رئيسيشبـاك

“امرأة من صنعاء القديمة” تحصد جائزة “الكفاءة” وتقيم معرضًا لليمنيين في نيويورك

شباب هاوس..

من شخبطة على حائط المنزل في طفولتها إلى احتراف الفن التشكيلي عبر رحلة فنية حافلة بالنجاحات والمشاركات المحلية والدولية.. تلك هي قصة الفنانة التشكيلية اليمنية سحر حسن اللوذعي، تمامًا كقصة لوحتها “امرأة من صنعاء القديمة”، والتي استحقت بجدارة جائزة الكفاءة المميزة في نيويورك، من بين 1047 عملاً فنيًّا عالميًّا.

 

في إحدى حارات مدينة صنعاء ولدت الفنانة سحر حسن، ولا شك أن الجمال الأخّاذ والساحر الذي تحمله هذه المدينة كان له أن يترك أثره في روح الطفلة سحر، فيكبر في داخلها كلما كبرت، حتى استطاع أن يُترجم على يدها إلى ألوان ولوحات.
وفي حديث خصت به منصة “شباب هاوس”، تتحدث الفنانة سحر عن بدايتها بالقول: “بدأت قصتي الفنية منذ كنت طفلة، لا أتذكر متى تحديدًا، لكني لا أستطيع أن أتذكر تفاصیل طفولتي دون أن أتذكر الألوان وشخبطاتي في كل مكان”.

أثناء فترة دراستها الأساسية في صنعاء، سخّرت سحر الكثير من وقتها للفن التشكيلي، والعمل على تطویر موهبتها من خلال القراءة عن تقنيات الرسم والمطالعة عن الفنانین وتأمل أعمالهم، ثم بدأت تشارك لوحاتها في العديد من المسابقات الفنية محليًّا، ثم إقامة معرض خاص برسومها في العاصمة صنعاء.
تعتقد سحر أن الدافع لتمسكها بالفن منذ البداية جمهورها الصغير حينها، ممثلاً بمحيطها الأسري، من خلال ثقتهم بموهبتها وتشجيعهم الدائم، بالإضافة إلى الفوز بعدة مسابقات محلية ودولية، والتي كانت تعطيها جرعًا كبيرة من الثقة بما تقدمه من فن تشكيلي. حصدت العديد من الجوائز المحلية والدولية، أهمها جائزة مسابقة بحر المواھب برعایة USAID في 2012، وجائزة الفن التشكیلي لعامین متتالیین في المسابقة الثقافیة الكبرى التي كانت تقام سنویًّا على مستوى جامعة صنعاء الجديدة والقديمة، وجائزة اختیار الجمھور “s ’People”Choice Award لاحقًا في نيويورك.

بعد إنهائها الدراسة الجامعية في كلية اللغات بجامعة صنعاء، وحصولها على المركز الثاني في الدفعة، سافرت إلى أمريكا لدراسة الماجستير، حاملة معها جمال مدينتها الذي لم يكن ليفارقها أصلاً، فبالرغم من دراستها المكثفة في مجال آخر، وجدت من الوقت متسعًا للاشتغال على فنها.
هناك شاركت في العديد من المعارض الدولية، وتقدمت بلوحتها “امرأة من صنعاء القديمة” والتي فازت بجائزة “الكفاءة المميزة”، والتي تعد أول جائزة عالمية لها، وثالث جائزة فنية في نيويورك. تعمل حاليًّا سفيرة ملتقى الفنانين العرب الدولي في اليمن وفي أمريكا..

شاركت في المعرض السادس للملتقى الدولي للفنانين العرب، دار الأوبرا المصرية، القاهرة في أكتوبر 2021، وكذا معرض لون الورد الدولي gül Reng، الدورة الخامسة بتركيا 2021. وهناك معرض في تلمسان بالجزائر للمنمنمات والفنون الزخرفية من 16 – 19 ديسمبر.

“امرأة من صنعاء القديمة”

امرأة من صنعاء القديمة

توضح سحر لمنصة “شباب هاوس” أن المرأة التي رسمتھا في اللوحة الحائزة على الجائزة هي امرأة منقبة، وهو ما جعل البعض يعارضها في اختیار ھذا العمل تحديدًا للمشاركة، ولكنها كانت مصرة على تقديم هويتها كما هي، مشيرة إلى أنها استطاعت إبراز جمال التراث الیمني، المتمثل بلون الستارة الجميل، لآلاف وربما ملایین المشاھدین من حول العالم، وهو الهدف الذي تسعى إليه من خلال الفن الذي تقدمه.

معرض في نيويورك لليمنيين

وخلال مشاركاتها في 13 معرضًا فنيًّا بنيويورك، كان يحز بنفسها أنه في كل مشاركة لها في معارض نيويورك، مع فنانين من مختلف أنحاء العالم، لم تجد فنانًا يمنيًّا واحدًا مشاركًا في تلك المعارض، عندها راودتها فكرة بدأت تشتغل عليها منذ العام 2019، وهي أن يكون هناك معرض جامع لأعمال فنانين يمنيين.


تقول سحر: “كانت فكرة المعرض في بالي منذ وقت طويل، لكني بدأت بالاشتغال عليها نهاية 2019، كنت حينها أدرس الماجستير في نيويورك.. كانت الفكرة تتلخص في أنه طالما والفنان اليمني غير قادر على السفر إلى أمريكا، خصوصًا في عهد ترامب، وفي نفس الوقت يلاقي صعوبات من إرسال أعماله عبر خدمة الـ “دي إتش إل”، فلماذا لا أتواصل معهم وأجعلهم يرسلون أعمالهم عبر البريد الإلكتروني وأقوم بطباعتها وعرضها جميعًا في معرض خاص باليمنيين”.
وتضيف: “كان أهم تحدٍّ بالنسبة لي هو توفير القاعة، فكما نعلم بأن الإيجارات في نيويورك غالية، فكانت القاعة هي العقبة التي وقفت في وجهي باعتبار أن الجهد كان ذاتيًّا محضًا، وليس هناك أيّ جهات داعمة”.
وتتابع: “كان لديّ صديقة تعمل في منظمة ياما الخاصة بالتجار اليمنيين في أمريكا، فحدثتها عن فكرة المعرض، من باب الحديث لا أكثر، فقالت إن بإمكانها طرح الموضوع على المنظمة ليتولوا هم إيجار القاعة، فكان الحل مناسبًا جدًّا”.
كانت الصورة المطروحة عن اليمن في نيويورك مشوهة للغاية، بحسب سحر، حيث كان للإعلام المرئي والأفلام تأثيرهما الكبير في تلك الناحية، خصوصًا ذلك الفيلم الذي كان له دور سلبي تمامًا في عكس صورة سلبية ومشوهة عن اليمن، وهنا تقول سحر: كان لا بد وأن يكون لديّ ردة فعل من الفيلم التشويهي والإعلامي لليمن، يفرضها واجبي كفنانة تشكيلية، فتواصلت مع مديرة المنظمة ياما، وقلت لها عن الفيلم، وأنه يجب إيصال صوت اليمنيين للكونجرس بأن هذا الفيلم غير حقيقي”،
لكن حتى إذا لم تقم المنظمة بإيصال الصوت الحقيقي عن اليمن في الكونجرس الأمريكي، فإن سحر رأت أن بإمكانها إيصال صوتها بطريقة أخرى فتكون قدوة لغيرها سواء في أمريكا أو خارجها، رغم أن كل ما تقوم به عبارة عن جهد ذاتي فردي، فحتى وإن كان ذلك الجهد عبارة عن بصمة صغيرة، بحسب سحر، فلا شك سيكون لتلك البصمة آثار مستقبلية في إعطاء صورة مختلفة غير التي تعرضها القنوات، وأن اليمن فيها من الجمال الشيء الكثير.


وبما أن نيويورك وجهة تشكيلية مهمة لأي فنان تشكيلي في العالم، بحسب الفنانة سحر حسن، فإن المعرض المزمع إقامته في 12 ديسمبر/ كانون أول، إذا لقي التجاوب والتفاعل المطلوبين، سيكون ذلك بمثابة خطوة في طريق تأسيس مؤسسة فنية في أمريكا تكون واجهة للفن اليمني، ويتم من خلالها عرض أعمال الفنانين التشكيليين اليمنيين في عدد من الولايات الأمريكية.
كان من المفترض إقامة المعرض في أبريل 2020، لكن جائحة كورونا أجلت موعده؛ نظرًا لأن الحضور سيكون حينها قليلاً، بحسب سحر، فيما تريد لمعرضها أن يلقى الصدى الكبير.

تشجيع الفنانين وكسر الأنانية بينهم


وفي حديثها عن المعرض تقول سحر إن هدفها هو تشجيع الفنانين اليمنيين وكسر الأنانية السائدة بينهم، موضحة بالقول: “أحببت القيام بشيء مختلف، حيث تواصلت مع عدد من الفنانين في اليمن، وأخبرتهم بأنني سأقيم معرضًا في نيويورك، وطلبت منهم إرسال نماذج من أعمالهم لإبرازها في المعرض، فاستغربوا من كوني سأقوم بعرض أعمالهم دون أن أطلب منهم أيّ رسوم، وهي الأشياء المتعارف عليها”.
ولا تنسى سحر أن تقول بأننا كفنانين “نستطيع إحداث ثورة فنية جميلة تبرز الفن اليمني بكل جماله”، مشيرة إلى أن المعرض سيضم أكثر من ستين لوحة، لـ25 فنانًا وفنانة يمنية، بالإضافة إلى شاشة عرض لفيديو يحتوي على صور متنوعة لمحافظات اليمن، وأغانٍ من التراث الموسيقي اليمني، ومن ضمنها الأغاني اليمنية اليهودية.
كما سيتضمن المعرض تقديم مشروب البن اليمني وبعض الأكلات، وكذا ديكورًا يمنيًّا للبيئة اليمنية، بغرض عرض متكامل لكل ما له علاقة بإبراز جمال اليمن، وليس مجرد لوحات بصرية، بل وتذوق وشم في جو حميمي.
وتؤكد الفنانة سحر حسن من خلال منصة “شباب هاوس” أن المعرض كله جهد ذاتي، وليس هناك أيّ جهة منسقة، فالفكرة فكرتها، والموضوع من تنفيذها، مشيرة إلى ثقتها بأن المعرض سيترك الصدى والأثر الذي تريده.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى