رئيسيشبـاك

شابة يمنية تحصد جائزة الجون بيرن في إسكتلندا

شباب هاوس..

يواصلُ الشباب اليمنيون، حصد الجوائز الدولية، وإعلاء اسم بلادهم في المحافل العالمية، بمختلف الفنون والمجالات، لعلّ أبرزها جائزة الجون بيرن في الرسم بإسكتلندا.

شذى التوي اسم لمع، في سماء الفنون الجميلة، بموهبتها الفذة “الرسم” التي استطاعت من خلالها تجسيد واقع شعبها الذي طحنته حروب الداخل وأطماع الخارج، وأصبح نهاره كليله.

حصلت الفنانة شذى على المركز الأول في جائزة مسابقة الجون بيرن The John Byrne Award في إسكتلندا من بين أكثر من 300 متقدم في ربعها الأول من السنة الحالية (فبراير – أبريل)، على مشاركتها بأربع لوحات من سلسلتها الفنية الخاصة، التي تحمل عنوان “العائلة”.

تقول شذى، في حوار خصت به موقع “شباب هاوس”: “تم اختيار مشاركتي بالإجماع من قِبَل اللجنة التي تضم فنانين وأدباء اسكتلنديين بارزين، حيث شاركت بأربع لوحات من سلسلتي الخاصة بالعوائل، من بين مختلف الأعمال الفنية والأدبية الأخرى التي تشملُ الرسم، والنحت، والتصوير، والموسيقى، والشعر، والمسرح”.

اللجنة الخاصة بالجائزة أشادت في موقعها الرسمي بعمل الفنانة اليمنية شذى ووصفته بالمؤثر والمدهش للغاية، كما أشادوا بالتركيبة الصلبة للوحاتها والتنفيذ الاحترافي العالي، بالإضافة إلى النص التعبيري الصادق الذي كان بعنوان “أيهما أشد إيلامًا.. الخوف أو الجوع؟”.

بدأت الرسامة اليمنية مسيرتها الفنية منذ طفولتها ولكنها لم تأخذ فنّ الرسم على محمل الجد، إلا بعد ارتباطها بالوسط الفني، ومن هنا كانت بداية رحلة استكشاف ذاتها الفنية، وتعلمت أساسيات الرسم وتنقلت بين المدارس الفنية حتى كوّنت أسلوبها الخاص، حسب قولها.

وحصدت التوي، إلى جانب جائزةالجون بيرن، جائزة زمالة فنية مقدمة من صندوق حماية الفنان APF بإقامة في المعهد العالي للعلوم الإنسانية IASH التابع لجامعة أدنبرة، أسكتلندا، بريطانيا منذ نوفمبر 2020م، ولديها العديد من المشاركات والمعارض الفنية على الصعيد المحلي والدولي.

اللوحة البيضاء..

معرض اللوحة البيضاء الذي يُعد أول معرض فني للرسامة شذى التوي في إسكتلندا، سلط الضوء من خلال عرض سلسلة لوحاتها المُعنونة بـ “العائلة”، على معاناة اليمنيين خلال سنوات الحرب السبع الأخيرة، والأزمات التي مرت بها البلاد من انعدام الاحتياجات الأساسية للمعيشة، وما يقابله من تكاتف وتماسك هذه العوائل في ما بينهم.

وبحسب توصيف الفنانة شذى للمعرض “عند دخول الزائر إلى قاعة المعرض، يستطيع أنْ يلمح بعض اللوحات التي تتحدث عن وجود عائلة تنظر إلى قطرة ماء، وفي هذا رمزية إلى صعوبة الوصول إلى المياه في اليمن، ولوحة أخرى تعكسُ مجموعة من العوائل المجتمعة في ملجأ بحثًا عن الأمان من خطر سقوط مقذوفات الحرب عليهم، وأخريات تحكي عن الجوع وصعوبة الحصول على الكهرباء والغاز المنزلي ومتطلبات الحياة الأساسية”.
موضحة: “من بين تلك اللوحات، توجد لوحة مرسومة كليًّا باللون الأبيض، وعليها بروز بسيطة أيضًا باللون الأبيض، فعندما يرى الزائر تلك اللوحة البيضاء يلمح بجانبها ملاحظة صغيرة  “كانت هناك عائلة”، اخترت اللون الأبيض للتعبير عن تلك العائلة التي لم يعد لها أثر، إلا ذلك البياض، قد يكون حلمًا أو تعبيرًا عن الفراغ، أو أن هذه العائلة في مكان أفضل”.

تعتقد شذى التوي أن هذه اللوحة البيضاء أضفت إلى المعرض لمحة من الفن المعاصر الذي يهتم بتقديم المعنى بغض النظر عن الجماليات والتكنيك، وهو ما ترك أثرًا كبيرًا في نفسية الزوار للمعرض.

وتقول: “عند تنقّل زوار المعرض بين لوحاتي – التي كانت يطغى عليها مزيجًا من المدارس التجريدية والرمزية والتكعيبية – كانت اللوحة البيضاء تشكل لهم صدمة ووقفة صمْت وتأمُّل للتعمق أكثر في المآسي والصعوبات التي تمر بها العوائل اليمنية، لا سيما أن اللوحة كانت مرافقة لموسيقى صابر في الخلفية، والتي عُزفت بطريقة تكرارية ومؤثرة، وببنية بسيطة لمحاكاة اللوحة البيضاء”.

تتخطى طموح الرسامة اليمنية شذى كل الإنجازات التي وصلت إليها اليوم بإرادتها، فعلى الصعيد الشخصي تطمح بتطوير موهبتها الفنية وصقلها أكاديميًّا، وعلى الصعيد المجتمعي تطمح لتأسيس مؤسسة فنية تختص بمتابعة الانتهاكات التي يتعرض لها الفنانون اليمنيون، وخلق الفرصة لهم وإيصال فنهم للعالم.

شذى التوي، ومن قبلها وبعدها العشرات من الشباب اليمنيين الذين ساروا بخطوات ثابته نحو تحقيق أحلامهم، وعرضوا مواهبهم ومشاركاتهم، وحققوا الكثير من المراكز والإنجازات التي وضعت لليمن مكانًا خاصًّا في مختلف المجالات الفنية والأدبية والرياضية، وأصبح كل واحد منهم مصدرًا ملهمًا لباقي الشباب الموهوبين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اذا وجدت الارادة والبيئة المناسبه وجد النجاح وهذا شي واضح في نجاح شباب اليمن في الخارج والداخل.
    شباب رائع ومنتج اتمني ان تهتم وزارة الشباب بهذه الامر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى