أعداد فريق شباب هاوس/ عمران مصباح ، منى الأسعدي، أبرار الفهيدي، شيماء اكرم
خاص – شباب هاوس
لمدة يومين، أقيمت فعالية تيدكس صنعاء (طير فلس)، في تنظيم رائع، وحضور لافت جعل كل من حضر يشعر بالدهشة والانبهار.
خلف ذلك الإنجاز كان 183 فردًا متطوعًا، والذين تحدثوا عن عدد من القضايا التي تهم المجتمع اليمني، سعيًا في تقريب وجهات النظر ما بين فئة الشباب والراشدين، ومحاولة لردم الهوة ما بينهما.
الحدث الذي قُسّم إلى ستة محاور، استهدف فئة الشباب بشكل أساسي، سوى بالمتحدثين من نماذج الشباب، أو بالمتحدثين الكبار الذي تحدثوا كمحاولة منهم لإلهام الشباب.
في هذا التقرير، الذي أعده فريق “شباب هاوس”، الذي حضر كجهة إعلامية وحيدة أقام معها المنظمون عقدًا تعاونيًّا، لتغطية هذا الحدث الشبابي الرائع الذي قسمته “شباب هاوس”، باعتبارها الجهة الإعلامية التي قامت بتغطية هذا الحدث الشبابي الرائع بمحاوره الستة.
محور الفن
باعتبار الفن جزءًا أساسيًّا في حياة الإنسان وفي صلب وجوده، فقد أولى مؤتمر تيدكس صنعاء هذا المحور اهتمامًا كبيرًا، واستضاف عددًا من الشخصيات الفنية اليمنية للحديث عنه كملهمين للشباب، ومن بين الضيوف الذين تحدثوا الفنانة التشكيلية آمنة النصيري، والتي افتتحت حديثها عن أهمية الفن في حياتنا بإشارات إلى ما قام به جنكيز خان، على الرغم مما عرف به من دموية، من تشكيل فرق لحماية اللوحات التشكيلية والدفاع عن الفن، وإلى ما قام به هتلر عندما أراد الانتصار على خصومه بتدمير فنهم وسرقة لوحات تشكيلية للأوروبيين، وكيف دافع عنها الأوروبيون وقاتلوا لأجلها، مؤكدة على ضرورة حماية الفن والفنانين حتى في أحلك الظروف.
وتحدثت النصيري عن تجربتها، وكيف خاضت الفن التشكيلي برسالة الفن لأجل الفن، دون الهدف الربحي، مشيرة إلى أن هدف الفن “ليس دائمًا جماليًّا، أو مرضيًّا للآخرين، بل يجب أن يكون جرس الإنذار ليوقظ الناس أحيانًا”.
النصيري وجهت رسالة إلى الشباب قائلة: “رجاءً، أيها الشباب، حاولوا توسيع دائرة إبداعاتكم، لأجل هذا الوطن الذي تتداعى عليه الحروب”.
الشاب مهند الشيخ، المحاضر في سبع جامعات، والحاصل على 23 شهادة، حضر أيضًا ضمن المتحدثين في مؤتمر تيدكس صنعاء كشاب ملهم في مجال الفن.
تحدث الشيخ عن تجربته مع الفن ودعم أسرته له منذ البداية، مستحضرًا أول نوتة أهدته إياها والدته كي يرسم، ومفتتحًا حديثه عن نفسه بأن الفن هو وسيلة تواصله بهذا العالم.
ونوه الشاب مهند إلى هوسه بالفن التشكيلي، والذي جعله يتعمق أكثر في الفن بكل أنواعه، من غناء، ورقص، وتمثيل، وحتى الخوض في مجال الإنميشن، قائلاً: “لا أستطيع تفسير ما الذي يعتمل دماغي، لكنها حالة تأتيني، لتخاطبني النوتة التي أعطتني إياها أمي، قائلة: “اجلس وارسم فقط”.
وأضاف مهند موجها حديثه للشباب: “الوعي يحرك الفضول، والفضول يحرك التفكير، والتفكير يحرك حب الاكتشاف والتعلم”، مختتمًا حديثه بفقرة رسم مباشر.
ولأن الفنانين بحاجة إلى دعم مثلما أن الفن هو أيضًا بحاجة إلى تسويق، فقد تم استضافة الفنان مروان الجريدي للحديث عن هذا الموضوع المتعلق بأهمية دعم الفنانين، وكذلك تقديمهم للعالم الخارجي، لتحسين صورة اليمن داخليًّا وخارجيًّا.
وعن جهوده في دعم الفنانين يقول الجريدي: “عندي منصة فنية، تدعم الكثير من الفنانين اليمنيين، وحتى اللحظة وصل عدد الفنانين المستفيدين من وجود المنصة 170 شخصًا، بالإضافة إلى أن رسالتي الأساسية هي تقديم اليمن للعالم الخارجي بشكل إيجابي”، داعيًا الشباب إلى العمل لتحسين صورة اليمن في الخارج.
وللحديث عن الغناء اليمني، كان لا بد لمؤتمر تيدكس صنعاء من شخصية ذات تجربة كبيرة في معرفة هذا الجانب الفني، فكان الدكتور محمد عصدة هو الشخص الذي قدّم ذلك بأجمل صورة، متحدثًا عن الغناء اليمني بمنهجية معرفية كبيرة، ومستعرضًا تنوعه بين الغناء الصنعاني والشرح اللحجي والأغنية العدنية والأغنية السريعة التهامية والدان الحضرمي ..إلخ.
الدكتور عصدة، ومن خلال حديثه في مؤتمر تيدكس صنعاء، تطرق كذلك إلى الشعر الغنائي متحدثًا عنه بتفحّص كبير، كما حاول تعريف الشباب بثراء الفن اليمني الكبير وتنوعه الجميل.
ريادة الأعمال
لان ريادة الأعمال مهمة في حياة كل فرد ومجتمع، فقد كان لها حيز هي أيضًا في فعالية تيدكس صنعاء.
صفاء الأغبري كانت أول متحدثي ريادة الأعمال في منصة تيدكس، مبتدئة حديثها بالسعادة التي شعرت بها عند حصولها على أول راتب لها في مجال السفريات والسياحة، مشيرة إلى أنه كان أجمل مبلغ حصلت عليه في حياتها.
وتابعت صفاء حديثها بالقول: “كنت معتادة على سماع “رحلة رقم” في مجال عملي، لكن عندما بدأت الحرب خَبَت تلك الكلمة، وخبا بريقها، وعندها قررت أن أبدأ رحلتي في مجال موهبتي في تصميم الأزياء”.
وتطرقت صفاء إلى العقبات التي واجهتها وكيف ابتدأت مشوارها بمحل صغير، إلى أن أصبح مشروعها مصدر دخل لها، وأصبحت بدورها صاحبة سلسلة محلات رائدة، وعضوًا في الفاشن وأسبوع الموضة للمصممين العالميين الذي يقام في دبي، حيث حازت تصاميمها على أفضل تصاميم لعام 2021.
بدورها، تحدثت إيمان المقطري كيف أنه يمكن للفرد أن يكون رائد عمل في العصر الحديث، وذلك من خلال المجالات المتعددة التي أتاحتها التكنولوجيا.
إيمان المقطري تحدثت، عن نجاح تجربتها، وكيف يمكن للآخرين أيضًا أن ينجحوا في ريادة الأعمال، قائلة: “لأن الجميع أصبح له علاقة بالتكنولوجيا، هنا تكمن أهمية تلك الوسيلة في نجاح ريادة الأعمال”، متطرقة بشكل مستفيض إلى أهمية التكنولوجيا، وعلاقتها بعصرنا الحديث.
كما تحدثت عن شركات ناشئة في بلدان صغيرة جدًّا، وكيف أثرت على مسار اقتصاد تلك البلدان، معبرة عن أملها أن يحدث ذلك في اليمن.
الجانب المالي كان له حضوره في منصة تيدكس، وذلك من خلال استضافة إحدى الشخصيات المالية المعروفة، ومؤسس ومدير أحد أهم المشاريع المالية الناجحة، وهو يوسف الكريمي، صاحب مؤسسة الكريمي الشهيرة، والذي تحدث كثيرًا في الجانب المالي، وعن تجربة مصرف الكريمي.
وقال الكريمي إن هناك الكثير ممن يعمل، لكن النجاح لا يأتي إلا لمن يتميز.
بدورها، تحدثت لقاء المستكى عن أهمية النظرة المغايرة لأجل النجاح في ريادة الأعمال، مستدلة في حديثها بأن الجميع يعرف أن النحل ينتج العسل، لكن لا أحد يعرف بأن هناك الكثير من المنتجات، وليس العسل فقط، ودار أغلب حديث لقاء المستكى حول هذه المسألة، مطالبة بالتفكير غير التقليدي.
ومن المتحدثين – أيضًا – في هذا المجال، سمر شاهر، والتي تقول إنها بقيت لفترة طويلة تعيش حياة مستقرة، وإلى قبل فترة قصيرة، أرادت الخوض في مجال ريادة الأعمال، ولأنها تجيد صناعة الكيك، ابتدأت بقرار شجاع، ولم يكن لديها حتى ثلاجة لحفظ الكيك.
وسردت سمر الكثير من خطوات الإخفاق التي عاشتها قبل النجاح الذي وصلت إليه الآن، قائلة: “من بنت تصنع الكيك وحدها إلى 12 عاملاً، والعديد من المكائن، وأنتجت في فترة قصيرة جدًّا أكثر من ثلاثة آلاف كيكة بأشكال وتصاميم مختلفة”.
واختتمت حديثها بكلام موجه للشباب: “أردتُ اليوم الوقوف هنا، لأجل القول إن نتائج الإنجاز كفيلة بأن تسعدك مدى الحياة، فلا تتوقفوا عن الاجتهاد”.
عبدالله العراسي، هو أيضًا، استعرض تجربته في ريادة الأعمال، لكن من زاوية مختلفة، وتحدث عن تجاربه في تقديم استشارات لرواد الأعمال، وكيف غالبًا ما ينصح الآخرين بالخروج من السوق، لأن الاستمرار في السوق في اللحظة التي يجب فيها الخروج هو الفشل، كما قدم العراسي للشباب نظرة مختلفة لريادة الأعمال ونجاحها.
صنِع في اليمن
هذا المحور كان أحد المحاور المهمة في حدث تيدكس صنعاء لإظهار منتجين يمنيين صنعوا شيئًا خاصًّا باليمن، وكانت البداية مع شيماء إبراهيم، التي حكت سيرة مشروعها منذ أن بدأ بفكرة بسيطة لصنع الشوكولاه، وتطور إلى معمل واقعي يوفر هذا المنتج إلى عشرات من نقاط البيع.
وتحدثت شيماء عن تجربتها بالقول: “ابتدأنا بمعمل بسيط، أشتغل فيه أنا وأمي، والآن لدينا العديد من العمال، ونحلم بأن يصبح مصنعًا كبيرًا في المستقبل، وأن يزيد من عدد نقاط البيع”، مضيفة أنها تشعر بالفخر؛ لأنّ منتجها يمني خالص، وأن نقاط البيع هم أيضًا يشعرون بالفخر.
ولم تنسَ شيماء إبراهيم التنويه بأن السوشال ميديا ساعدهم في انتشار منتجهم، موجهة حديثها للشباب أنّ باستطاعتهم فعل شيء ما، وإنتاجه محليًّا.
كما تحدث الشاب بسام الرماح ضمن هذه الفقرة هو أيضًا، متطرقًا إلى قصة حياته التي ابتدأت من الصفر، حسب قوله.
وأضاف الرماح: “كانت البداية في تجمّع مع زملائي في الجامعة، عندما ابتكرنا ممرن يد لبعض الأمراض المتطلب فيها تمارين معينة”، مشيرًا إلى أن تلك كانت نقطة البداية للانطلاق وابتكار أشياء كثيرة مثل الأطراف الصناعية، كما استطاع مع بعض من زملائه صناعة طابعة، وكذا العديد من الآلات.
وأوضح أن مشروع صناعة الطابعة لم يكن ابتكارًا من العدم، بقدر ما كان محاكاة، لكنه تطلب جهدًا كبيرًا من حيث الحصول على قطع غير موجودة. مختتمًا حديثه بالقول: “كل شيء يبدأ فكرة، والفكرة تصبح حقيقة، والحقيقة تجربة، والتجربة حكيتها لكم الآن، وأريدكم أن تصبحوا جميعًا أصحاب تجارب”.
بدوره، أكد لبيب العريقي، أحد المتحدثين في محور “صنع في اليمن”، أنه ابتدأ حياته بالكثير من الأشغال المختلفة، ومر بفترات كثيرة متقلبة، حتى وصل إلى إنتاج الكمامات تزامنًا مع انتشار فيروس كورونا، مشيرًا إلى أنه أصبح الآن ينتج ملابس قطنية ذات جودة عالية.
ودعا العريقي إلى تشجيع المنتج المحلي قائلاً: “دعم المنتج المحلي، وتشجيعه، قد يوصلنا للاكتفاء الذاتي”.. مؤكدًا أهمية دعم مشاريع الشباب، وأن الشباب بحاجة إلى الدعم.
محور التعليم
لأنّ التعليم ركيزة أساسية في المجتمع، كان هذا المحور حاضرًا بقوة، هو أيضًا، في فعالية تيدكس صنعاء، وافتتح الحدث يومه الأول، بهذا المحور، حيث تحدثت ليزا الكوري، وهي كفيفة متعلمة، حصلت على الماجستير، وفي طريق استكمالها للدكتورة، قائلة: “في حال ركز الكفيف على التعليم، يكون مبدعًا أكثر، كونه يصب تركيزه الذهني على الشيء، فيحفظ الأشياء بسرعة أكبر من المبصر الذي يتشتت أكثر”.
وعن نظرة المجتمع للكفيف أكدت ليزا أنه يمكن تلخيصها في جانبين: الأول نظرة شفقة مزعجة، والآخر هو تعامل قاس من أجل ألّا يشعر الكفيف بحاجته إلى معاملة خاصة، وكلتا النظرتين خاطئتين، بحسب تعبيرها.
ووجهت حديثها للشباب بأنه لا شيء قد يقف عائقًا أمام التعلم، أيًّا كان السبب.
في السياق، تحدث المهندس محمد الجرادي في المجال الزراعي، قائلاً: “مؤمن جدًّا بأن العلم هو السبيل لتطوير الزراعة في اليمن، وأنا أتبنى التقنيات الحديثة في الزراعة، وأعمل على تحسين الصورة النمطية للمزارع اليمني”.
وأشار الجرادي إلى أنه يُنتج 50 مليون شتلة خضار في العام الواحد، بفضل تقنيات العلم الحديثة، أي حوالى 30% من إنتاج 500 ألف طن من الخضار، كما يقوم بتوفير ما لا يقل عن مليون متر مكعب من المياه، ويُقدم خدماته لأكثر من 5 آلاف مزارع، ويسهم في اختصار جهد وتكاليف ثلث الموسم لهم، كما أن التقنيات المستخدمة تساعد في زراعة بذور محسنة وعالية الجودة ومضاعفة الإنتاج، حسب قوله.
وتابع الجرادي أن هذا شجعه على تبنّي تقنيات أحدث وأسرع منها تقنية “الاستنساخ” أو ما يعرف بزراعة الأنسجة، وتتميز هذه التقنية بالإنتاج الكمي التي يمكن أن يتكاثر عن طريقها من النبتة الواحدة 20 ألف نبتة، وأنه من خلال هذه التقنية استطاع أن يغطي سوق اليمن كاملاً بمنتج الفراولة، وأنه خلال عام واحد فقط استطاع أن يُنتج 50 ألف شتلة بطاطس، بعدها تمكن من الحصول على تصريح لأول مختبر أنسجة في اليمن، وأصبح هناك طلب لـ250 ألف شتلة بطاطس محليًّا من مختبره.
واختتم حديثه بأن هدفهم القادم هو البُن اليمني، مشيرًا إلى أنه بالرغم من صعوبة تحقيقه، إلا أنهم سيسعون إلى ذلك بكل حماس.
من جابنها، ركزت مها صلاح، وهي ضمن المتحدثين في تيدكس، على أهم الوسائل التي من الممكن تعليم الأطفال من خلالها، مشيرة إلى أن لديها أربعة إصدارات، ثلاثة خاصة بالأطفال.
وبعد استعراضها قصة أرادت من خلالها توصيل رسالة ما، على خشبة مسرح تيدكس، لخصت حديثها بالقول: “من المهم أن نهدي أطفالنا الكتب، نحن بحاجة للارتباط بالقراءة، لأنها الوسيلة الوحيدة لتجاوز هذا الجهل، والخروج من عنق الزجاجة”.
كما تحدث مدير دار التوجيه الاجتماعي، محمد العرافي، عن تجربته مع أطفال الأحداث، قائلاً إنه يجب الاهتمام بهم وتعليمهم بشكل كافٍ.
وأكد العرافي أن الأطفال الأحداث “لديهم تفكير دقيق، وتخطيط عالي الدقة، وإذا لم يتم استخدامهم في شيء إيجابي، سيُستغلون في أشياء سلبية، إنهم قنبلة موقوتة”.
وضمن محور التعليم، تحدث ماهر العاقل، أيضًا، مبتدئًا حديثه بقصة من طفولته عندما كان في بريطانيا، وعرف أول جهاز كمبيوتر بحياته، وكيف أن ذلك حفز عنده التفكير، والتساؤل: لماذا لا أُصنع أنا مثله؟ ومن هذا الحدث ابتدأ فضوله يبرز أكثر فأكثر.
وقال العاقل: “انتهيت من صناعة أول برنامج وأنا في الثانوية”، مضيفًا: “بعد الكثير من التجارب، وصلت لبرنامج شبكي، فزت فيه بالمركز الأول من وزارة الصناعة، والتجارة عام 2020، كما ابتكرت الكثير من البرامج، منها برامج معقدة لتحديد مسارات الطيران.
واختتم حديثه بالقول: “نصيحتي للشباب أن الإصرار أهم من الموهبة”.
السياحة
تُعد اليمن من أبرز الدول التي يتوجب فيها العمل على هذا الجانب، ولأن السياحة أصبحت غير ممكنة في هذا الوقت، فقد اقتصر الأمر على الترويج عبر التوثيق والتصوير والنشر، وحظي الجانب السياحي بمساحة كبيرة في منصة تيدكس، فكان محمد عبدالخالق أول المتحدثين، متطرقًا إلى أنواع الطيور والزواحف والحيوانات الموجودة في اليمن، باعتباره مصورًا متخصصًا.
وأشار عبدالخالق إلى أن هناك كنوزًا في هذا الجانب في اليمن لا ينتبه إليها أحد، كما أن هناك إهمالاً كبيرًا من قِبل الجهات الرسمية.
وعن تجربته، سرد عبدالخالق مراحل من قصته منذ أن كان طفلاً ينزعج من قتل الحرباء حتى اللحظة، وهو يشاهد أخبارًا عن بدء انقراض النمر العربي في اليمن، بسبب تصرفات صبيانية.
عبدالخالق أكد أنه طيلة تدريسه الجامعي، والذي شمل عدة جامعات، وهو يحاول تكريس فكرة الحضارة اليمنية، وما شيدته من معالم، مشيرًا إلى أن تلك هي رسالته الكبرى في الحياة.
كما كان لأول مرشدة سياحية في اليمن، دعاء الواسعي، بصمة في تيدكس صنعاء، عندما استعرضت تجربتها في السياحة، قائلة: “لم أعِ أنني أعيش في أكبر المدن السياحية إلا عن طريق الأجانب، عندما رافقت مرشدة أسترالية بالصدفة، ومجموعة أخرى، للسياحة في صنعاء القديمة، واكتشفت أن لدينا كنزًا كبيرًا من التراث والحضارة، وخضت المجال حتى وصلت إلى مديرة بيت التراث”.
ووجهت الواسعي نصيحة خاصة للشباب، مفادها أن الشغف هو ما يكمن خلف كل شيء.
بدورها، تحدثت الرحالة اليمنية المعروفة، سمية محمد، عن السياحة في اليمن، من خلال فيديو تم عرضه على شاشة المنصة، وكيف اكتشفت أمورًا في التراث لا يمكن للخيال تصورها.
وأضافت سمية محمد أن خوضها للمغامرات وحبها للاكتشاف ليس طفرة، بل امتدادًا لليمن السعيد، مطالبة الشباب بإعادة اكتشاف بلادهم والترويج لها.
يسرى إسحاق، صانعة أفلام وثائقية ومروجة سياحية، بدورها افتتحت حديثها عن أهمية المشاعر والذكريات، وأن الهُوية تتشكل من تلك الأشياء، مضيفة: “مثلما أن كل فرد له هُويته الخاصة، فالبلد هو أيضًا له هويته الخاصة، وتلك الهُوية يصنعها التوثيق”.
وأشارت يسرى إلى أهمية التوثيق في كونه يصنع ويخلد التاريخ.
الصحة
مع انتشار الأمراض بشكل كبير، ثمة توجه عالمي للتوعية بالصحة في العالم كله، وكان لمنصة تيدكس صنعاء أن تستضيف في هذا الجانب شخصيات استعرضت كيف استطاعت تجاوزها للأمراض.
المهندس فوزي المعمري كان أول المتحدثين في هذا الجانب، والذي ابتدأ حديثه بالقول: “رحلة شاقة عشتها في عناء، عشر سنوات من الارتفاع والانخفاض في معدلات السكر رغم تناولي للأنسولين والكثير من الأدوية”.
وأشار المعمري إلى أن تلك الرحلة الشاقة مع داء السكري الذي أوصله إلى حالة حرجة، وجلب له أمراضًا لا تحصى، لم تجعله يستسلم، بل قرر أن يتعرف على المرض أكثر، مستشهدًا بالقول إن “من حق كل مريض سكري أن يعرف عن مرضه ما يعرفه الطبيب، وإن استطاع أن يعرف أكثر فليفعل”.
وأضاف أنه بدأ بتناول غذاء صحي مبتعدًا عن الكربوهيدرات كثيرًا، وهو ما جعل حالته الصحية تتحسن، حتى قال له الدكتور في آخر زيارة له بأنه لم يرَ هذه النتائج من قبل، ولم يقرأ عنها في الكتب”.
بشرى منير، بدورها، تتحدث عن تجربتها المختلفة في الطب، مستعرضة عددًا من المراحل التي مرت بها خلال شق طريق خاص في التعليم الطبي.
وابتدأت بشرى حديثها مع بداية دراستها في كلية الطب وتسابقها هي وزملاؤها على كتابة روشتات بعد التخرج، ساردة عددًا من التجارب القصيرة والطويلة، حتى وصولها إلى تأسيس وإدارة مركز تعليمي طبي، متخصص بالتعليم الطبي، وهي في عمر العشرينيات، كرسالة واضحة للشباب أن بإمكانهم الوصول لِما يريدون.
بدوره، تحدث الدكتور علي المضواحي، عن أهمية الصحة في حياة الفرد، وضرورة مساعدة الإنسان في تحقيق صحة مثالية، مشيرًا إلى أن الصحة يجب أن تكون مكتملة، أي أن يحقق الإنسان التعافي على المستوى الجسدي والنفسي والروحي.
كما تحدثت الشابة منى الذبحاني، وهي متخصصة بالصحة النفسية، من على منصة تيدكس، مبتدئة حديثها بالبيانات عن الأمراض في العالم ومدى انتشارها، ومركزة بشكل أكبر على الصحة النفسية، بصفتها مسببة للأمراض الجسدية.
وركزت الذبحاني على خطورة إخفاء الأمراض النفسية، ووصم من لديه أعراض نفسية بالجنون، ومدى خطورة ذلك على المجتمع ككل، مضيفة أن “العامل النفسي الذي يسببه الإعلام يجب ألا نستهين به”.
واستحضرت منى أنه في عام 2017، كانت اليمن هي الأولى في منسوب الانتحار على مستوى العالم، بواقع أكثر من 1600 حالة، وذاك ما جعلها أكثر إصرارًا لتوصيل رسالتها في أهمية الصحة النفسية للفرد.
اعتدال ناصر، الحاصلة على عدد من الجوائز العالمية للملهمين، كان لها أن تختتم محور الصحة في فعالية هذا العام من تيدكس صنعاء (طير فلس)، محاولة إلهام تجربتها للشباب.
ابتدأت اعتدال بصعود ظريف إلى المنصة، وهي تحمل حقيبة ضخمة، ثم بدأت تسرد قصتها في مساعدة الآخرين، قائلة إن نزعة تقديم المساعدة اكتسبتها من أمها، فبدأت في طفولتها تساعد الحيوانات، وتحمل لها أشياء داخل تلك الحقيبة التي ما زالت ترافقها في كل مناسبة.
وأضافت أن دخولها هذا المجال كان عبارة عن صدفة عندما كان هناك فريق للصليب الأحمر في مدرستهم، وابتدأت معهم التدرب على الإسعافات الأولية، وكانت تلك الخطوة الأولى لِما حصل معها فيما بعد من تجربة كبيرة في المجال الطبي والصحي، والذي جعلها مؤهلة تمامًا للحديث أمام الشباب اليوم، مشددةً على الشباب الاهتمام بصحتهم.
تجدر الإشارة إلى أن فعالية تيدكس كانت، أيضًا، فرصة لظهور فنانين شباب ورسامين وراقصين وممثلين، قاموا بتقديم مواهبهم في بعض الفقرات التي تخللت الفعالية التي حضرها أكثر من ألف شاب، على مدى يومين، واعتبرت فرصة ومتنفسًا جميلاً، في فترة حرب جفت فيها المشاركات والفعاليات الشبابية.