شباب هاوس.. رشيد الحداد
بحقيبة ظهر مزودة بحزام وخزان وقود ومحرك ومروحة مرتبطة بمظلة شراعية، خطف الشاب اليمني ماجد علي المبنن (35 عامًا) أنظار اليمنيين، مؤخرًا، بقيامه بجولتين استعراضيتين تمكَّن خلالهما من الطيران في منطقة السبعين بأمانة العاصمة، ومنطقة متنة التابعة لمحافظة صنعاء.
في مقطع فيديو قصير تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أبهر طيار البروموتور اليمني ماجد المبنن الأنظار وهو يحلق في العلا كاسرًا الحظر الجوي الذي فرضته الحرب، وفاردا جناحيه كنسر طال حبسه.
عن تجربته في طيران البروموتور، أكد الشاب المبنن لـ”شباب هاوس” أن الصدفة هي التي قادته للتدرب على هذا النوع من الطيران الفردي، مشيرًا إلى أنه خلال زيارته دبي خلال الفترة 2013 ـ 2014، سنحت له فرصة التدرب في نادٍ رياضي خاص بهذا النوع من الطيران على يد مدرب جنوب أفريقي لمدة ثلاثة أشهر.
وأوضح المبنن أنه بعد انتهاء الدورة التدريبية قام بشراء كافة الأجهزة والمحركات الخاصة بطيران البروموتور وعاد بها إلى صنعاء.
يرى المبنن أن هذا النوع من الطيران لا يقبل الارتجالية، بل يعتمد على نفس آلية الطيران المتعارف عليه، بفارق واحد فقط، وهو أنه طيران فردي.
ويضيف: “الميكانيكية التي يقوم عليها طيران البروموتور تستلزم عدة عوامل، كالهواء وقوة دفع المحرك والتضاريس، لأنها رياضة تختلف عن الطيران الشراعي الذي يعتمد على تيارات هوائية متصاعدة، ويقتضي الانطلاق من مناطق مرتفعة دون الحاجة إلى محرك”.
ويرى المبنن، الذي حصل على ترخيص للطيران من السلطات في صنعاء ومنحته وزارة الشباب والرياضة بطاقة أول طيار بروموتور في اليمن، أن خصوصية اليمن السياحية وتنوع تضاريسها بين السهل والبحر والجبل والصحاري تسهم في إنعاش هذا النوع من الرياضة، وتنظيم مشاركات واسعة كجانب من الترويج السياحي والتصوير الجوي.
وبالرغم من عدم اعتماد هذا النوع من الطيران في اليمن كنشاط رياضي، فإن ذلك لم يقف حائلًا أمام طيار البروموتور ماجد المبنن، الذي أكد لـ”شباب هاوس” أنه اصطدم عام 2014 بعدم اهتمام وتقبل وزارة الشباب والرياضة لرياضة البروموتور المعتمدة عالميًّا.
ويضيف المبنن: “نظرًا لعدم وجود اتحاد خاص بطيران البروموتور في اليمن، اضطررت لأن أشارك مشاركة شرفية في عدد من البطولات الخارجية، كالتي أقيمت في ماليزيا، وكذلك الفيوم بمصر، والتي شارك فيها 254 طيارًا من 20 دولة من مختلف أنحاء العالم.
الحرب تحد من نشاط الطيار
الحرب التي يعيشها اليمن حددت من نشاط طيار البروموتور المبنن، لكنها لم تحد من شغفه بالطيران، فعلى مدى الفترة الماضية من عمر الحرب قام بعدة جولات استعراضية متخطيًا التحديات والمخاط.
ومع ذلك، فقد كان للاعتبارات الأمنية التي تمس حياة السكان أن تقلص من تلك الجولات الاستعراضية، خشية تعرضهم للاستهداف، فاكتفى بمواصلة تدريباته الأرضية، كما أن استيراد الأجهزة من الخارج يمثل أحد التحديات التي يواجهها المبنن في ظل الحرب.
يتطلع المبنن كغيره من الشباب اليمني للسلام، لكي يؤسس أول نادٍ للبروموتور في اليمن، فهو كان أول من أدخل هذه النوع من الرياضة، حسب قوله، والتي يقول عنها إنها رياضة ممتعة، ورغم أن إنشاء نادٍ لهذا النوع من الرياضة بحاجة إلى أرض واسعة، لكنه لا يرى ذلك مستحيلاً في حال تعاون الجهات الحكومية، فهو يرى أن من حق الشباب اليمني الانخراط في هذا النوع من الرياضة العالمية.
رسالة
يتحدث الطيار المبنن عن ردود الأفعال المفاجئة وحجم الانبهار الشعبي عند قيامه بجولات استعراضية في العاصمة، قائلاً: “أحسست بتقبل الناس لهذا النوع من الطيران، الذين عبروا عن مدى فخرهم بما قدمته، خصوصًا بعد ما قلت لهم بأن هذا العمل هو لليمن.
ويضيف: “من خلال قيامي بهذه الجولات الاستعراضية في بلد يعيش حالة حرب أريد أن أوصل رسالة لكل اليمنيين بأن الحرب لن توقف آمالنا وطموحاتنا، وأن أثبت بأن الحياة سوف تستمر رغم كل التحديات والصعوبات التي يعيشها المجتمع اليمني”.
مخاطر
وعن مخاطر طيران البروموتور يقول المبنن: “ندرس التضاريس، حيث تلعب الأجواء دورًا في تسهيل مهام طيران البروموتور، أو رفع معدل المخاطر، فنحن نختار الوقت والمكان المناسبين”.
ويضيف: “ومع ذلك لا يخلو هذا النوع من الرياضة من المخاطر في حال توقف المحرك، فالسقوط يكون واردًا”.
مفاجأة
المبنن كشف لـ”شباب هاوس” عن مفاجأة يعدها شباب مخترعون في صنعاء، من خلال محاولاتهم الحثيثة لصناعة محرك الدفع الأساسي المستخدم في الانطلاق، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ على قدم وساق لتصميم أول جهاز من اختراع يمني.
في ختام حديثه لـ”شباب هاوس”، يؤكد المبنن أن اليمن مليء بالقدرات الشبابية والعقول النيرة والمبدعة، داعيًا الشباب اليمني إلى عدم اليأس، وإلى تحدي الصعاب بإخراج طاقاتهم وإبداعاتهم، والعمل على توظيفها لرفع اسم اليمن عاليًا.