بروازرئيسي

عُلا الأغبري.. الشابة التي ارتبط اسمها بالسلام

شباب هاوس.. غدير طيرة

عُلا الأغبري، الشابة التي ارتبط اسمها بالسلام، واستطاعت أن تسخّر كل طاقاتها وقدراتها في خدمة السلام والدعوة إليه، من اليمن إلى جنوب السودان، وصولاً إلى مالي وكولومبيا، بعد أن لمع نجمها في قصة إنسانية تم عرضها على الشارع الأميركي في أكتوبر العام الجاري.

 من خلال عدسات مصوري الأمم المتحدة اختيرت هذا العام لتكون ضمن 14 امرأة مؤثرة حول العالم ممن نُشرت صورهم في شوارع مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية ضمن معرض #photoville وهو معرض عالمي نسوي يسلط الضوء على النساء اللاتي يعملن في مجال دعم الاستقرار وبناء السلام، إلى جانب عدد من القياديات اليمنيات.

عُلا التي اختيرت عضوًا استشاريًّا ممثلة عن فئة الشباب ضمن المجموعة النسوية الاستشارية لمكتب المبعوث الأممي في اليمن TAG، تُعتبر من الشابات اليمنيات البارزات اللاتي اقترن اسمهنّ بالسلام، حيث ارتبطت منذ العام 2011 بالعمل المجتمعي والمدني، وتم اختيارها في 2013 من قِبل المعهد الديمقراطي (NDI) كإحدى النساء المؤثرات، على مستوى الجمهورية اليمنية.

أنشأت مع مجموعة من الناشطين والناشطات في تعز مبادرة بعنوان “السلام المحلي”، للعمل على رفع الحصار عن مدينة تعز، وفتح المنافذ أمام المواطنين للدخول والخروج إلى المدينة، وذلك من خلال التفاوض مع الأطراف المتحاربة، حيث ما تزال المفاوضات في هذا الشأن جارية للسنة الثالثة على التوالي.

أنشأت عُلا مع عدد من رواد منظمات المجتمع المدني منصة “شباب لبناء السلام”، والتي تم من خلالها إعداد ورقة عمل سياسية لتقييم دور المبعوث الأممي في اليمن، وتُعتبر هذه المنصة أحد أهم برامج بناء السلام وإعادة الاستقرار التي تعمل مع بُناة السلام الشباب في اليمن.

عملت في لبنان مع الفريق اللبناني لتحويل الصراعات إلى سلام (Laps- Peace)؛ وذلك خلال دراستها لزمالة رواد الديمقراطية في الجامعة الأمريكية – بيروت.

كما تعتبر عضوًا مؤسسًا في المجلس الاستشاري الإقليمي للشباب واليافعين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي أنشأه المكتب الإقليمي لليونيسيف والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا RAYAM.

في قمة ون يونغ العالمية، تم اختيارها سفيرة للشباب وبناء السلام، وفي عام 2018 تم اختيارها كواحدة من أفضل صانعي الحلول الاجتماعية والباحثين الشباب، في ندوة الأدلة للمراهقين والشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قِبل المكتب الإقليمي لليونيسف في بيروت – لبنان.

في حديثها لـ”شباب هاوس”، تدعو عُلا الشباب المؤثرين في المجتمع وفي عالم السوشال ميديا، إلى أن يكونوا سفراء سلام، والعمل على المساعدة في نشر التوعية بأهمية السلام ووقف الحرب، والدعوة إلى التعايش والمحبة والسلام.

وترى علا أن دعاة السلام يتطلب فيهم أن يكونوا قادرين على استيعاب هذا النوع من العمل الذي يقومون به، وأن يومنوا بإمكانهم في صنع السلام، واستعادة الشباب من الخطوط الأمامية للحرب، وإعادتهم إلى الوطن، وأن الطرق ستُفتح أمامهم يومًا ما، وتكون ممرًّا لمستقبلهم.

علا الأغبري أنموذج للشابة اليمنية التي استطاعت التغلب على الصعاب، وتأهيل نفسها تأهيلاً علميًّا وعمليًّا، وتعد من النساء اليمنيات القلائل اللواتي تجاوزن عوائق العادات والتقاليد الكابتة والحائلة دون تمكن المرأة من إيصال صوتها وتمكينها من نيل حقوقها كاملة دون انتقاص، كما أنها بحهودها ونشاطها النوعي، من خلال عملها في المؤسسات الحقوقية الداعية لإحلال السلام، تمكنت من صنع رؤية ومسار للسلام في وطنها، وتحاول من خلال تلك الرؤية وذلك المسار الإسهام في انتشال وطنها من براثن الحرب والعودة به إلى شطآن الرخاء والاستقرار، لينعم المواطن اليمني، والشاب على وجه الخصوص، بحياة كريمة ومستقبل أفضل.

وكقيادية نشطة في مجال السلام، شاركت عُلا، أيضًا، في تأسيس مؤسسة شباب سبأ للتنمية والسلام، والتي تهتم بدعم التنمية المستدامة وبناء السلام من خلال العمل المجتمعي، كما أنها تشغل منصب الرئيس التنفيذي للمؤسسة، التي تستهدف النساء والشباب في اليمن، بالإضافة إلى بناء قدرات الأفراد والمجتمعات لتحقيق التقدم والتنمية الاجتماعية، وكذلك تعزيز التعايش السلمي والتماسك الاجتماعي.

مؤخرًا ساهمت “عُلا”، وبدعم من منظمة شركاء اليمن الدولية، وعبر وساطة محلية، في استعادة عدد من خزانات مياه كانت تسيطر عليها إحدى الفصائل العسكرية في مدينة تعز، وقامت بتسليمها إلى إدارة المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي في المدينة. وتأتي هذه العملية في إطار مشروع مبادرة قطاع المياه في تعز، الهادف لتعزيز قدرات السلطات المحلية على تقديم خدمات المياه للمواطنين.

عُلا الأغبري تصنع أنموذجًا حيًّا للشباب اليمني، والنساء على وجه الخصوص، في سبيل نشر السلام، وتعزيز التماسك المجتمعي ونبذ العنف والفرقة، والوصول بالمجتمع إلى حالة من التعايش السلمي بين مختلف أطيافه.

صورة علا الاغبري في امريكا

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. تحية إجلال وإكبار لرائدة السلام الشابة النشيطة علا الاغبري
    دمتي فخرا لتعز وللمرأة اليمنية

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى