رئيسيشُرْفة

لكنْ، ماذا غيرُ الضجرِ والذكاءِ الاصطناعي؟

ضياف البَرّاق – اليمن 

في صدد كتابتي عن الضجر، يقفز إلى ذهني الشاعر أنسي الحاج وهو يقول: “لا أفهم المقاطع المُملّة عند الكبار، في الروائع. وأي تبرير لها لا يُقنعني. الإملال سيئة أخلاقية. من يُضجر هو مُضجِر ولو كان عبقريًا”.

ما أشهى وأجملَ وأعمقَ “خواتم” أنسي الحاج! 

صاحب “الرأس المقطوع” كان صادقًا بامتياز، في نثره وشعره وضميره ومواقفه وتحولاته. 

في لغته، يهدم القديم ويتخطى المألوفَ، ويأتي بالجديدِ والأجَدّ، يقدم لنا الفكرة على طبق من الدهشة. 

ولفرْطِ تمرُّده الأدبي والفكري وحياته الشخصية، فقد عاش على طول حياته بعبقرية متلألئة، واخترقَ أعماق الأشياء، بروح حُرّة. 

يدهشني عندما يقول: “ما عدتُ أحتمل الأرضَ، لأن الأكبرَ من الأرضِ لا يحتملها”. 

كان، حقًا، أكبرَ من الأشياء، وأكثرَ من الشعر الذي كتبه. 

يتأمل بعمق، يتألم، يلتقط أنفاسه، يمسك بقلمه ويكتب بجرأة وحداثة وتميُّز ولا يكرر نفسه أبدًا، حتى كان استثنائيًا، لا يُقلِّد وأبعد من أن يصير عاديًّا. 

يقول نزار قباني: “الكتابة هي فَتْحٌ، واختراقٌ، ومغامرة..”. 

هذا صحيح جدًا، وهكذا، في تقديري، كانت كتابة أُنسي، دائمًا. 

يعشق بيروت، وفيروز، والحرية، وقصيدة النثر، ويقاوم قذارة العالم، بنقاء قلبه المليء بالجراح والأنهار والزهور.. 

باختصار، أنا لا أستطيع إلّا أن أنحني أمام فلسفة وأناقة هذا المبدع اللبناني الكبير الذي يبدأ من “لن” ولا ينتهي.  

كشلّال عاش يتدفق ويكتب، هذا نجمٌ ضوؤه خلّاب، لذا، أنصحكم بقراءته شاعرًا وساردًا.

وأنت تقرأ كتاباته لا يدركك الضجر، بل يشتعِلُ شغفك، ويتجدد فكرك ونبضك، ويتسع خيالك. 

سوف تحس أنك تقرأ نهرًا صافيًا لا بشرًا كاتبًا أو إنسانًا مكتوبًا.. 

إنه يُشعِل تساؤلاتِ الحرية في أعماقك، فيما أنت تعانق صنيعه الأدبي المدهش. 

هو، بحق، شعلةٌ من العشقِ الرائع والتفرُّد الجَمالي، ورجل تنوير يفيض بالجمال والإنسانية. 

إنها “كلمات كلمات كلمات” يا أنسي الحاج.. فلا تضجر منها! 

* * * 

“هناك أيضا عبقريةُ قراءةٍ، لا تَنْسَ”، يقول أنسي الحاج.

لا شيء، منذ اندلاع الحرب، أمتع من القراءة. إنها دافئة كحنان الأمّ. بالقراءة أحمي نفسي من لطمات الحياة القاسية، أنا خوّاف بطبعي، أخاف الشعور بالفراغ، أخاف على نفسي من اضطرابات أوقاتي الفارغة، الفراغ يقلقني، يعتصر قلبي ألمًا، لذا، أهرب إلى الكتب العميقة، أقرأ في إفراط، ودون حدود، لكنني لا أقرأ أي شيء أو لا ألتهم أي كتاب. 

فقط هي القراءة علاجي الناجع لدفع الخوف عني، ونزع أشواك الضجر من مزاجي. 

ثمة كتب تُهدّئني وتمتص مخاوفي لكنها لا تزيدني استنارة فكرية، وأخرى تجيء خاليةً من عنصر المتعة والتشويق ولكنها تزيدني نضوجًا على المستوى الروحي، أو تضيف شيئًا جديدًا إلى ثقافتي، وتفرغني من مشاعري السلبية. 

في الواقع، أنا أتداوى من الضجر بالقراءة، القراءة دائمًا، ويجب أن أقرأ المزيد من الكتب الممتعة والجريئة، وأن أعيش وأموت في أحضان وأعماق الكتب الجيدة. 

والقراءة، بدورها، لا بُدَّ أن تقذفني إلى قلب الكتابة. 

في الأزمة، ما الشيء أو العمل الأجدى من القراءة؟ 

لكنْ، حذارِ أن تخدعك الكتب الصفراء..

* * *

عندما أكتب، لا أقاتل الضجر فحسب، بل وأقاتل الفساد العام الذي يحاول خنقي بقبضته الكاسرة، وأقاتل هشاشة نفسي لكي تصبح قوية. وأيضًا، من أجل أن أساعد غيري، قدر المستطاع، على معرفة نفسه، إن شاء ذلك. 

والضجر لا مفر منه، خصوصًا إذا كنت تسكن في مدينة أو بلاد عارية من الحب والحرية والتجديد، لا وتحرمك حتى من أبسط حقوقك الإنسانية. 

فلا يوجد في هذه المدينة الكبيرة العريقة، لا مسرح ولا سينما واحدة، لا حقيقة ولا حق؛ لأن الذي يجلس عليها، ويسيطر على قلبها، ويتحكم بمداخلها ومخارجها، ويمسك بزمامها، أرادها أن تكون سجنًا لا أفقًا مفتوحًا، مصيدة لا قصيدة، قنبلة لا أغنية، جوعًا لا خبزًا، ونحو ذلك. 

إنها مدينة مسجونة بداخل ضغّاطة الأشباح الظلاميين الذين بدّلوا جِلْدَها، والتهمُوا روحها، وضيّقوها على أهلها من جميع الجهات. 

أما الذي يعيش هنا، بيننا، ولا يشعر بالضجر أو الضياع أو الهلع، مثلنا، فإنه ليس إنسانًا أبدًا، أبدًا. 

أشُكُّ في إنسانيّته، طبعًا. 

وقد يصيبك الضجر لمجرد أنك إنسان طيِّب، أو نقي جدًا في مجتمع مُلوَّث بالكراهية والضغائن والشعارات الظلامية.. 

لماذا ثُقَلاء الدم لا يصيبهم الضجر؟

ولماذا لا يصيب ذوي العقول الفارغة؟ 

أعرف عددًا منهم لا يصابون بهذا الشيء إطلاقًا، وإنني لأحسدهم على هذه النعمة. 

في المدن العارية من الدفء الإنساني والفكر الحر، لا يزدهر الإنسان، إنما الذي يزدهر فيها هو الخوف والضجر والعجز والظلام، وتتكاثر الأشباح ليل نهار..

نحن نتعفن هنا باستمرار، أيها العالَم المُتحضِّر! 

* * * 

الكلام استنزاف، تدمير، هروب، لهذا بالذات، أشعرُ بالضجر. 

سيقول أنسي الحاج: “الكلام إثباتُ الغياب”. 

فهل فهمتم المعنى؟ 

وإذا لم تفهموه فلن أشرحه لكم؛ فأنا يُضجرني التنظير.. 

سأصمت، لكن، ماذا أجدى من الصمت في زمنٍ كله ثرثار، وكله ضجيج؟ 

حتى في طفولتي، كنتُ أحيانًا أعاني من نوبات الضجر، لقد كان هذا الحنظل يلدغ مزاجي، ويمتص شغفي، مع أنني لم أكن آنذاك أحمل قضية وطنية كبيرة على كاهلي، ولا كنتُ قد قرأتُ شيئًا عن فلسفة الحياة. 

قلبي مثل بالون مثقوب، وذاكرتي تشبه كومة من القش، لذلك لا أحتفظ بالكثير من التفاصيل والذكريات واللحظات الحلوة والأفكار الكبيرة.. 

في الباص، عصرية هذا اليوم، سكتُّ، لم أنبس ولا بكلمة، تاركًا صمتي يبتلع كلامي، ويكتبني شِعرًا. 

ومن هنا أحببتُ الصمت، وعرفتُ قيمته الشاعرية اللذيذة. 

فهل كانت طفولتي التعيسة، تأخذني، بشكل أو آخر، وعلى مهل، إلى هاوية الكتابة؟

ها هو ذاك الطفل الشقي قد أصبح كاتبًا ضَجِرًا، كما يُقال. 

في المستقبل البعيد، سوف أحتاج إلى طاقة كبيرة وطريقة غير مبتذلة لأكتبَ لكم قصة حياتي المثيرة.  

حينئذٍ، ربما أحدكم، لسوء حظه، سيقرأ سيرتي الذاتية ويكره حياته، وآخر سيقرؤها وسيندم لأنه فعل. 

الأهمّ ألا تقع نسخة منها في يد مثقف زائف يدّعي العمق والرصانة، أو في يد شيخ دين بلا روح، أو في يد صاحب العمارة الذي أجّر لي هذه الغرفة البائسة، ويزعجني آخر كل شهر لأدفعَ له إيجارها الباهظ وأنا ألعن وأشتم حياتي! 

من أجل صحتكم النفسية، سأكتبها بروح موسيقية، ونكهة فلسفية مَرِحة، بدمٍ ساخن ومزاج هادئ، بأسلوب أدبي سلس خالٍ من شوائب التعقيد وسموم الضجر.. 

أقول، وبلا فخر، لا شيء يشبهني سوى كتابتي هذه. 

حالتي غريبة، فأنا هذا المزيج من الضجر والتشتُّت والتفاؤل الضئيل. 

“الجمال هو تسوية المتناقِضات”. 

وقد ينطبق هذا التعريف على الفن. 

كتبتُ كثيرًا ضد الحرب، لهذا لم أمُتْ حتى الآن. منذُ البداية وأنا لا أركض إلّا وراء هذه الحياة وحدها، وأعلم منذ الآن فصاعدًا وعن يقين بأنني لن أموت ما دمتُ أكتبُ بِحُبّ وبلا قناع.. 

لستُ أنا مَن يكره الموتى، ولا يُخيفني أن يلعنوا كتاباتي التي بالتأكيد لن تدهشهم ولن تنال إعجابهم. 

وعادةً لا أفكر في الموت، وحينما أكتب لا أحتضن إلا الحياة فقط. سأدَعُ صمتي يكتبني إليكم، بالنيابة عني، حين أتعب من الكلام. 

الكتابة صادقة، الكلام يكذب.. 

* * *

العام الماضي، خرجتُ إلى السوق ضَجِرًا، بعدها بنصف ساعة، قام أحدهم، في سوق مدينة سعوان، بصنعاء، منتصف عام 2022، بلطْش موبايلي من يدي أو جيبي، لا أدري كيف حدث ذلك، وانتبهتُ للأمر بعدما كان النشّال قد اختفى عن نظري، طار بسرعة الضوء من مسرح الجريمة، ولم يترك وراءه لا أثرًا صغيرًا ولا تعزية للضحية. 

لم أحزن على هاتفي الوحيد فحسب ولكن أيضًا على يومياتي الأدبية العزيزة المحفوظة في تطبيق المذكرة. 

كان حجم وجعي كبيرًا، ولا يزال قلبي يتألم على فقيدي الصيني الحبيب والأنيق، والذي كنتُ قد اشتريته بثمن باهظ، بعد استلامي أول مبلغ من مجلة “بين نهرين” الثقافية العراقية، وهو مستحقات ثلاثة أشهر، كما سأظل أشتاق إلى هذه المجلة المرموقة التي احتوتني وعملتُ فيها مدة تزيد على سنة، لأكونَ فيها صاحبَ عمود تراجيدي دوري على صفحتها الأدبية..

بعد مرور ساعات على ذلك الحادث الذي وقع في الظهيرة، حاولتُ أتناسى خسارتي كي أستطيع النوم، لكنني، وبلا وعي، بكيتُ زعَلًا على مقالة إبداعية كنتُ كتبتها عن الشاعر أحمد مطر. 

وزعلتُ أيضًا على مقالة طويلة كنتُ كتبتُها، وأنا في حالة حماس شوفيني سخيف، عن أنّ العالمَ العربي سيحكم الكوكب بعد كذا كذا زمن. 

أشكرك يا إلهي، لقد نجح الوغد في سرقتي، وذهبتْ سدًى تدويناتي الكثيرة التي لم تُنشَرْ قط، ولكنّهُ لم يسرق ضجري، وهذا هو المُهِمّ! 

مضى الليل كله وطلعت الشمس وأنا لم أزل ساهرًا مخنوقًا بزعلي وحزني ولعناتي. 

هل كان الوغد ضَجِرًا، مثلي، فخطفَ هاتفي وهربَ يتسلّى به؟ 

هل كان فقيرًا مثلي أم أغنى؟ 

مهما يكن دافعه للسرقة، فهنيئًا له.  

سأنسى ذلك الماضي الأليم، لأن شاعرًا قديمًا من غَزّة يقول لي: 

ما مضى فاتَ، والمؤمَّل غيبٌ 

ولك الساعةُ التي أنت فيها 

 * * *

“معظم المشاكل في العالم سببها الناس الذين يريدون أن يكونوا مهمين”. 

لا أشك في صحة هذا القول، بل إنني أشكر حظي الكريم على كوني عديم أهمية، ولا أريد أن أكون زعيمًا أو قاطع طريق أو مشعوذًا دجّالًا أو بائع أوهام وخرافات للزبائن الحمقى.. 

في الماضي، على ما أظن، كان لي طموح خطير جدًا: أن أصبح رجل دين، إمام مسجد، شيخ مذهب يلمع اسمه في المستقبل! 

عندما كبرتُ، بحثتُ عن مستقبلي فلم أجده. 

ثم بحثتُ عن الدودة التي تنخر رأسي من داخله، وقتلتُها. 

دودة الأحلام.  

في رأيي المتواضع، هناك سبب آخر لبعض مشاكل العالم: إنه الضجر. نعم، فالضجر يدفع المصابين به إلى ممارسة العبث ضد الروتين والرتابة وأحيانًا ضد كل شيء.

في بعض الأحوال، يعتري الضجرُ بعضَ الناس، فيجعلهم لا يبالون بشيء، وللخروج من هذه الحالة السيئة، يلجأ بعضنا إلى اللعب أو التحطيم.. 

وشخصيًا، ألجأ في الغالب إلى الرقص. 

وها هو ذا الكاتب ألِسَّاندور باريكُّو صاحب رواية “مونولوج عازف البيانو في المحيط” يقول: “كنا نعزف؛ ليرقصوا، فإذا رقصتَ، لا تموت، تشعر بأنك إله”. 

إني أدعوكم إلى الرقص، لا الانتحار. 

بعض العبث ينشأ من حالة الضجر، وبعض أفكار الفلسفة العبثية تولّدت من عقول ضَجِرة أو أرواح مكتئبة. 

في لحظة ما، يفقد الشخص الشغفَ إلى درجة تجعله يتمنى هلاك العالم أمام عينيه؛ كيما يستريح من ضجره. 

الترياق هو الحماس، ومن أجل الحصول على هذه المتعة، لا بد من ممارسة أي شكل من اللعب، أي نوع من العبث. 

قالت لي امرأة معروفة، ذات لقاء، إنها عندما تضجر تعبث بأثاث منزلها وتُكسِّر الفناجين الزجاجية والأطباق الصينية! 

* * * 

لا. لستُ ضَجِرًا اليوم. هذا المساء رائع للغاية، في الشارع مطر خفيف يحرّضني على المشي. 

يكون الإنسان حُرًّا عندما يكون نقيًا من الداخل، وعندما يمشي بمفرده ولو إلى الجحيم.

ثقتي بالمشي أكبر من ثقتي بفراشي الذي أنام عليه. 

لعل الشيء المميز في حياتي هو أنني أعشق الأدب والفلسفة والمشي، والكسل أحيانًا. 

عندما أمشي في الشارع أو في زقاق حارتنا أو في أرض الخيال، أشعر أنني إنسان حر. 

أسير وحدي، أفضّل الانفراد بنفسي والكلام معها. يحضر ببالي المفكر عبدالله القصيمي أكثرَ من نيتشه.. 

أمشي كل مساء في الشوارع الفرعية؛ لخلوّها من مظاهر الازدحام ومن المُخبرِين والمشاهير والأضواء المزعجة. 

والآن أمشي في شارع مليء بالحُفَر والمطبّات وعلى جدرانه تتلألأ شعارات طائفيّة عنصرية شديدة التفاهة والغباء، لا معنى لها أبدًا. شارع بائس اجتمعت فيه كل عيوب الفساد منذ فجر التاريخ إلى اليوم. 

كالعادة يمرُّ من أمامي أناس لا أعرفهم ولا يعرفونني.. كلنا غرباء في هذه المدينة التي لم يتشرد فيها الشاعر الأمريكي المتمرد تشارلز بوكوفسكي. 

هذا الذكاء الاصطناعي المريب، ماذا يعرفُ عني؟ 

فضيحة الذكاء الاصطناعي هي أنه لا يعرف مذاق الحياة، وأنه عاجزٌ تمامًا عن المشي، وأنه بلا مشاعر ولا ذكاء طبيعي ولا له شخصية مستقلة. شيء خطير إنما بلا روح. 

لستُ من زبائن الذكاء الاصطناعي ولن أكون في يوم ما واحدًا من المتطفلين عليه. خطرت هذه الفكرة أثناء المشي. 

ثُمَّ، كيف لعاقل أن يثق ببضاعة لص؟ 

حاليًا، وفي كل أقطار العالم، أصبح الكتّاب والمفكرون والعلماء وغيرهم من المبدعين؛ يخافون على حقوقهم الفكرية من عبث وتطاول وهيمنة هذا الشبح الشهير المُسمّى ذكاءً اصطناعيًا.  

فتحتُ بيانات الهاتف وسألتُ الذكاء الاصطناعي: 

– ألا تشعر بالضجر؟ 

فلم يجبني. وبعد لحظة صمت، قال:

– أرجوك لا تُضجِرْني بأسئلتك التافهة! 

وطلبتُ منه أن يحكي لي نكتة حلوة من عنده، فلم يستطع، ولن يستطيع إلى أن تقوم القيامة! 

وعندما فَهِمَ أنني أسخر منه، وأضحك عليه، صفعني بثقة: 

– أسخفُ نكتة أنك تعيش في اليمن! 

هكذا أخرسَني، وجرحني في القلب، فأغلقتُ النت والشاشة وألقيتُ بهاتفي في جيبي، وعدتُ مشيًا إلى غرفتي، تحت الرذاذ المُنعِش. 

جاءت ردة فعله أقسى من فعلي نفسه. 

حسنًا. إنه وطني المُدمَّر، البائس كقبرٍ أبدي، وطني الوحيد المحفور في قلبي ودمي وذاكرتي، فإذا لم أحبه برغم عيوبه، فما هو الحب إذَن؟ 

ولن أتشدّق أمامكم بالعبارة الممجوجة: العالم كله وطني.  

الشرط الأساس كي نُحِبَّ العالمَ بأكمله، هو أن نحبَّ أوطاننا أولًا.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى