعيشها السنيدار في مجاله منحته الاحترافية، ومن خلال خبرته البسيطة، يقدم نصيحة للمبتدئين في المجال، قائلاً: “الممارسة الدائمة، وعدم التوقف، وكذلك مطالعة الأعمال الأخرى لمحترفين للتعلم منها، والقراءة أكثر عن أنواع الكاميرات، والعدسات لأن ذلك يشكل فارقًا في جودة الصورة”.


في اليمن، يوجد الكثير من المبدعين، وكل شخص يقدم الأفضل في مجاله، مما يجلب له التقدير العالمي، ويحصد العديد من الجوائز القيمة، وذلك بقدر ما هو إنجاز شخصي، إلا أنه يعكس قدرة الفرد اليمني في التغلب على العوائق والصعوبات، والوصول لِما يسعى إليه، كما أنه يمثل دافعًا وإلهامًا للكثير من الشباب المتطلعين للنجاح في مختلف المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى