دهليزرئيسي

قادرة – حاضرة – مُشارِكة.. الفتاة العربية كما يجب أن تكون

شباب هاوس – آية خالد

مائة شاب وشابة عربية من 17 دولة عربية غادروا أوطانهم في منتصف يناير المنصرم، واتجهوا نحو العاصمة المصرية القاهرة حاملين هدفًا واحدًا وحَّدهم جميعًا، وهو وضع المرأة العربية.

جميعهم قدموا للمشاركة في الملتقى الثالث للفتاة العربية، الذي نظمته منظمة المرأة العربية ووزارة الشباب والرياضة المصرية، تزامنًا مع إعلان عام 2023م عام الشباب العربي بتوجيهات من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

قضوا ثمانية أيام بلياليها وتفاصيلها، وكأنهم من أبناء بلدة واحدة، تركوا السياسات القادمين منها جانبًا، جسدوا الوحدة العربية كما يجب أن تكون، وما أفسده الساسة بين الدول أصلحوه بتناغمهم وانسجامهم.

منصة شباب هاوس كانت حاضرة لتغطية الفعالية لتكون جزءًا من الحدث، بجانب عدد من وسائل الإعلام العربية.

ننقل لكم الصورة بتفاصيلها من خلال التقرير التالي:

كوادر عربية نفتخر بها

أ.د كيوان

كانت البداية مع أ.د. فاديا كيوان – المدير العام لمنظمة المرأة العربية – التي أشادت بالوفود المشاركة بالمواهب والقدرات الفنية المبدعة للشباب المشارك بمختلف تخصصاتهم، مُعلنة عن دعم المنظمة للجيل الجديد الذي يرفع قيمًا جديدة من المحيط إلى الخليج.

وقالت كيوان: “مصر  هي حاضنة العمل العربي المشترك، وهي دولة مؤسسة للمنظمة وصاحبة مبادرة إنشائها، كما أنها جسر وصل دائم بين الدول العربية، ونحن نُقدر أهمية التعاون والشراكات في ما بين المنظمة والحكومات والمنظمات العربية الإقليمية والجمعيات الأهلية لتنفيذ توصيات الشباب”.

 

نجاح عام الشباب العربي

نجوى صلاح

بدورها تحدثت السيدة نجوى صلاح – وكيل وزارة الشباب والرياضة بمصر  – عن أهمية الملتقى الذي أثبت نجاحه وتأثيره في الشباب المشارك من الجنسين، من الدول العربية.

وأعربت عن سعادتها بالإقبال الشديد من الشباب المشارك من الدول العربية قائلة: “اليوم هو نجاح لبداية عام الشباب العربي الذي يُعد هذا الملتقى افتتاحًا له، وكل التوصيات التي خرجنا بها هي سعادة لنا وسنحاول تنفيذها”.

 

إشراك الشباب اليمني 

د. شفيقة

من جانبها قالت الدكتورة شفيقة سعيد رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة- عضوة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية. إن الملتقى كان ثريًّا بالفائدة بالنسبة للشباب، وورش العمل التي كانت لها مخرجات رائعة تدل على الجهد الذي بذله المنظمون للملتقى خلال فترة أقامته..
وأضافت: نحن في اللجنة الوطنية للمرأة قمنا بترشيح اثنين من المشاركين لاهتمامنا الكبير بحضور اليمن وتمثيله على المستوى العربي بشكل يليق بشبابه أمل الغد، حسب قولها.
وأكدت الدكتورة شفيقة أن اللجنة ستعمل دائمًا على إبراز الأدوار الشبابية الفاعلة وإشراك الشباب بمثل هذه الأنشطة والملتقيات التي تعزز من حضور اليمن على المستوى العربي والدولي أيضاً.. منوهة بأن إشراك الشباب بمثل هذه الفعاليات له أهمية كبرى في تطوير قدراتهم ودمجهم مع المجتمعات العربية لصنع رؤية موحدة تدعم حقهم في المشاركة وصنع القرار. وربط جسور التواصل بينهم وبين الشباب العربي.

“اليمن”.. حضور بهيج

ممثلي الجمهورية اليمنية

اليمن كان له حضور بارز في هذا الملتقى من خلال ثلاثة مشاركين، وهي نقطة إيجابية أن نكون هُنا رغم الغياب التام لوزارات الشباب والرياضة في بلادنا، إلا أن الشباب مثلوا أنفسهم والجهات القادمين منها، وهو ما ميز الوفد اليمني أنهم لا يتبعون أي جهة حكومية، ومع ذلك كان لهم حضور بهيج أشاد به الجميع، فهناك مشاركون مثّلوا اللجنة الوطنية للمرأة، ووليد دحان هو عضو، ومن الجيل القديم لمنظمة المرأة العربية منذ العام 2008، وقدم على نفقته الخاصة.

يعمل وليد دحان كمسؤول للموارد البشرية والشؤون الإدارية – منظمة الإغاثة الدولية في اليمن.

يقول وليد: “انتابني حزن عميق ونحن نرى احتفاء الجهات الرسمية للوفود المشاركة والترحيب بهم، شعور يتيم وإحساس فقدان مؤلم.. كانت نظراتنا هي التي تحكي، وصمت بلا نهاية”.

ويضيف دحان: “كنت أنا وزملائي المشاركين بروح واحدة نبحث عن الأمل الذي يبعث بصيص حياة بأن القادم لنا سيكون أجمل رغم العناء، ورغم واقعنا الأليم افتقدنا حضن الوطن كأقل الوفود المشاركة، كل الوفود سعت لتقديم معرض يمثل بلدهم بكل حب وبفرح.. ونحن لم نلمس هذا الشعور من حكومتنا، لولا رعاية واهتمام الزميل عاصم الشميري – رئيس مؤسسة شباب هاوس، والزميلة الإعلامية آية خالد، واللذين كان لهما الفضل الكبير  في إتاحة مساحة كهذه في معرض الوفود.

 

آراء المشاركين عن الملتقى

تعددت آراء المشاركين الشباب من مختلف الدول العربية، إلا أنها في المجمل كانت إيجابية، وحققت فائدة كبيرة في مخرجاتها، وتركت انطباعًا جميلًا لدى الحاضرين جميعًا، وفتحت أمامهم آفاقًا واسعة، وهو ما عبر عنه الحاضرون الشباب في الملتقى.

 

تبادل ثقافات عربية

صبرين- تونس

صبرين بن محمد الهادي – ممثلة دولة تونس، تعمل مرافقة بمركز الإيواء والإصغاء والتوجيه للنساء ضحايا العنف، ترى أن الملتقى مثّل لها فرصة واسعة لتتنقل بين الدول العربية.. مؤكدة: “الملتقى أضاف لي الكثير، وأول ذلك معرفة ناس جديدة وعربية، والتعرف على ثقافات مختلفة وعادات وتقاليد متنوعة، بالإضافة للتشريعات والقوانين الخاصة بالمرأة بكل دولة عربية”.

 

جميل الأثر

مجدي- ليبيا

ومن دولة ليبيا يقول مجدي الزالط، الذي يعمل في الشؤون الإدارية في وزارة شؤون المرأة: “فعلاً كنت سعيدًا جدًّا بالتعرف على أصدقائي العرب، ومحظوظًا بحضوري معهم.. أسبوع تفاعلنا فيه، وتدارسنا جملة من قضايا المرأة العربية من المحيط إلى الخليج، مر كنسمة صيف، وترك فينا جميل الأثر “.

 

شكرًا مصر

آمنة-الصومال

الصومال، كان لها حضور أيضًا، مثلته المحامية والناشطة الحقوقية آمنة عبد القادر نور، والتي بدورها عبرت عن سعادتها بتلقيها دعوة من وزارة الشباب والرياضة المصرية، قائلة: “يسعدني أن أكون جزءًا من الوفد الذي نظمته وزارة الشباب في مصر ومنظمة المرأة العربية، حيث استفدت الكثير من المعلومات حول العنف ضد المرأة، فشكرًا للمنظمين، وشكرًا مصر”.

 

تجربة مميزة

سحر- العراق

سحر شوكت – طبيبة أسنان – من العراق، حضرت الملتقى كممثلة للبلد، بدورها تحدثت قائلة: “الملتقى بصورة عامة وبرغم تناوله قضايا المرأة في الوطن العربي، إلا أنه أبرز روح العمل الجماعي أثناء ورشات العمل من خلال مشاريع الشباب، وأفضل الحلول هي التي تنتج من التفكير الجماعي وعمل الفريق، فقد كانت عروض ومشاريع الشباب مبدعة خلال وقت قصير جدًا”.

وتضيف شوكت: “أما على الصعيد الشخصي فقد كانت تجربتي متميزة في تبادل المعلومات والخبرات والتعرف على حضارات وثقافات وتراث البلدان المشاركة، وبالأخص تاريخ وحضارة مصر الجميلة وطيبة شعبها، وتشرفت بتمثيل المرأة العراقية وإيصال هموم وقضايا المرأة في مجتمعنا العراقي برغم التغيير الإيجابي الحاصل في مجال تمكين المرأة سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا في العراق، لكن ما زلنا نعمل للحفاظ على هذه المكتسبات وتطوير هذا التغيير الإيجابي لكي تتمتع المرأة بكامل حقوقها من أجل مجتمع أكثر استقرارًا وازدهارًا”.

 

توصيات مهمة

محمد – موريتانيا

أما موريتانيا فقد مثلها محمد لقظف – مهندس معادن، والذي توجه بالشكر للمنظمين على حسن الضيافة، قائلًا: “كنت حاضرًا في ورشة الإعلام، والإعلام كما يعرف الجميع أنه سلاح ذو حدين.. فكرتنا كانت توصيل الفكرة الإيجابية للمرأة العربية ومسح الصورة النمطية، وخرجنا بتوصيات مهمة نسعى لها”.

 

مناصب قيادية للمرأة

فاطمة – الامارات

وعن دولة الإمارات العربية المتحدة، كانت فاطمة عمر العمري الممثلة لها، حيث توجهت بالشكر لكل المشاركين والقائمين على الملتقى، متحدثة: “فعلًا سعيدة ومحظوظة بكم وبحضوري معكم، أسبوع تفاعلنا فيه وتدارسنا مجموعة من قضايا المرأة العربية”.

وتشير : “نحن في دولة الإمارات نشكر حكومتنا جزيل الشكر لتمكين المرأة في كل المجالات، حيث أصبحت المرأة الإماراتية وزيرًا وقاضيًا ومديرًا، وشغلت أكبر المناصب في الدولة.. 

 

صورة المرأة العربية الحقيقية

إلهام- الجزائر

الصحفية الجزائرية إلهام بوثلجي من المشاركين القدامى في الملتقى منذ العام 2008 ضمن فعاليات حوار الشباب العربي لعدة طبعات خلال السنوات الماضية.

تقول إلهام: “رغم اختلاف وجهات النظر بين الشباب العربي إلا أن هذا الخلاف كان مفيدًا لنا للخروج بآليات وأفكار متنوعة ومشتركة عن وضع المرأة العربية”.

تضيف: “تعرفنا على الوضع السياسي والاقتصادي للمرأة في كل دولة بصورة مباشرة عن طريق ممثلي الدول بعيدًا عن الصور التي يقدمها لنا الإعلام عن بعض الدول، والتي قد لا تكون واضحة وحقيقية بقدر ما يقدمها الشباب بأنفسهم”.

 

إضافة كبيرة

محمد – البحرين

الباحث والناشط الاجتماعي محمد السيد، من البحرين، تحدث عن الملتقى، مبديًا رأيه، بالقول: “استفدت كثيرًا من الورش والمدربين وتبادل الخبرات بيننا كمشاركين ومدربين.. الزخم الثقافي الذي حظينا به من كل الدول العربية أتاح لنا فرصة للتعارف، كل شخص حضر حاملًا قضية وطنه بالدرجة الأولى، تجمع عدد من الشباب العربي، يتوحد لمناقشة قضايا المرأة هذه بالنسبة لي إضافة كبيرة”.. واختتم السيد حواره قائلًا: “فخورون بمشاركة الوفد اليمني رغم كل المعوقات التي تعتريهم وتعتري اليمن، إلا أنهم أثبتوا جدارتهم وكسبوا محبة الجميع”.

 

فلسطين: الملتقى فرصة للتقارب وتعزيز الشراكة

هناء – فلسطين

وختامه مسك من فلسطين العربية وهويتنا العربية فتجد هناء خطيب- رئيس الوفد الفلسطيني أن الملتقى جاء فرصة لتقارب وجهات النظر بين الفتيات العربيات، وكذلك لتبادل الخبرات وتعزيز العمل العربي المشترك، ونقل المبادرات الإنسانية والاجتماعية.

وتضيف: “الملتقى كان لنا فرصة أيضًا لنقل تجارب ومعاناة الفتاة الفلسطينية اليومية بفعل جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وأكدنا أن الفتاة الفلسطينية تتعرض لاضطهاد مضاعف بسبب الاحتلال، ولعل أبسط أشكال هذا الاضطهاد هو ما تقوم به سلطات الاحتلال من تفتيش أمني دقيق للفتاة أو السيدة الفلسطينية، وهو ما يثير غضب الفتاة أكثر، فضلًا عن الأسيرات الفلسطينيات اللاتي يتعرضن لأبشع أنواع القهر، وعدم الاهتمام بهن، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي”.

 

خلاصة الملتقى

كلٌّ عبر عن مدى إفادته بطريقته بعد أيام طويلة قضوها في التدريب بورش مختلفة منها العنف ضد المرأة والتشريعات، والمرأة ووسائل الإعلام، والمساواة بين الجنسين من التعليم للعمل، كل ورشة خرجت بمخرجات وتوصيات تسعى الجهات المنظمة لتنفيذها خلال الأيام القادمة، عبر حلقة وصل مستمر ة بين المشاركين العرب ومنظمة المرأة العربية، حرصًا على أن تتواجد الفتاة في رأس الهرم والسلطة في العالم العربي، ولتثبت للجميع أن المرأة قادرة، حاضرة، مشارِكة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى